St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

29- الله الحنون في تأديبه

 

St-Takla.org Image: Jonah and the Vine: Jonah sits under a vine waiting to see what will happen to Nineveh: (Jonah 4) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: يونان جالسًا تحت اليقطينة في انتظار ماذا سيحدث لنينوى: (يونان 4) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Jonah and the Vine: Jonah sits under a vine waiting to see what will happen to Nineveh: (Jonah 4) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: يونان جالسًا تحت اليقطينة في انتظار ماذا سيحدث لنينوى: (يونان 4) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

اغتمّ يونان غمًّا شديدًا عندما تاب أهل نينوى فخرج خارج المدينة منتظرًا لعل الله يحرق المدينة، ولكن الله أعدّ له يقطينة لتظلل على رأسه، فيخلصه من غمّه،، كقوله: "فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا" (يون 4: 6).

إنني أتعجب كثيرًا من اهتمام الله بيونان النبي، وهو في حالة غَيّظ، واعتراض على مشيئته، فصبر الله وطول أناته على يونان يكشف عن حبه الفائق الذي يُقَدِّر ضعف أولاده، فبينما هم يُخطِئون يعاملهم الله برفق عظيم. إن الله لا يرفض أولاده المؤمنين به، إلاَّ لسببٍ واحد وهو عنادهم، لأن عدم التوبة، ومعاندة الله هي أعظم الخطايا، كقول صموئيل النبي لشاول الملك: "لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ" (1صم 15: 23).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لقد شمل الله قايين بحب لا يوصف. فقد حذره أولًا قبل قتله لأخيه، ووعده أيضًا برفعةٍ إن أحسن التصرف، كقوله له: "إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا" (تك 4: 7). لم يترك الله قايين مضطربًا وخائفًا من أن يُقتل، لكنه أعطاه علامة، لكي لا يقتل، إذا تمسك بها.

إن الله يؤدب أبناءه حبًا فيهم، كما أدب يونان، وهو يحفظهم، ولا يأمر بهلاكهم.. هو لا يصب عليهم نقمته ليفنيهم عند أول خطأ، لأنه يعلم أن خطاياهم قد تكون عن جهل أو ضعف، وليست عن عناد.

وتختلف ضربات التأديب التي تصيب أولاد الله عن تلك التي تصيب الأشرار المعاندين، لأن الأولى يتبعها مراحم الله، وهي ستثمر حتمًا في شفائهم من ضعفاتهم، كقول الكتاب: "فِي الْمُسْتَقْبِلِ يَتَأَصَّلُ يَعْقُوبُ. يُزْهِرُ وَيُفْرِعُ إِسْرَائِيلُ، وَيَمْلأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا. هَلْ ضَرَبَهُ كَضَرْبَةِ ضَارِبِيهِ، أَوْ قُتِلَ كَقَتْلِ قَتْلاَهُ؟" (إش 27: 6، 7).

أما الضربات الموجهة للأشرار المعاندين فهي شديدة، لأن الغرض منها إظهار ضعفهم أمام قوة الله، وأيضًا استحقاقهم للدينونة، كقول الكتاب: "الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ" (إش 42: 13).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/sympathetic-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/y3bk64n