St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   the-lord-answer-you
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يستجيب لك الرب - البابا شنوده الثالث

7- يوم شدتك: ما معنى وقت الشدة

 

من ِالجائز أن يكون وقت الشدة هو وقت الضيقة، وقت الألم، أو ساعة التجربة...

ومن الجائز أن يكون يوم الشدة هو يوم الموت...

ومن الجائز أن تكون الشدة، هي ساعة الوقوف أمام الديان العادل، يوم الدينونة

في ضيقتك الرب يذكرك، وبخاصة إن لم يكن هناك حَل.

كلما تتعقد الأمور، ويبدو أنه لا مخرج، ينظر الرب، ويريك أنه توجد عنده حلول كثيرة، وقد جرب داود النبي هذه الشدة فقال: (أبث لديه ضيقي، عند فناء روحي مني... في الطريق التي أسلك، أخفو لي فخًا. تأملت عن اليمين وأبصرت، فلم يكن من يعرفني، ضاع المهرب مني، وليس من يسأل عن نفسي، فصرخت إليك يا رب، وقلت أنت هو رجائي وحظي في أرض الأحياء. أنصت إلى طلبتي، فإني قد تذللت جدًا) (مز 141).

إن عبارة (شدة) تشمل كل محاربات الشياطين والناس الأشرار:

تلخصها الكنيسة في قولها (كل حسد، وكل تجربة، وكل فعل الشيطان، ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين، انزعها عنا وعن سائر شعبك).

وضربات الشيطان لا تُحْصَى، وهو كأسد يزأر، يجول ملتمسًا من يبتلعه (1بط 5: 8) يضرب ضربات اليمين، وضربات اليسار، يحارب الجسد بالشهوات، كما يحارب العقل بالأفكار، ويحارب الروح بالتجاديف والشكوك، ويحارب بكل عنف، وبلا رحمة. وفي كل حروبه تقف الكنيسة إلى جوار كل ابن من أبنائها، تهمس في أذنيه (يستجيب لك الرب في يوم شدتك).

St-Takla.org Image: A crying woman, praying beside the Holy Cross - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة تبكي وتصلي بجانب الصليب المقدس - فن قبطي.

St-Takla.org Image: A crying woman, praying beside the Holy Cross - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة تبكي وتصلي بجانب الصليب المقدس - فن قبطي.

كذلك في الدسائس والمؤامرات التي تقوم على الناس.

تلك التي صرخ منها داود قائلًا (يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني كثيرون قاموا على. كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه) (مز 3). في كل هذا يستمع هذه العبارة المعزية (يستجيب لك الرب في يوم شدتك) فيجيب داود: (الرب ناصري، لا أخاف من ربوات الجموع المحيطين بي القائمين عليَّ).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ووقت الشدة، قد يكون أيضًا ساعة خروج الروح من الجسد... وأي شدة؟!

في ساعة خروج الروح من الجسد، هناك من يقول (يا رب ارحم، يا رب اغفر، يا رب اصفح، يا رب سامح) إن مصيره سيتقرر، وفترة اختباره قد انتهت، لذلك يقول هذه الطلبة من كل قلبه، من عمق أعماقه، بكل صدق، بكل توبة... ويستجيب له الرب في يوم شدته.

وهناك مَن يطلب نفس الطلبة. ولا يُسْتَجَاب لأنها ليست طلبة جدية، وليست من القلب، وليست عن توبة. والله يعلم جيدا أن حياة هذا الإنسان لو امتدت على الأرض، لبقى في خطاياه.

ومن الجائز أن يكون يوم الشدة، هو يوم الصراع مع الخطية...

يوم تأتيك فيه الشدة من داخلك، وليس من الخارج، من فكرك، من حواسك، من شهواتك، من طبعك.

أو قد تأتيك من الداخل والخارج معًا: في الخارج حروب وعثرات، وفي الداخل قبول واستجابة، أو الداخل ضعف واستسلام وعدم قدرة على المقاومة...

وقد يكون يوم الشدة، هو يوم كبريائك واعتزازك بنفسك، أو يوم شكوكك، أو يوم فتورك... هو يوم شديد عليك روحيًّا...

في هذه كلها تحتاج إلى معونة من فوق، تحتاج إلى نعمة تسندك، وقوة من الروح القدس.

تحتاج إلى صلوات قديسين كثيرين تسندك في جهادك وفي صراعك، لكي تقاوم حتى الدم، مجاهدا ضد الخطية (عب 12: 4) عالِمًا انك لا تجاهد وحدك، وإنما الرب معك في يوم شدتك حتى لا تسقط.

ومن الجائز أن تؤخذ هذه الطلبة بمعنى آخر...

فعبارة (يوم شدتك) قد تعني الحياة كلها، إن كانت كلها ألما.

إن السيد المسيح نفسه، قد قيل عنه انه (رجل أوجاع ومختبر الحزن) (أش53:3)، (أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها) ولم تفارقه الشدائد أبدًا.

على أية الحالات، أيا كانت الشدة، نوعها، أو مدتها، فاطلب الرب وهو يستجيب لك في يوم شدتك.

ومن جهة الرب ومشاعره المملوءة حنوًّا من نحو البشر، ما أجمل قول الكتاب:

(في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم) (أش 63: 9).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/distress.html

تقصير الرابط:
tak.la/n4kg6cb