St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

898- هل ما جاء في (تث 34: 10) يثبت أن هذه الفقرة كُتبت بعد مجيء أنبياء بني إسرائيل، ولذلك تثنى للكاتب أن يعقد مقارنة بين موسى وأنبياء بني إسرائيل؟ وهل ما جاء في التوراة العبرانية "ولم يقم بعد" هو الصحيح أم ما جاء في التوراة السامرية "ولا يقوم أيضًا بعد"؟(1)

 

س898: هل ما جاء في (تث 34: 10) يثبت أن هذه الفقرة كُتبت بعد مجيء أنبياء بني إسرائيل، ولذلك تثنى للكاتب أن يعقد مقارنة بين موسى وأنبياء بني إسرائيل؟ وهل ما جاء في التوراة العبرانية " ولم يقم بعد " هو الصحيح أم ما جاء في التوراة السامرية " ولا يقوم أيضًا بعد"؟(1).

ويقول دكتور محمد عبد الله الشرقاوي نقلًا عن أفكار سبينوزا " يجب أن نذكر أيضًا أن هذه الرواية -الواردة في الأسفار الحالية- لا تقص فقد موت موسى ودفنه، وحزن الأيام الثلاثين للعبرانيين عليه، بل تروي -أيضًا- أنه فاق جميع الأنبياء، إذا ما قورن بالأنبياء الذين جاؤا بعده: "ولم يقم من بعده نبي في إسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه" (تث 34: 10) هذه شهادة لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى نفسه، أو شخص آخر أتى بعده مباشرة، بل هذه شهادة شخص عاش بعده بقرون عديدة، وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Symbolic icon of God burying Moses (Deuteronomy 34: 5-6) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم رمزي يصور الله يدفن موسى في مكان لا يعرفه أحد (الثنية 34: 5-6) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

St-Takla.org Image: Symbolic icon of God burying Moses (Deuteronomy 34: 5-6) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم رمزي يصور الله يدفن موسى في مكان لا يعرفه أحد (الثنية 34: 5-6) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

ج: 1 - كتب يشوع بن نون الإصحاح الأخير من سفر التثنية كما ذكرنا من قبل، وهو الذي قال " ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه. في جميع الآيات التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه. وفي اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل" (تث 34: 10-12) وعندما نتأمل في الآيات السابقة نجد أن يشوع قد أوضح أسباب قوله هذا:

أ - كلام الله مع موسى: "الذي عرفه الرب وجهًا لوجه" (تث 34: 10) فهذا ما لمسه يشوع في معلمه، وقد أدرك جيدًا هذه الحقيقة " ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. وإذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة" (خر 33: 11) وعاصر يشوع مشكلة إساءة مريم وهرون لأخيهما موسى " فقالا هل كلَّم الرب موسى وحده. ألم يكلمنا نحن أيضًا. فسمع الرب... إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أُكلّمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلَّم معه" (عد 12: 2 - 8).

ب - عظَّم الآيات والمعجزات التي أجراها الله على يد موسى من ضربات عظيمة للمصريين، وشق البحر الأحمر، وغرق فرعون وكل جنوده.

جـ- عظَّم المعجزات التي صنعها الله على يد موسى لشعب بني إسرائيل، فقد فجَّر لهم الماء من صخرة صماء بمجرد أن ضربها بالعصا، وتشفع لهم مرات عديد وكان الرب قد كاد أن يفنيهم.

ولذلك كتب يشوع بن نون، نظرًا لما لمسه من معلمه، وأيضًا بروح النبوءة هذه الشهادة الصادقة، والتي أثبت التاريخ حقيقتها " ولم يقم في إسرائيل نبي مثل موسى " وصدق قوله هذا من جهة رئيس الأنبياء كليم الله.

 

2- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " بهذا القول الحق، والبيان الصدق تكلَّم الوحي الإلهي عن هذا النبي الكريم (لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى):

(أولًا) لأن الله قد اختاره ليكون مؤسَّسًا لأمة إسرائيل، وعلى يديه كان قيامهم كشعب بين الشعوب، وهو المشرع لهذا الشعب، ولم يكن تشريعه لهم من نفسه بل من الله...

(ثانيًا) ولم يقم بينهم نبي مثله في خدماته الواسعة وأعماله الجليلة، ومحبته وطول أناته وحلمه واحتماله لتذمراتهم واضطهاداتهم له.

(ثالثًا) والكتاب المقدَّس يُفصّل بعض النواحي والأوجه الهامة التي تبرهن على عظمة هذا الرجل في هذا العدد والعددين التاليين وهذه النواحي هي:

(أ) أن الرب قد عرفه وجهًا لوجه كما تقرأ في هذا العدد.

(ب) العجائب الكثيرة التي أجراها أمام فرعون والمصريين (ع 11).

(ج) والعجائب الرهيبة التي أجراها أمام شعب إسرائيل نفسه (ع 12)..

يتكلم الوحي الإلهي عن موسى العظيم الذي (لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثله) هذه شهادة الله وليست شهادة إنسان، وطوبى لمن يشهد الله ببره وتقواه، طوباه ثم طوباه"(3).

 

3- ما نعتد به هو التوراة العبرانية، والتي جاء فيها " ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى " وقد ذكرنا مرارًا وتكرارًا أن ما يدعونه النُقَّاد بالتوراة السامرية، ما هي إلاَّ ترجمة غير دقيقة للأسفار الخمسة وأضيف إليها وحذف منها وعُدّل فيها لأهداف سياسية، وهي إبعاد شعب السامرة عن أورشليم مركز العبادة.

ويقول الأخ الإكليريكي إيهاب سامي مرقس(4) " لم يقم من رجال العهد القديم رجل أحرز هذا المقام السامي والشهرة البعيدة مثلما كان موسى النبي، الذي كان نبيًّا، ومُشرّعًا، ومؤرخًا، وحاكمًا، فهو الذي تهذَّب بكل حكمة المصريين أربعين سنة، وهو الذي أمضى في خلوته أربعين سنة أخرى، وهو الذي ظل قويًا لم تضعف عزيمته ولا وهن نشاطه إلى آخر نسمة من حياته، وهو الذي ودع شعبه وأوصاهم بإطاعة الوصايا إذ كان منشغلًا جدًا بمستقبلهم، وهو الذي صفح عن جميع الإعاظات التي أغاظوه بها، وهو الذي مات بين يدي الرب، ودفنه الرب في الجواء في أرض موآب"(5).

 

4- وحتى لو افترضنا أن نبيًّا آخر هو الذي أضاف هذه العبارة بإرشاد ووحي الروح القدس، فإن هذا لا يعيب الكتاب على الإطلاق، وإن كنا نطلق على سفر المزامير مزامير داود لأنه كتب عدد كبير من المزامير وليس كل المزامير فهل إن أطلقنا على التوراة توراة موسى يعتبر خطأ لأن تلميذه يشوع أو نبي آخر كتب الجزء الأخير البسيط الذي يحمل خبر موت موسى؟!

ويقول القمص تادرس يعقوب " توحي هذه الأعداد الختامية (تث 34: 10 - 12) بأن كاتبها كان شخصًا متأخرًا عن زمن يشوع، ولعل العازار أو أحد الشيوخ أضافها بعد موت يشوع (يش 24: 31)"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 167، س 168، ومحمد قاسم محمد - التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 209.

(2) نقد التوراة والأناجيل الأربعة بين انقطاع السند وتناقض المتن ص 79.

(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر التثنية ص 453، 455.

(4) إكليريكية شبين الكوم.

(5) من أبحاث النقد الكتابي.

(6) تفسير سفر التثنية ص 651.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/898.html

تقصير الرابط:
tak.la/c4s2tg9