St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   question-answer
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

5- أنتم المسيحيون جبناء ومستضعفون

 

المجتمع: أنتم المسيحيون جبناء ومستضعفون.

المسيحي: نحن لا نخاف أحدًا لأننا نعيش بأمانة في أعمالنا وفي معاملاتنا، كما علمنا إنجيلنا "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ2: 10). ولأننا نؤمن أن الله معنا "وإن كان الله معنا فمن علينا" (رو8: 31).  وأنه يحرسنا ويرعانا "إذا سرتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز23: 4). ولأنه وعدنا "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. شعرة من رؤوسكم لا تهلك" (مت10: 28، لو21: 18).

وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في إظهار القوة العضلية والغلبة الجسمانية. فنحن نرى أن الشجاعة الحقيقية هي في قوة الروح. لأن قوة الجسد جبانة، وسريعًا ما تتراجع أمام من هو أقوى منها. أما قوة الروح فهي لا تتزعزع لأنها قوة الحق.

St-Takla.org Image: Fidelity word in Arabic and English صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الأمانة بالعربية والإنجليزية

St-Takla.org Image: Fidelity word in Arabic and English

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الأمانة بالعربية والإنجليزية

وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في انطلاق اللسان بالهجوم بالسب والشتم والإهانة والتجريح. فنحن يعلمنا الكتاب أن "الجواب اللين يصرف الغضب. والكلام الموجع يهيج السخط" (أم15: 1). كما يعلمنا "غير مجازين عن شر بشر ولا عن شتيمة بشتيمة" (1بط3: 9).

إذًا هذا البعض أو ذاك إن كان يرى أن الشجاعة في عمومها هي في أخذ الحق بالقوة، والانتقام بالتصدي والمواجهة سواء باللسان أو بالعضلات. فنحن نرى أن الشجاعة هي في عبور المواجهة أو المصادمة. لأن هذا العبور ينطوي على حكمة في التعامل، وإطفاء لنار العداوة واستمرار للهدوء والسلام.

ويعلمنا الكتاب أنه من الحكمة أن نهرب من وجه الشر "الذكي يبصر الشر فيتوارى" (أم22: 3). وعدم مقاومته "لا تقاوموا الشر" (مت5: 39). والانتصار عليه بالخير "لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير" (رو12: 21). وضبط النفس أمامه "البطيء الغضب خير من الجبار. ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم16: 32). والصفح والمغفرة "اغفروا يغفر لكم" (لو6: 37). والمسالمة "وإن أمكن فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رو12: 18).

وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في البلطجة والاستهتار وخرق القوانين وعدم الامتثال لأوامر الرؤساء وعدم الخوف من أخذ الرشوة أو الاختلاس أو التزوير أو السرقة والجرأة في التزويغ وعدم الالتزام بمواعيد العمل. فنحن جبناء فعلًا أمام هذا النوع من الشجاعة الممتلئة بموت الضمير وغياب الله عن شعور الإنسان. لأن مخافة الله تملأ قلوبنا حسب ما يعلمنا كتابنا أن "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10). وكما يعلمنا "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت22: 21).

يضاف إلى ذلك سبب حارس للإنسان العاقل من الانقياد لغواية الشيطان والاندفاع نحو الخطأ، وهو عدم رحمة القانون به عند وقوعه في الخطأ وخصوصًا إذا لم يكن هناك من يحميه في خطئه، فإنه يجد نفسه فريسة للتشهير به في وسائل الإعلام أو الحبس الفوري أو الاجتهاد الشديد في التجميع السريع لخيوط الجريمة وحبك عناصر الاتهام ضده حتى تبلغ أقصى عقوبة لها وليس من وسيط ولا من شفيع. ولربما ألم العقاب جزاء طبيعي للخطأ أما الأشد إيلامًا للنفس فهو الفضيحة والعار.

هذه هي جبونيتنا؛ جبونية الخوف من عار الخطية، وجبونية الحرص على حفظ الشرف والكرامة، وجبونية المسامحة والمسالمة، وجبونية التمسك بالأمانة والأخلاق النبيلة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويا ليت المجتمع يستغل هذا النوع من الجبونية ليستفيد من صاحبها أيًا كان دينه أو معتقده في الأماكن التي يتم فيها نهب ثروات الوطن وأمواله.

إن مبادئ إنجيلنا هي التي تحكم سلوكنا وتصرفاتنا، وتنبني عليها فضائل سامية وحضارية ولا نستطيع أن نخرج عن إطارها. أولًا لأنها وصايا الله لنا، وثانيا لأنها تحفظ سلامنا الداخلى وسلام مجتمعنا وتدعم وحدته وترابطه وتنمى فيه روح الحب والإخاء وتساعد على نموه ورخائه بلوغًا إلى سعادته ورفاهيته. أما إذا استنكر مجتمعنا هذه المبادئ والقيم فلا بديل أمامه سوى شريعة الغاب التي فيها يأكل القوى الضعيف أو تسود فيه العصبيات والمحسوبيات التي تتراجع بالمجتمع وتحول دون نموه وتقدمه. وهذا بعيد بالطبع عن سلامة العقل ورجاحة الفكر.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/cowards.html

تقصير الرابط:
tak.la/p43c5db