St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-abdel-massih-z  >   corner-pillars
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أعمدة الزوايا - القمص بيشوي عبد المسيح

11- الشهيدة أفرونية الناسكة

 

St-Takla.org Image: Saint Febronia (Avronia) صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيدة فبرونيا، شهيدة العفة والطهارة (الشهيدة أفرونيا)

St-Takla.org Image: Saint Febronia (Avronia)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيدة فبرونيا، شهيدة العفة والطهارة (الشهيدة أفرونيا)

الشهيدة أفرونية الناسكة (تذكار شهادتها: أول أبيب)

 

وهذه راهبة أخرى نذرت نفسها للبتولية والنسك. ولكنها ليست رومية بل هي من بلاد ما بين النهرين التي هي العراق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

وهذه البلاد هي نفسها التي سميت في الكتاب المقدس آرام النهرين أو أرض بني المشرق حيث سكن قديمًا ناحور ابن تارح أخي إبراهيم ولوط ابن أخيهما هاران وأيضا لابان ابن ناحور في حاران إحدى مدنها(1).

التحقت القديسة أفرونية الجميلة(2) بدير العذارى في العراق كان يضم خمسين راهبة. وكانت خالتها العجوز الأم أوريانة رئيسة لهذا الدير. ونظرًا لاستعداد أفرونية فإن نعمة الله عملت فيها بقوة. وكان أن تأثرت هذه العذراء التي نذرت نفسها للسيد المسيح بنظام الدير واستجابت سريعًا لقوانين الرهبنة. وقد علمتها الرئيسة كيف تقرأ وتدرس الكتاب المقدس. كما هذبتها بالفضائل الكثيرة وزودتها بالتداريب النسكية الصارمة حتى أن أفرونية كانت تصلي بغير انقطاع وكانت تصوم يومين يومين.

وفي أيام الامبراطور الطاغية دقلديانوس اشتدت وطأة الاضطهاد على المسيحيين واستشهد في أيامه مئات الألوف منهم. ولما شرع رسل الملك يقتحمون كل مكان باحثين عن المسيحيين للقبض عليهم وتعذيبهم هربت من الدير كل العذارى واختبأن في أماكن بعيدة عن أعين رسل الملك. ولم يبق في الدير إلا رئيسته الأم أدريانة ومعها القديسة أفرونية وراهبة أخرى. وجاء عسكر الملك وقبضوا على الرئيسة وأهانوها. فتقدمت أفرونية إلى الجند وقالت لهم "خذوني أنا واتركوا هذه العجوز" فأمسكوا بأفرونية وكبلوا يديها بالقيود الحديدية وأخذوها مع الأم إلى الوالي الذي استرعاه جمالها الشديد فأخذ يستميلها بملاطفة لعبادة الأوثان واعدًا إياها بعطايا جزيلة ثمينة. لكنها صمدت أمامه ورفضت الرضوخ له واعترفت جهرًا بإيمانها بالسيد المسيح. فهددها الوالي ثم عذبها عذابات كثيرة وأمر بضربها بالعصى ومزق ثوبها. وعندئذ صرخت فيه الأم قائلة "الرب يشقك من وسطك أيها الوحش المنافق" فاغتاظ الوالي وشدد العذاب على أفرونية. ووضعها في الهنبازين لاعتصار جسدها. ومشطوها بأمشاط من حديد ومزقوا لحمها ثم قطعوا لسانها وكسروا أسنانها وشرعوا يقطعون أعضاء جسدها. وفي كل هذا كانت أفرونية محتفظة بثباتها ومحتملة لأقسي الآلام. وكان الرب في كل مرة يقويها ويشفيها ويصبرها. وتعجب الجلادون من شجاعة هذه الصبية الصغيرة التي لم تبلغ من العمر أكثر من عشرين عامًا. وأخيرًا أمر الوالي بذبحها فنالت إكليل الشهادة في اليوم الأول من شهر أبيب المبارك.

وقد تقدم مسيحي تقي وغني فأخذ جسدها الطاهر ولفه بلفائف ثمينة ووضعه في صندوق مذهب تكريمًا لها وكان يتبرك من جسدها المقدس. شفاعتها فلتكن معنا آمين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) انظر (تك 11: 28-32؛ 12: 1-5؛ 29: 1-4).

(2) وهذا هو اسمها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/febronia.html

تقصير الرابط:
tak.la/ysv7p53