St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   18-Ma3alem-ElTareek-El-Ro7y
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

47- صفات المُلْتَزِم

 

إن الملتزم يحترم نفسه، ويحترم كلمته، ويحترم وعوده، ويحترم علاقاته مع الناس. والتزامه يولد الثقة فيه وفي عمله وتصرفاته...

إنه موضع تقدير من الكل. يدركون جميعًا أنه يمكنهم الاعتماد عليه، ويمكنهم الثقة بكلمته، والتعاون معه. لأنه من النوع الذي يصمد أمام العوائق، وينتصر على العقبات، ولو أدى الأمر أن يضغط على نفسه ويحتمل، لكي ينفذ ما ألتزم به.

وهو لا يلتزم بالعمل فقط، وإنما أيضًا بنوعيه ممتازة في أدائه.

لذلك فالملتزم دائمًا يحالفه ويشعر أن عمله وحسن أدائه ونجاحه فيه، كل هذا جزء من ضميره، وجزء من شرفه، ومن احترامه لنفسه.

وهو يهتم بكل هذا ويحرص عليه، كذلك هو يشعر أن أي تقصير في هذا الالتزام إنما يسبب حرجًا له ولكل المتعاونين والمتضامنين معه... فيجنبه كل ذلك في وفائه بالتزامه.

وهو خارج محيط العمل مع الناس، يسلك بالتزام في حياته الخاصة وفي كل ما يمس روحياته...

St-Takla.org Image: Jesus helping us during trials - praying and thanking for food after fasting - someone praying and Jesus answering: Coptic art by Sis. Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يساعدنا في التجارب، شاب يصلي ويسوع يجيبه، الصلاة والشكر على الطعام وقت الصوم - رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: Jesus helping us during trials - praying and thanking for food after fasting - someone praying and Jesus answering: Coptic art by Sis. Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يساعدنا في التجارب، شاب يصلي ويسوع يجيبه، الصلاة والشكر على الطعام وقت الصوم - رسم تاسوني سوسن.

إنه يكون ملتزمًا في كل نظام يصنعه لنفسه، أو يضعه له أب اعترافه. وهو ملتزم بكل التداريب الروحية التي يسلك فيها.

هو ملتزم أيضًا في نظام صلواته وأصوامه "مطانياته" metanoia وقراءاته الروحية، لا يحيد عنها. ولا ينقص منها، ولا يضع أعذارًا لتبرير التقصير فيها. ولا يجد في الظروف الخارجية منفذًا يخرج منه إلى عدم الالتزام.

لذلك فالملتزم يكون باستمرار قدوة ودرسًا لغيره يتعلمون من حياته الجدية.

بعكس غير الملتزم الذي يصبح قدوة سيئة تعثر الآخرين. وقد ينتج عنها أن يقلده غيره في عدم التزامه، فترتبك الأمور. ويتعلم أولئك تبرير تقصيرهم!.

والملتزم يحرص على كل طاقاته، لكي يستطيع الوفاء بالتزاماته... فهو يحرص كل الحرص على وقته، لأنه ملتزم بخدمة أو بمواعيد ليس من عادته أن يقصر فيها... أو إنه يحرص على هذا الوقت لكي يستغله في إتقان عمل عهد به إليه. إنه لا يضيع جهده وقوته ووقته في تفاهات تعرض له أو في تسليات. لأنه إن سلك في هذا الطريق لا يمكنه أن يفي بما التزم به.

والملتزم يذكر نفسه دائمًا، حتى لا ينسى شيئًا من التزامه. إنه لا يعترف بالنسيان حجة تعذره إذا قصر. لذلك فهو يسجل في مفكرته ما عليه من مسئوليات، ويتابع قراءتها لكي لا ينسى...

وهو في خدمته أيضًا يسلك بروح الالتزام الذي يجب أن يتصِف به كل خادم روحي ناجح.

إنه يلتزم بمواعيد الخدمة، فلا يتأخر عنها ولا ينساها. وهو يلتزم بالمنهج، فلا يخرج عنه ولا يخترع له منهجًا خاصًا. وهو يلتزم أيضًا بتحضير درسه حتى يكون دسمًا مشبعًا لسامعيه، ولا يقصر في ذلك بحجة سابق معرفته ويلتزم كذلك باجتماع الخدام وبنظام الخدمة من كل ناحية.

والخادم الروحي يلتزم بالوقت الحاضرين ومواعيد الخاصة. كما يلتزم بموضوع العظة، فلا يضيع الوقت في أمور جانبية لا علاقة لها به وهكذا فإن الخادم الملتزم بموضوع دقيقًا في كل شيء: في الوقت وفي مادة الموضوع.

والالتزام هو أيضًا عنصر أساسي في حياة الرعاة والكهنة. فيكونون ملتزمين بأداء كل واجبات عملهم الكنسي، من خدمات طقسية، وافتقاد للشعب كل الشعب، ومواعيد للاعتراف، ولزيارة المستشفيات والمرضي والحزانَى. وهم أيضًا ملتزمون بواجباتهم نحو الفقراء والمحتاجين. وملتزمون بأن يقدموا أنفسهم مثالًا لكل فضيلة.

أما الراعي غير الملتزم، فلا يرى أمامه واجبًا محدودًا عليه أداؤه. وهو في خدمته يعمل ما يحلو في عينيه دون التزام بشيء، ودون خطة أو نظام!

والالتزام يدخل أيضًا في نطاق التعليم وفي نطاق العقيدة.

فكل إنسان يقف على منبر التعليم، يكون ملتزمًا بتعليم الكتاب وعقيدة الكنيسة، فلا يقدم للسامعين فكره الخاص، أو معتقداته الخاصة، أو أمكنه جمعه من قراءاته الخاصة. إنما هو ملتزم أن يعمل ما يقوله الكتاب وما وصل إلى الكنيسة بالتقليد وفي ذلك قال القديس بولس الرسول لتلميذه الأسقف تيموثاوس "وما سمعته مني بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعملوا آخرين أيضًا" (2تي2: 2).

لذلك فالإنسان الروحي هو ملتزم أيضًا بتعليم الكنيسة ونظمها وطقوسها وأصومها وصلواتها وكل قوانينها.

فلا يسلك في طريق، والكنيسة كلها في طريق آخر. لأنه في التزام الجميع تجد وحده القلب، ووحده الفكر ووحده العبادة ووحدة الإيمان.

لذلك فحياة الالتزام تناسبها أيضًا الاتضاع. لأن المتضع يخضع لما يوضع له من نظام. أما غير المتضع فيفسر الأمور حسب فكره.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/18-Ma3alem-ElTareek-El-Ro7y/Characteristics-of-the-Spiritual-Way-047-Commitment-4-Person.html

تقصير الرابط:
tak.la/sr3dhr6