St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   satan
 
St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   satan

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هل للشيطان سلطان عليك؟ للقديس يوحنا ذهبي الفم - إعداد: القمص تادرس يعقوب ملطي

12- لنرجع ونتب!

 

لستُ أُبَرّئ الشيطان
استعدْ للرحيل
طرق التوبة
خاتمة

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لستُ أُبَرّئ الشيطان

لم أنطق بهذه الأمور لأُبَرّئ الشيطان من الذنب، لكن لكي أُحَذِّركم من الكسل. فإن رغبة الشيطان أن نلقي باللوم عليه في أخطائنا... وبهذا نغرق في كل صنوف الشر، ونزيد على أنفسنا العقوبة ولا ننال العفو، إذ ننسب العلة إليه (بغير توبة منا).

حواء لم تنل شيئًا (من العفو)، ليتنا نحن لا نصنع ما فعلته، بل لنعرف أنفسنا، ولنعرف جراحاتنا، وعندئذ يمكننا أن نستخدم الأدوية. لأن من يعرف مرضه لا يبالي بضعفه.

إننا نخطئ كثيرًا. هذا أعرفه جيدًا. لأننا جميعًا مستحقون العقوبة. لكننا لا نُحرم من العفو، ولا نُستبعد عن التوبة، إذ لا نزال قائمين كمن في مسرح للمصارعة وفي صراع للتوبة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

استعدْ للرحيل

هل أنت شيخ، وقد حان وقت خروجك من العالم؟ لا تظن حتى في هذا أنك تُحرَم من التوبة، لا تيأس من خلاصك. تأمل كيف تحرر اللص وهو على الصليب، فإنه أي وقت أقصر من تلك الساعة التي توِّج فيها؟! ومع هذا فإن هذا كان كافيًا لخلاصه.

St-Takla.org Image: Saint John the Baptist calling people to repent, by Fahmy Eshak صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا المعمدان يدعو الناس للتوبة، رسم الفنان فهمي إسحق

St-Takla.org Image: Saint John the Baptist calling people to repent, by Fahmy Eshak

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا المعمدان يدعو الناس للتوبة، رسم الفنان فهمي إسحق

هل أنت حدث صغير؟ لا تثق في حداثتك، ولا تظن أنك ضامنٌ وقتًا ما تعيش به في الحياة. لأن "يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء" (1 تس 5: 2). لقد جعل نهايتنا غير منظورة (غير معروفة) لكي نبذل الجهد ونتطلع إلى قدام بجلاء.

أما ترى الناس يؤخذون يومًا فيومًا قبل الأوان؟! لهذا نصحنا الحكيم، قائلًا: "لا تؤخر التوبة إلى الرب، ولا تتباطأ من يومٍ إلى يومٍ" (سي 5: 8)، لئلا تتأخر في أي وقت فتهلك.

ليحفظ الشيخ هذه المشورة، وليقبل الشاب هذه النصيحة.

نعم، إنك الآن في أمان. هل أنت غني، ولديك ثروة وفيرة، ولا تصيبك أحزان؟ اسمع ما يقوله القديس بولس الرسول: "لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة" (1 تس 5: 3).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

طرق التوبة

هل تريد أن أُحَدِّثك عن طرق التوبة؟ إنها كثيرة ومتنوعة، وجميعها تقود إلى السماء.

1-  الطريق الأول إلى التوبة هو إدانة (النفس) على الخطية. "ذكرني فنتحاكم معا. حدث لكي تتبرر" (إش 43: 26). كذلك يقول النبي: "قلت أعترف للرب بذنبي، وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5). بكتْ نفسك على خطاياك... لأن من يدين خطاياه لا يعود يسقط فيها.

2-  أيقظْ ضميرك، هذا الخصم الداخلي (الذي يتهمك) أمام منبر حكم الرب. هذا أفضل طريق للتوبة. لكن هناك طريق لا يقل عنه أهمية، وهو ألا تحمل ضغينة ضد أعدائك منتصرًا على الغضب، غافرًا خطايا العبيد رفقائك. فإنه بهذا تغفر الخطايا التي ارتكبناها في حق سيدنا. تأمل في هذا الطريق الثاني لمغفرة الخطايا، إذ يقول: "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوي" (مت 6: 14).

3-  هل تريد أن تتعلم طريقًا ثالثًا للتوبة؟ الصلاة الحارة بلجاجة، النابعة من القلب. ألم ترَ كيف صنعت الأرملة حيال القاضي الظالم (لو 18: 3). أما أنت فقاضيك لطيف، رحوم ورءوف. هي سألته ضد خصومها، أما أنت فتسأله ليس ضد خصومك، بل لأجل خلاص نفسك.

4-  سأتكلم أيضًا عن الصدقة، لأن لها قوة عظيمة غير منطوق بها. يقول دانيال لنبوخذنصر الذي ارتكب كل فنون الشر، وصار جاحدًا: "لذلك أيها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك، وفارق خطاياك بالبرّ، وآثامك بالرحمة للمساكين" (دا 4: 27).

بماذا يقارن الحنو والشفقة؟ فبعدما ارتكب خطايا لا حصر لها، ومعاصي كثيرة، وعده بأنه إن أظهر عطفًا على العبيد رفقائه يغفر له.

5-  الوداعة والتواضع لا يقلان شأنًا عما تكلمنا به، فإنهما ينزعان طبيعة الخطايا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يؤكد العشار ذلك، فبكونه عجز عن ذكر أعماله الصالحة أمام الجميع، تقدم بتواضعه ملقيًا عنه ثقل الخطايا العظيم (لو 18: 13).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خاتمة

انظر فإننا أوردنا خمسة طرق للتوبة:

(أولًا) التبكيت على الخطايا...

(ثانيًا) المغفرة لأخطاء القريب...

(ثالثًا) الصلاة...

(رابعًا) الصدقة...

(خامسًا) التواضع...

إذًا لا تكن كسولًا. اسلك في هذه جميعها يومًا فيومًا. لأن الطرق سهلة، ولا تستطيع أن تعتذر بالفقر. لأنك وإن كنت تعيش كأفقر إنسان، تقدر أن تنزع عنك غضبك وتكون متواضعًا وتصلي بحرارة وتدين نفسك على خطاياك، فالفقر ليس بحجة للهروب.

ولماذا أتكلم عن هذه الأمور، بل حتى ذلك الطريق الذي للتوبة وفيه يصرف الإنسان مالًا (أي الصدقة) فإنه لا يعفينا الفقر عن إطاعة الوصية. فالأرملة التي دفعت فلسيْن هي برهان على ذلك (مر 12: 42).

إذًا فلنتعلم شفاء جروحنا، ولنستخدم هذه الأدوية بثبات حتى تعود إلينا صحتنا ونتمتع بالمائدة المقدسة بالتأكيد، ونُصَلِّي بمجد عظيم إلى المسيح ملك المجد، وننال الخير الأبدي، بنعمة ورأفة وحنو ربنا يسوع المسيح الذي به وله المجد والسلطان والكرامة، مع الآب والروح المحيي الكلي القداسة والصلاح، الآن وكل أوان وإلى أبد الأبد. آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/satan/repent.html

تقصير الرابط:
tak.la/d538tq6