St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

30- الله الرحوم صانع الخيرات

 

St-Takla.org Image: Man ascending to heaven with a ladder. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يصعد للسماء على سلم.

St-Takla.org Image: Man ascending to heaven with a ladder.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يصعد للسماء على سلم.

إن الله هو الغني صانع الخيرات الذي يعطي خليقته احتياجها بغنى، كقوله: "السَّاقِي الْجِبَالَ مِنْ عَلاَلِيهِ. مِنْ ثَمَرِ أَعْمَالِكَ تَشْبَعُ الأَرْضُ، الْمُنْبِتُ عُشْبًا لِلْبَهَائِمِ، وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ" (مز 104: 13، 14). يدرك الكثيرون جود الله ومراحمه وقت الرخاء. أما وقت الضيق فقد يتذمر البعض على الله. ويتناسون أن الله ليس كالبشر الذين يتبدل حالهم. ذلك لأن جود الله وكثرة مراحمه ثابتة لا تزول، كقول إرميا النبي: "أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ" (مرا 3: 21، 22).

وهبات الله تتعدى ما هو مادي، لأنه يهب الإنسان كل شيء، كقوله: "... إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ" (أع 17: 25) فمثلًا الفرح والسلام القلبي، والنفسية السوية المطمئنة هبة من الله، وأيضًا الشجاعة وعدم الخوف والرجاء والأمل هبة من الله، والمعونة والتدبيرات الإلهية النافعة للنجاة من الضيقة هي أيضًا هبة إلهية وهكذا..

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

كان بولس الرسول تائهًا في سفينة وسط البحر أثناء هبوب عاصفة شديدة على السفينة، ولكن الله طمأنه بوعدٍ بنجاته هو وكل ركاب السفينة، فقام ووقف عندئذ في وسط ركاب السفينة، وأخذ خبزًا وأكل وطمأنهم، فحل السلام في قلوبهم، بسبب قوله لهم: "لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي" (أع 27: 25).

وقد وعد الله الخَيِّر والحنون بمساندة أحبائه وقت الشدة، كقوله: "وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ خُبْزًا فِي الضِّيقِ وَمَاءً فِي الشِّدَّةِ..." (إش30: 20). إن ثقتنا في حنان الله وجوده، تدفعنا وقت الشدة للاتكال عليه، وطلب مراحمه وخيراته، وهو لا يخيب رجاء منتظريه، كقوله: "وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ... اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو 16: 23، 24).

لا تستعجب يا أخي، إن وجدت أناسًا مملوئين من سلام الله وفرحه وسط الضيقة، بينما مَن حولهم في كربٍ وهَمٍّ. لأنهم قد طلبوا من الله الغني، صانع الخيرات.. فاستجابهم وأفاض عليهم نعمه وعطاياه وسلامه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/good.html

تقصير الرابط:
tak.la/rrb9n6g