St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   righteousness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة الفضيلة والبر - البابا شنوده الثالث

23- وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ

 

وإذ لم يكن له أصل جَف (مت6:13)

 

كثير من الناس يبدأون الحياة مع الله ولا يستمرون.

إما أنهم يبدأون بحرارة، ثم يبردون، أو كما يقول الكتاب أحيانًا أن بعض الناس يرتدون. وأحيانًا البعض قد يتركون محبتهم الأولى، أو يفترون، أو يبردون...

والسيد المسيح لما قدم لنا مثل الزارع، أعطانا صورًا عن أناس وقعت البذار في أرضهم، ولكن بعضهم فشلوا. وأريد أن أحدثكم اليوم عن نوع واحد من هؤلاء، قال عنه الرب إنه "إذ لم يكن له أصل جف" (مت6:13)...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا النوع بدأ بداية، ربما تبدو طيبة.

قيل عنه إنه نبت حالًا (مت5:13). وإنه النوع "الذي يسمع الكلمة، وحالًا يقبلها بفرح" (مت20:13). ومع ذلك قيل مرة إنه جف، ومرة أخرى إنه احترق. لماذا لأنه "لم يكن له أصل في ذاته، بل هو إلى حين"، وإنه "ليس له عمق أرض".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المشكلة أنه "ليس له أصل "أي ليست له جذور قوية ممتدة، أو ليس له عمق أرض.

هذا النوع هوائي، ليست له عمق صلة مع الله، لذلك استمر في علاقة مع الله إلى حين، ثم جف. مع أنه قبل الكلمة حالًا بفرح... إنها مأساة لأناس يقبلون الكلمة بفرح يقوله القديس بولس الرسول:

"لأن كثيرين... ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا، وهو أعداء صليب المسيح" (في18:3).

ويكمل الرسول فيقول "الذين نهايتهم الهلاك... ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات "هؤلاء كانوا من مساعديه، من أوقي العاملين. آمنوا، وخدموا مع الرسول... قبلوا الكلمة، وساروا مع الله شرطًا ومع ذلك يذكرهم الرسول الآن وهو باك، وقد صاروا أعداء صليب المسيح...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لعله من أمثلة هؤلاء ديماس، أحد مساعدي الرسول الكبار.

الذي كان يذكره أحيانًا إلى جوار أسماء لوقا ومرقس الإنجيليين، وأرسترخس... ثم قال عنه الرسول أخيرًا "ديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر" (2تي10:4). نبت قليلًا بعد أن قبل الكلمة بفرح، ولكن "إذ لم يكن له أصل جف" بل احترق (مت6:13).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن الأمثلة أيضًا "الذين بدأوا بالروح وكملوا بالجسد".

فرِّق بين الذين يجفون أو يحترقون، والذين يفترون.

St-Takla.org Image: Under the roots of a tree, a tree with a decaying root - Debra Libanos, St. TaklaHaymanout Feast - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008 صورة في موقع الأنبا تكلا: تحت جذور شجرة ما، شجرة ذات جذر متحلل - دير ديبرا ليبانوس، عيد الأنبا تكلاهيمانوت - من صور زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلا، إبريل-يونيو 2008

St-Takla.org Image: Under the roots of a tree, a tree with a decaying root - Debra Libanos, St. TaklaHaymanout Feast - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008

صورة في موقع الأنبا تكلا: تحت جذور شجرة ما، شجرة ذات جذر متحلل - دير ديبرا ليبانوس، عيد الأنبا تكلاهيمانوت - من صور زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلا، إبريل-يونيو 2008

ملاك كنيسة لاودكية كان فاترًا، وكانت أمامه فرصة للتوبة (زؤ3: 16، 19). وملاك كنيسة أفسس ترك محبته الأولى، وكانت له أيضًا فرصة للتوبة (رؤ2: 4، 5). وهناك نوع أصعب من هذين. وهو ملاك كنيسة سادرس، الذي قال له السيد المسيح: لك اسم إنك حي، وأنت ميت" (رؤ1:3). ولكن الجميل أن هؤلاء الملائكة الثلاثة، على الرغم من سوء حالتهم، السيد أرسل لهم رسائل يدعوهم إلى التوبة... هنا قلب المسيح الطيب الذي يتحنن حتى على الذي لم اسم إنه حي وهو ميت... إنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، بل هو يدعو الكل إلى الخلاص... ولكن.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مَن هذا الذي ليس له أصل، وليست له جذور عميقة؟

هناك أشجار لها جذر عميق في الأرض مثل النخلة. وأشجار لها جذور تمتد عرضيًا بقوة مثل أشجار الكافور، ولها عمق أيضًا. والجذور القوية تستطيع أن تحمل الشجرة وتحمي الشجرة مهما صدمتها الرياح والزوابع والرمال...

ونحن قد تعلمنا هذا الدرس من الأشجار، وطبقنا في المباني. فجعلنا لها أساسات قوية وعميقة من الخراسانات العادية والمسلحة، قواعد تربطها سِمِلاَّت عرضية. وكلما ارتفع البيت، يستعد له المهندسون بأساسات أقوى وأكثر عمقًا تحميه... ولكن مسكين ذلك البيت الذي ليس له أساس ولا عمق، بل هو مبني على الرمل، إنه يسقط مثل أوراق الشجر...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ما هي الجذور العميقة؟

أول جذر عميق يربط الإنسان بالله، هو الحب.

لأن هناك أناسًا يتحركون في حياة الفضيلة، ويتحركون داخل الكنيسة حتى في حياة الخدمة، ومع ذلك لا يربطهم بالله حب، الواحد منهم يصلي ويصوم وليست له محبة إلهية، كما وبخ السيد المسيح أولئك اليهود الذين انطبق عليهم قول الرب في سفر إشعياء النبي "هذا الشعب قد أقترب إلى بفمه، وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيدًا (أش13:29) (مت8:15).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

"يكرمني بشفتيه" تعني النبات الظاهر على وجه الأرض.

و"قلبه مبتعد" تعني عدم وجود جذور تربطه بالأرض.

كم أناس يصلون، وقلبهم بعيد عن الله. ويرفعون أيديهم إلى الله رافض لهذه الصلاة، كما قال الرب لهؤلاء "حين تبسطون استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا اسمع. أيديكم ملآنة دمًا" (أش15:1). هؤلاء يصلون، ولكن لا محبة في قلوبهم من نحو الله والناس...! ولذلك يجف...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قد يوجد إنسان يجف، وهو داخل الكنيسة...!

من الجائز أن هذا الإنسان يخدم، وله نشاط جبار يخدم في فروع عديدة، وفي بلاد وفي مؤتمرات، وله اسم وله شهرة. ومع ذلك ليس له أصل من الحب يربطه بالله... ربما تسمع عن نشاطه فتعجب به. فإذا اصطدمت به وعاملك بعنف، تعجب منه...

إنسان يجف وهو داخل الكنيسة، مثل ابنة يايرس التي ماتت وهي في بيت أبيها. ومثل الابن الضال لكبير الذي أساء إلى أبيه (لو15: 28- 30). وقال لأبيه "ها أنا أخدمك سنين عديدة... وقط لم تعطني جديًا لأفرح مع أصدقائي "وكأنه يصف أبه بالبخل والظلم... إنه أن يخدم الأب، ولكن قلبه مبتعد عنه بعيدًا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أناس أثناء معجزة ظهور العذراء في الزيتون انتعشوا روحيًا...

وربما نذروا نذورًا، وفرحوا بالرب، وصلّوا وتناولوا، وتحدثوا في إعزاز عن كرامة العذراء والقديسين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكنهم إلى حين! وابحثوا عنهم تجدوا الشعور الروحي قد انتهى. لقد انتهى. لقد قبلوا المعجزة بفرح... وهللوا بفرح... وهللوا لها... ولكن لم يكن في قلوبهم حب عميق نحو الله... وإذ لم يكن لهم أصل جفُّوا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من أهمية محبة القلب لله، يقول الرب:

"يا ابني أعطني قلبك" (أم26:23).

ولماذا تطلب يا رب هذا القلب؟ لكي أمد جذوره في الأرض، وأجعل له فروعًا في كل مكان، وأثبته وأقويه، فل يقتصر فقط على العمل الخارجي...

الكل مؤمنون. ولكن هل الكل جذور قوية، تمتص الحياة وترسلها إلى الفروع، وتضخها ضخًا إلى الجذع والفروع والأوراق. ذلك يقل عن القلب أنه مضخة. وعصارة الحياة تصل إلى كل الشجرة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أما الشجرة التي ليس لها جذور فإنها تجف.

الشجرة القوية خضرتها داكنة وقوية. فإذا لم تصلها عصارة الحياة من الجذور تبدأ تجف. وكيف؟ خضرتها تبعت قليلًا، ثم تصفر، وتفقد حيويتها، وتجف، وتسقط أوراقها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ما هي إذن المحبة الإلهية التي عندك، التي هي مضخة، توصل الحب إلى صلواتك، وأصوامك وتأملاتك، وخدمتك ومعاملاتك للناس.

عندما بدأت حياتك: هل بدأتها بالسماع عن الله، أم بالإيمان القوي بالله؟ ولذلك كما قلنا إن المحبة هي جذر من الجذور القوية في النبات الروحي، نقول أيضًا:

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإيمان هو أصل من الأصول القوية التي تحفظ الحياة.

فهل عندك هذا الإيمان. أم دخلت الكنيسة وأنت طفل على الإيمان والديك. وظللت حتى الآن على إيمان والديك، وليس لك الإيمان الشخصي الذي ينمو في محبة الله؟! هل عشت بالإيمان. فإن كان لك الإيمان القوي، لا يمكن أن تجف. بل الذي له مثل هذا الإيمان، يقول مع المرتل:

"إن سِرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا" (مز23).

لماذا؟ لأن الرب معي. أنا أؤمن بوجود في حياتي، فلا أخاف مطلقًا أنني أجف حتى إن ضعفت، حتى إن سقط. فالكتاب يقول "إن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم19:24). إن بطرس كان له إيمان كبير بالرب، ومع ذلك سقط، ولكنه قال للرب: هذا سقوط ضعف، وليس سقوط خيانة. حدث أن بطرس الرسول سقط وسب ولعن وقال "لا أعرف الرجل"، ومع ذلك قال للرب بعد القيامة "أنت تعلم يا رب كل شيء. أنت تعلم أني أحبك" (يو17:21).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بعد سقطة بطرس بكى بُكاءً مرًا، لأن الجذر القوي مدة بالدموع وبالتوبة. وهكذا فالشخص الذي له أصل في الأرض، إن سقط يقول:

"لا تشمتي بي يا عدوتي، فإني إن سقطت أقوم" (مي8:7).

له أصل في الأرض، يقيمه إن سقط. والرب يقول إن الذي ليس له أصل "إذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة، فحالًا يعثر" (مت21:13). لذلك يقال عن الذي يرتد في وقت الضيقة، إنه "ليس له أصل"، فجف وسقط... لذلك لا بُد أن يكون للمؤمن أصول قوية، منها الحب، ومنها الإيمان.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من ضمن هذا الإيمان، الاقتناع القوي بالحياة الروحية.

يكون مقتنعًا بالفضائل، بكل تفاصيلها. ونحن نرى مثلًا أن الاقتناع يدفع إلى العمل دفعًا قويًا. فالذي يكون مؤمنًا بأهمية كرامته الشخصية مثلًا. إذا ما مست هذه الكرمة تراه يثور لها، وتقوم الدنيا ولا تقعد بسبب ذلك. كذلك الذي يؤمن بأهمية الاتضاع والتسامح والوداعة مهما حاربه التأثر لكرامته يبقى إيمانه بالفضيلة وبالروحيات وإيمانه بالطيبة والوداعة والتسامح. جائز أن البعض يؤمنون بالفضيلة مجرد إيمان عقلي.

أي أنه بعقله إن المغفرة أفضل من الحقد، والتسامح أفضل من انتقامه لنفسه. والاحتمال أفضل من الغضب والثورة. ولكن عمليًّا هذا غير موجود في حياته. إنه مجرد إيمان عقلي، وليس إيمانًا قلبيًّا ولا عمليًّا. إنه إيمان عقلي بالفضيلة، ولكنه في دائرة العقل فقط، وليس له أصل ولا جذور داخل القلب، إذا اختبر عمليًا لا يكون له وجود...

قيل إن "الشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ".

إنه مجرد إيمان عقلي، ليس له جذور، غير مبني على حب إلهي، ولا اقتناع داخلي بالتنفيذ...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لذلك أريدكم لا أن أن تهتموا فقط بالأعمال الظاهرة...

إنما اهتموا بالأكثر بالعوامل الداخلية وليس الظاهرية في الإيمان والحب.

لذلك فالشخص المؤمن إيمانًا عمليًا بالفضيلة والخير نحو الله والناس، إذا حورِب فإن أصله الداخلي لا يسمح له بالسقوط. لذلك فإنها عبارة عجيبة أن يقول شخص:

"فلان كان يحبني زمان، أما الآن فليرحمنا الله".

يقول "فلان تغير. لم يعد كما كان أولًا "! لماذا هل هذا الحب لم يكن له أصل، فلما هبت الريح على هذا البيت سقط. ولماذا سقط؟ لأنه لم يكن له أصل وأساس قوي ولم يكن له عمق...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والمعروف انه كلما يزيد الارتفاع لي مبني، لا بُد أن أساسه يزداد عمقًا وقوة ليحتمل كما في "ناطحات السحاب".

وأنت بناؤك الروحي، ليس هو مجرد ناطحات سحاب، بل أنه يرتفع حتى السماء الثالثة بل يصل إلى أورشليم مسكن الله مع الناس (رؤ3:21). فلابد أن تعمق أساساتك، تجعل جذورك تمتد. وكلما تنمو يجب أن تجعل جذورك تمتد إلى تحت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لذلك فإنه من الجذور التي تحمي الإنسان: تواضع القلب.

مهما ارتفع، تواضع القلب يحميه، أرتفع في مركزه في شعبيته، في قيمته عند الناس، لا بُد أن يكون عنده انسحاق قلب نازل إلى تحت، تحت التراب، حتى أنه مهما ارتفع من الخارج، فإن جذور التواضع تجذبه إلى أسفل، وتقول له: اعرف مَنْ أنت؟ أنت مجرد تراب ورماد ارتفعت... هذا حقًا له أصل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

للأسف كثير من الناس يهتمون بالأعمال الخارجية الظاهرية، ولا يهتمون بالجذور التي تحت.

يقول واحد منهم "لا أريد أن أغضب". ويظل يكبت الغضب في داخله، ولا يلفظ بأية لفظة خارجة. يضبط لسانه ويحاول أن يضبط أعصابه، ولكن القلب من الداخل كله ثورة وسخط. وسكوت هذا الإنسان من الظاهر ليس له أصل. لذلك قد يضبط نفسه إلى حين... وبعدها ينفجر!

أما الإنسان المتواضع، فإن جذوره الداخلية تقول له: ألا تتذكر خطاياك. أنت فعلًا أخطأت في أشياء كثيرة، ولعلك تستحق ما يفعله هذا الإنسان بك...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وهذا ما قاله بعض الآباء عن تحويل الخد الآخر...

قال: بينما يكون المسيء إليك قد لطمك على خدك من الخارج، تكون أنت تلطم نفسك من الداخل بتوبيخك لنفسك وبتذكرك خطاياك. فيكون هناك توافق بين داخلك وخارجك. أما مجرد الاحتمال لنفسك الظاهري الخارجي مع ثورة القلب الداخلية، فإن هذا يوقعك في الثنائية المتعبة. وتجد نفسك في صراع بين ما هو كائن فيك، وما ينبغي أن يكون...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنسان آخر قد يتقن صمت اللسان من الخارج، ولكن قلبه من الداخل يروي فنونًا وفيه أفكار كثيرة.

إنه ليس له أصل، مهما حاول أن يمسك لسانه فلا يتكلم؟ حقًا إنه أمتنع عن الخطأ بلسانه، ولكن الخطأ في قلبه لا يزال موجودًا. إنه إنسان ليس له أصل، والله قاري الأفكار وفاحص القلوب، يعرف ما كان يريد هذا الإنسان أن يقوله...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كإنسان يصوم من الخارج، وليس له زهد في الداخل.

هو يصوم الأربعين المقدسة، وأسبوع الآلام، ثم يقول "انتقمت لنفسي في أيام الخمسين، ومهما اشتهته عيناي في تلك الأيام لم أمنعه عنهما"... إنه إنسان ليس له أصل في الصوم، كالذي يصوم وهو يحاول أن يتحايل على الصوم بالتفنن في الأطعمة الصيامية وصنعها بطريقة مشتهاة... إنه يصوم ولا ينتفع بالصوم، وذلك بسبب أسلوبه الخاطئ، ولأنه ليس له لأنه أصل في الزهد في المادة وفي شهوات الجسد، وليس له أصل في الاهتمام بالروح والسمو بها...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/righteousness/root.html

تقصير الرابط:
tak.la/j49btbp