St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

217- الأناجيل الأربعة

 

St-Takla.org Image: A page from the Codex Alexandrinus (Bible manuscript), currently in the British museum - from The Christian Church in the Apostolic Age, book by Bishop Youannas, Bishop of Gharbia, Egypt. صورة في موقع الأنبا تكلا: صفحة من الكتاب المقدس: النسخة الإسكندرانية (عن الإنجيل المحفوظ بالمتحف البريطاني) - من كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل، الأنبا يوأنس أسقف الغربية، مصر.

St-Takla.org Image: A page from the Codex Alexandrinus (Bible manuscript), currently in the British museum - from The Christian Church in the Apostolic Age, book by Bishop Youannas, Bishop of Gharbia, Egypt.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صفحة من الكتاب المقدس: النسخة الإسكندرانية (عن الإنجيل المحفوظ بالمتحف البريطاني) - من كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل، الأنبا يوأنس أسقف الغربية، مصر.

المسيحية ديانة البهجة، ومعها يأتي الفرح والسلام من السماء إلى الأرض... يفتتح كتاب العهد الجديد بالأناجيل... وإنجيل من الكلمة اليونانية υοιλέγγαύε وتعني البشارة المفرحة بالمسيح وخلاصه. والأناجيل الأربعة ليست سوى تنوعات لنفس الموضوع، ووصف رباعي لنفس الشيء، هكذا يصفها ويتكلم عنها إيريناؤس(35)... هي ليست سيرة كاملة لحياة السيد المسيح(36) بل مجرد مذكرات أو مختارات لملامح هامة في حياة السيد المسيح وعمله، كما تأثر بها كل إنجيلي، وناسبت غرضه الذي لأجله كتب، ومن وجه إليهم الإنجيل. وهكذا فإن يوستينوس الشهيد في دفاعيه المكتوبين حوالي منتصف القرن الثاني يدعو الأناجيل مذكرات عن المسيح أو الرسل. فكل واحد من الإنجيليين وصف السيد المسيح من وجهة نظره، ومن زاويته الخاصة، وكتب حسب حاجة مَن كتب إليهم. لكن الإنجيليين الأربعة يقدمون قصة المسيح كاملة...

والأناجيل أربعة فقط... هكذا اعترفت الكنيسة وعلَّمت منذ تاريخها المبكر. وطبَّقت رؤيا حزقيال في العهد القديم التي رأى فيها الأربعة حيوانات، وكذا رؤيا يوحنا في العهد الجديد عن الأربعة حيوانات غير المتجسدين(37) أيضًا وقالوا أن الإنسان والأسد والثور والنسر تشير إلى الإنجيليين متى ومرقس ولوقا ويوحنا على التوالي وقد كتب إيريناؤس(38) بإسهاب عن هذا الموضوع، وقال أوريجينوس: "إن الأناجيل الأربعة هي الوحيدة التي لا نزاع بشأنها في كنيسة الله تحت السماء"(39).

كتب متى إنجيله لليهود، ومرقس للرومان، ولوقا لليونانيين، ويوحنا للمسيحيين المتقدمين.

إنجيل متى يقدم يسوع الناصري كالمسيا، مُعطي ناموس الملكوت السماوي، الذي يطلب طاعتنا. وإنجيل مرقس يقدمه كالغازي القوي صانع العجائب الذي يثير دهشتنا. وإنجيل لوقا يقدمه كصديق ومُخلّص للبشر الذي يطالبنا بثقتنا. أما يوحنا فيقدمه كابن الله الأبدي، الذي صار جسدًا لأجل خلاصنا، ويطالبنا بالسجود والعبادة، حتى إذا آمنا به ننال حياة أبدية... هكذا حرك روح الله هؤلاء الإنجيليين، وكتبوا دون اتفاق سابق أو تواطؤ من أجل احتياجات البشر.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بالنسبة لتاريخ كتابة الأناجيل، فمن العسير إن لم يكن من المستحيل، تحديد سنة كتابة كل إنجيل على وجه التحديد. لكن الشهادات الخارجية والأدلة الداخلية والنظريات العلمية الحديثة تحدد الستينات من القرن الأول للأناجيل الثلاثة الأولى، قبل خراب أورشليم، والتسعينات لإنجيل يوحنا... فالأناجيل الثلاثة الأولى تتكلم عن خراب أورشليم كشيء لم يحدث لكنه وشيك الوقوع. ولو كان الإنجيليون كتبوا بعده، لأشاروا حتمًا إلى ذلك. فخراب أورشليم وهيكلها حدث ضخم لا يمكن تجاهله أو نسيانه.

هناك إجماع عام الآن بين العلماء على أن بشارة مرقس هي أقدم البشائر الأربعة. وتليها بشارة متى ثم بشارة لوقا. وهناك احتمال -بُناءً على رواية بابياس(40) وغيره من آباء الكنيسة وعلمائها- أن يكون متى كتب إنجيله أولًا باللغة الآرامية وفُقِد هذا الأصل الآرامي وذاعت الترجمة اليونانية، لكننا لا نعرف مَن نقل بشارة متى إلى اليونانية، أو متى تم ذلك. أما لوقا فلا بُد وأن يكون قد كتب قبل سنة 65، إذ أنه يشير في فاتحة سفر أعمال الرسل إلى هذا الإنجيل بقوله: "الكلام الأول" (أع 1: 1)... وإذا كان سفر أعمال الرسل الذي ينتهي عند أسر بولس الأول في رومية (61 - 63)، قد كُتِبَ قبل استشهاد بولس، فلا بُد وأن يكون الإنجيل قد كُتِبَ قبل ذلك... أما إنجيل يوحنا، فقد كُتِبَ آخرًا بعد خراب أورشليم، وذلك بشهادة التقليد العام، والبشارة نفسها. ويرجح أنه كُتِبَ أواخر القرن الأول.

والأناجيل الأربعة تقدم لكل قاريء غير متحيز، الدليل على صدقها الخالص. فهي تروي القصة بدون أي زخرف بياني، أو فصاحة لغوية، بدون أي تعجب أو غرابة أو إعجاب، بدون أية ملاحظة أو تعليق... إنها تسجل بأمانة وصراحة ضعفات التلاميذ وسقطاتهم، بما في ذلك أنفسهم... وتوبيخات السيد التي وجهها إليهم لثقل فهمهم الجسدي، وحاجتهم إلى الإيمان، جبنهم وانفضاضهم من حوله في ساعة التجربة والشدة، يأسهم بعد الصلب، إنكار بطرس وخيانة يهوذا...

والأناجيل لم تخف شيئًا، ولم تعتذر عن شيء، ولم تبالغ في شيء... وكاتبوها لم يهتموا بسمعتهم الخاصة، بل أمسكوا عن ذكر أسمائهم... كانت مهمتهم الوحيدة هي أن يرووا قصة الرب يسوع التي تحمل في ذاتها قوة لا تقاوم، وبهجة وإعجاب لكل قلب قاريء محب للحق.

 

218

إنجيل متى

219

إنجيل مرقس

220

إنجيل لوقا

221

إنجيل يوحنا

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(35) Against Heresies, 3.11.8.

(36) (يو20: 30) بالمقارنة مع (يو 21: 25).

(37) (حزقيال 1: 15؛ 10: 1؛ 11: 22؛ رؤ 4: 6-9؛ 5: 6، 8، 11، 14؛ 6: 1، 3؛ 7: 11؛ 14: 3؛ 15: 7؛ 19: 4).

(38) Against Heresies 3. 11.8.

(39) Eusebius, H.E., 6. 25. 4.

(40) Eus. H.E., 3. 39. 16.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/four-gospels.html

تقصير الرابط:
tak.la/c7jk7t7