1- مقدمة

ويعتبر الكتاب الأول للمتبتلين هو البنية الأساسية لطهارة الإنسان وبلوغه قداسة السيرة التي يجب أن تلازمه طيلة رحلة حياته على الأرض سواء استمر في بتوليته أو تزوج. أما هذا الكتاب الثاني للمتزوجين فهو توجيهات روحية وشرعية لحفظ طهارة الزوجين واستمرار سيرتهما المقدسة وتوضيح أن الزواج لا يعطل طهارة الإنسان وقداسته.

والكتابان معًا في قراءتهما يرى المتبتلون مجد وقدسية الزواج المسيحي وارتباطه بوحدة النفس مع إلهها على المستوى الأبدي المؤسس على سر اتحاد المسيح بالكنيسة، ويرى المتزوجون رفعة وسمو البتولية كنموذج للسيرة الملائكية بين البشر.

ونظرًا لأن البعض قد أساء فهم جزئية من الكتاب الأول فأوردنا توضيحًا للمعنى المقصود من هذه الجزئية من أجل تصحيح سوء الفهم لدى ذلك البعض وذلك في الاستدراك الذي جاء في آخر هذا الكتاب.

والأمر لا يحتاج إلى التأكيد على أن حياة الطهارة غالية جدًا على الإنسان المسيحي والانحراف عنها يؤرق ضميره وفكره. ولربما سقطة واحدة كفيلة أن تصبح شوكة وخز تجرح القلب مدى الحياة. الأمر الذي رأيناه في داود النبي الذي لم يملْ بعد سقطته من ترديد قوله "خطيتي أمامي في كل حين" (مز50: 3) وصلاته كل يوم "أعوم كل ليلة سريري وبدموعي أبل فراشي" (مز6: 6).

الله قادر أن يجنبنا العثرات ويوقظ قلوبنا من نوم الغفلة ويعطينا الروح المنكسر الوديع لكي يرشدنا إلى طريق القداسة ويثبتنا فيها حسب وعده الصادق أنه "يُعلِّم الودعاء طرقه" (مز24: 9- الترجمة القبطية).