St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

38- مشكلة ترجمة (رومية 5): بإنسان واحد دخلت الخطية.. إذ أخطأ الجميع.. بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة

 

مشكلة ترجمة (رومية 5)

 

"(12) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. (13) فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. (14) لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. (15) وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. (16) وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. (17) لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (18) فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. (19) لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا."

 

بالرجوع إلى بعض الترجمات القديمة للكتاب المقدس، نجد الآتي:

(رومية 5: 12) في الترجمة القبطية تُتَرْجَم كالآتي: "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه[315]". هذا يعني أن كل الناس خطاة لأنهم كانوا "في" آدم بالطبيعة.

Ⲉⲑⲃⲉ ⲫⲁⲓ ⲕⲁⲧⲁ ⲫ̀ⲣⲏϯ ⲉⲧⲁ ⲫ̀ⲛⲟⲃⲓ ⲓ̀ ⲉ̀ϧⲟⲩⲛ ⲉ̀ ⲡⲓⲕⲟⲥⲙⲟⲥ ⲉ̀ⲃⲟⲗ ϩⲓⲧⲉⲛ ⲟⲩⲣⲱⲙⲓ ⲛ̀ⲟⲩⲱⲧ Ⲟⲩⲟϩ ⲉⲃⲟⲗ ϩⲓⲧⲉⲛ ⲫ̀ⲛⲟⲃⲓ ⲁ ⲫ̀ⲙⲟⲩ ϣⲱⲡⲓ ⲟⲩⲟϩ ⲡⲁⲓⲣⲏϯ ⲁ ⲡⲓⲙⲟⲩ ϣⲉ ⲉϧⲟⲩⲛ ⲉⲣⲱⲙⲓ ⲛⲓⲃⲉⲛ ⲫⲏⲉⲧⲁⲩⲉⲣⲛⲟⲃⲓ ⲛ̀ϧⲏⲧϥ..

 

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Therefore, just as through one man sin entered the world, and death through sin, and thus death spread to all men, because all sinned" (Romans 5:12) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: آية من الكتاب المقدس: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع." (رومية 5: 12). - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Therefore, just as through one man sin entered the world, and death through sin, and thus death spread to all men, because all sinned" (Romans 5:12) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آية من الكتاب المقدس: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع." (رومية 5: 12). - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وفي الترجمة السلافونية القديمة لكل من سيرل وميثوديوس سنة 860 م. نجد هذا النص مكتوبًا على النحو التالي: "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ فيه [أي في آدم] أخطأ الجميع".[316] أي أنها قريبة جدًا من الترجمة القبطية.

وفي الترجمة البلغارية الأرثوذكسية الرسمية لترجمة الكتاب المقدس المعتمدة من مجمع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية والمعروفة باسم: Библия, синодално издание، BOB، وكما يصفها مجمع الكنيسة الأرثوذكسية البلغاري على أنها:

"الكتاب المقدس البلغاري الأرثوذكسي (BOB)، النسخة المعتمدة من مجمع الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، الترجمة الليتورجية الرسمية".

لأن هذه الطبعة البلغارية المعتمدة من مجمع الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية قد أُخِذَت مباشرةً من الأصول اليونانية القديمة للكتاب المقدس، وَمُعَزَّزَة من الأصول السلافونية القديمة [317] (Church Slavonic) حسب ترجمة القديسين اليونانيين "سيرل وميثوديوس".

ونجد فيها (رومية 5: 12) مكتوبة هكذا:

Затова, както чрез един човек грехът влезе в света, а чрез греха - смъртта, и по такъв начин смъртта премина във всички люде чрез един човек, в когото всички съгрешиха.[318] (Bulgarian Bible Translation, Библия, синодално издание, Bible, Synodal edition) [319]

وترجمة هذا النص باللغة العربية كالتالي: "لذلك، كما من خلال إنسان واحد، دخلت الخطيئة إلى العالم، وبواسطة الخطيئة - الموت، وهكذا انتقل الموت إلى جميع الناس من خلال رجل واحد أخطأ فيه الجميع".

وهي تحمل نفس معنى الترجمة القبطية "من خلال رجل واحد أخطأ فيه الجميع"، وتحمل نفس المعنى والمفهوم لترجمة سيرل وميثوديوس القديمة.

وهناك أهمية خاصة لترجمة سيرل وميثوديوس في هذا البحث عن وراثة خطية آدم حسب عقيدتنا الأرثوذكسية. فقد كان سيريل (826-869) وميثوديوس (815-885) شقيقان راهبان من اليونان، أُرْسِلَا للتبشير في منطقة السلاف (أوربا الشرقية)، وهما قديسان في الكنيسة اليونانية معروفان باسم "رسل السلاف".[320] وُلِد الشقيقان في تسالونيكي (في اليونان). وفي حوالي عام 860 م.، أرسلهما الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث وبطريرك القسطنطينية فوتيوس إلى منطقة أوروبا الشرقية القديمة للتبشير، حققت مهمة سيرل وميثوديوس نجاحًا كبيرًا بين السلاف لأنهما استخدما اللغة الأم للشعب هناك بدلًا من اللاتينية أو اليونانية. ففي عام 863، بدءا في ترجمة الكتاب المقدس والكتب الليتورجية الضرورية إلى اللغة المعروفة الآن باسم السلافونية القديمة للكنيسة، ومنها خرجت أيضا الترجمة البلغارية والترجمات الأرثوذكسية في منطقة شرق أوروبا. ولذلك تجد أن بعض ترجمات الكتاب المقدس القديمة بالكنائس الأرثوذكسية مطابقة لنفس الترجمة القبطية القديمة.

ومع مقارنة ترجمة (رومية 5: 12) للنص القبطي والنص السلافوني والنص البلغاري مع مثيلها من اللغة السريانية البسيطة، يتضح أنها تعود إلى آدم وليس الموت.[321]

 

St-Takla.org Image: Translation of (Romans 5:12) to Arabic and Syriac: "Therefore, just as through one man sin entered the world, and death through sin, and thus death spread to all men, because all sinned". صورة في موقع الأنبا تكلا: ترجمة (رومية 5: 12) العربية والسريانية: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع.". - "ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܰܕ݂ ܒ݁ܰܪܢܳܫܳܐ ܥܶܠܰܬ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܠܥܳܠܡܳܐ ܘܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܘܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܒ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܒ݁ܢܰܝ ܐ݈ܢܳܫܳܐ ܥܒ݂ܰܪ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܒ݁ܗܳܝ ܕ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܚܛܰܘ".

St-Takla.org Image: Translation of (Romans 5:12) to Arabic and Syriac: "Therefore, just as through one man sin entered the world, and death through sin, and thus death spread to all men, because all sinned".

صورة في موقع الأنبا تكلا: ترجمة (رومية 5: 12) العربية والسريانية: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع.". - "ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܰܕ݂ ܒ݁ܰܪܢܳܫܳܐ ܥܶܠܰܬ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܠܥܳܠܡܳܐ ܘܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܘܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܒ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܒ݁ܢܰܝ ܐ݈ܢܳܫܳܐ ܥܒ݂ܰܪ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܒ݁ܗܳܝ ܕ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܚܛܰܘ".

 

"بهذا (بآدم) أن كلهم خطئوا".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ومن جهة أخرى، في تحليل لغوي بخصوص نص (رومية 5: 12) في النص السرياني (البشيطة/البسيطة) Peshitta فقد ورد النص كالتالي[322]:

"ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܰܕ݂ ܒ݁ܰܪܢܳܫܳܐ ܥܶܠܰܬ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܠܥܳܠܡܳܐ ܘܰܒ݂ܝܰܕ݂ ܚܛܺܝܬ݂ܳܐ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܘܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܒ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܒ݁ܢܰܝ ܐ݈ܢܳܫܳܐ ܥܒ݂ܰܪ ܡܰܘܬ݁ܳܐ ܒ݁ܗܳܝ ܕ݁ܟ݂ܽܠܗܽܘܢ ܚܛܰܘ".

ويقول البعض: أن الضمير ܒܗܝ قد أتى مؤنث، وأن كلمة إنسان واحد ܚܰܕ݂ ܒ݁ܰܪܢܳܫܳܐ أتت مذكر، ولكن كلمة الموت ܡܘܬܐ أتت مؤنث، لذلك الضمير ܒܗܝ يعود على كلمة الموت، أي، أن الجميع لم يخطأوا في آدم، بل أخطأوا في الموت، بسبب الموت، وليس بسبب آدم.

وللرد على هذا أوضِّح الآتي:

أن كلمة "الموت" في اللغة السريانية ليست "مؤنثة"، بل "مذكرة"، وكلمة "إنسان واحد" كلمة "مذكرة"، لكن كلمة "الخطية" ܚܛܝܬܐ، خطية آدم، كلمة "مؤنثة"، والضمير ܒܗܝ "مؤنث"، هكذا تكون الترجمة الصحيحة هي: "الجميع صاروا خُطَاة، أو أخطأوا، بسبب خطية آدم".

 

ربما أعظم شاهد على المعنى الصحيح هو الترجمات القديمة، التي تُرْجِمَت في زمن النص القديم، خاصة إذا كان المُتَرْجِم قديمًا يتقن اللغتين تمام الإتقان، وهذا ما حدث في حال الترجمة القبطية من اليونانية القديمة، والتي قامت بها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بقيادة القديس بنتينوس.[323]، فقد كان المُتَرْجِمُون يتقنون كلًا من اللغتين اليونانية والقبطية، وهذا يؤيد صحة الترجمة القبطية الواضحة جدًا أن الجميع أخطأوا في آدم.

 

وفي الترجمة الرسمية لمجمع الكنيسة الروسية المأخوذة من الأصل اليوناني: Textus Receptus: общепринятый текст، تُتَرْجَم:

"كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ فيه [للعاقِل، أي في آدم] أخطأ الجميع".

"Посему, как одним человеком грех вошел в мир, и грехом смерть так и смерть перешла во всех человеков, потому что в нем все согрешили." (Russian Synodial Bible).[324]

 

وفي الترجمة اليسوعية:

"مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَمَا أَنَّهَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الخَطِيئَةُ إِلَي الْعَالَمِ، وَبالخَطِيئَةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ المَوْتُ إِلَي جَمِيعِ النَّاسِ بالَّذِي جَمِيعُهُمْ خَطِئُوا فِيهِ."[325]

ملحوظة: في الترجمة اليسوعية إصدار 1992 مكتوب "بالَّذِي جَمِيعُهُمْ خَطِئُوا فِيهِ"، أما في إصدار 1994 لنفس الترجمة مكتوب "لأنَّهُم جَميعًا خَطِئوا".[326]

 

وفي الترجمة الخاصة بمطرانية بغداد والكويت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المُعتمدة علي الأصل اليوناني في النسخة القسطنطينية الأصلية:

"فَكَمَا أَنَّ الخَطِيئَةَ دَخَلَتْ في العَالَمِ بِإنْسَانٍ وَاحِدٍ، وَبِالخَطِيئَةِ دَخَلَ المَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ المَوْتُ إِلَي جَمِيعِ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ جَمْيعًا أَخْطَأوا فِيهِ".[327]

 

وهذا يعني اتفاق العقيدة الأرثوذكسية في كنائس أرثوذكسية قديمة، في مفهوم وِرَاثة خطية آدم، واحتياج كل البشر على مر العصور إلى التبرير بالمسيح الفادي؛ لأن كل البشر على مر العصور خطاة ومذنبين لأنهم كانوا "في" آدم بالطبيعة.

وفي الحقيقة أن عقيدة وراثة خطية آدم ليست مشكلة لغوية لفظية مرتبطة بنص واحد، مُتَخَالَف عليه، في رسالة معلمنا بولس إلى أهل رومية الإصحاح الخامس والعدد 12 (رو 5: 12)، لكن هي عقيدة موجودة في الكتاب المقدس، والليتورجيا، وتعاليم الآباء، كما ورد بالبحث، وربط هذه العقيدة بنص واحد مُخْتَلَفٌ عليه، يكون كَمَنْ يربط ألوهية السيد المسيح بشرط ورود نص صريح يقول فيه السيد المسيح: أنا هو الله فاعبدوني! ومع ذلك فإننا يجب أن نتناول هذا النص المقدس بأهمية تليق به.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: John Romanides (John Savvas Romanides) (1927-2001). صورة في موقع الأنبا تكلا: جون رومانيدس (جون سافاس رومانيدس) (1927-2001 م.).

St-Takla.org Image: John Romanides (John Savvas Romanides) (1927-2001).

صورة في موقع الأنبا تكلا: جون رومانيدس (جون سافاس رومانيدس) (1927-2001 م.).

بدراسة الترابُط بين آيات (رومية 5)، نجد الآتي:

في (رومية 5: 12)، هناك مشكلة، لأن (ἐφ᾿ ᾧ، eph 'hō) يمكن أن تُفْهَم بثلاث معان: (لأن... لأن أخطأ الجميع) (للعاقل) أو (فيه... فيه "في آدم" أخطأ الجميع) (للعاقل) أو (بسبب... بسببه "بسبب الموت" أخطأ الجميع) (للجماد). ولكن من خلال سياق باقي الآيات وترابُطْهَا تُفْهَم أنها تعني: "فيه" "في آدم" أخطأ الجميع كالآتي:

 

1) إذا كان رومانيدس قد ترجم آية (رو 5: 12) كالآتي "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، هكذا أيضًا اجتاز الموت إلى جميع الناس الذي بسببه [باليونانية] قد أخطأ الجميع"، وَعَلَّم بأن البشرية لم تَرِث خطية آدم بل ورثت الموت فقط، ومن الموت جاءت الخطية إلى جميع البشر. هذا معناه أن بولس الرسول يناقض نفسه في نفس الآية، لأن النصف الثاني من الآية سيكون عكس النصف الأول منها. فمن غير المعقول أن يقول بولس الرسول في النصف الأول من الآية "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت" ثم يرجع ويقول في النصف الثاني من الآية "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس وبسببه أخطأ الجميع". وحاشا للوحي الإلهي من هذا الخطأ.

 

2) في هذا الإصحاح على وجه التحديد، يُقَدِّم لنا القديس بولس الرسول تطابقًا دقيقًا بين آدم والمسيح. آدم الذي فيه وبسببه يكون كل نسله خطاة بالولادة الجسدية، والمسيح الذي فيه يصير جميع أولاد الله أبرارًا بالولادة الروحية: "فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رومية 5: 18-19). أي إننا بسبب خطية آدم قد حُكِمَ علينا بالدينونة مع أننا لم نشترك في فِعْل خطية آدم، بل كنا فقط فيه. وإذا اعتبرنا أن كلمة (فيه) المقصود بها (في الموت) وليس (في آدم)، تكون حينئذٍ المقارنة بين المسيح والموت، وليس بين المسيح وآدم.

 

3) يتابع القديس بولس قائلًا: "دخل نَامُوس موسى لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ" (رومية 20:5)، مما يعني أن وجود الناموس هو الذي يجعل الخطية تُحْسَب على أنها خطية.

 

4) ثم يوضح أنه قبل ناموس موسى، لم يُحسب للبشر الذين لم يعصوا الله مثل آدم، أي خطايا شخصية، لعدم وجود الناموس بعد؛ ومع ذلك ماتوا جميعًا، إذ يقول:

"لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (أي آدم الذي هو مِثَال المسيح)" (رومية 5: 14). ولكن الموت هو "أجرة الخطية" (رومية 23:6). إذن ما هي الخطية التي سببت لهم الموت؟ هناك إجابة واحدة وهي خطية آدم. لأنهم كانوا بلا ناموس لذلك لم تُحْسَب عليهم تجاوزاتهم الشخصية، ولكن بسبب خطية آدم قد ماتوا... وهكذا انتشر الموت إلى جميع الناس، لأن الجميع أخطأوا في آدم.

 

5) الآية 18 (رو 5: 18) تقول صراحةً أن حُكْمًا قانونيًا بـ"الإدانة" صدر على جميع الناس من خلال تجاوز واحد (أي تجاوز آدم)، وليس من خلال خطيئة (الكل) "بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

6) لاحظ أن النص في آية (رو 5: 12) يقول، "لأن الكل أخطأ" (في الماضي) وليس "الجميع يخطئ" (بصيغة المضارع)، وهذا يشير إلى مشاركتنا في خطية آدم قديمًا.

 

7) الفِعْل المُسْتَخْدَم في (رو 5: 12) "أخطأ الجميع" هو في الماضي كما قُلْنَا. وفي (رومية 5: 19) "بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً" في المَبْنِي للمجهول، أي حدث ذلك من خلال آدم أنهم قد جُعِلُوا خطاة، وليس من عمل خطية شخصية ارتكبوها.

 

8) إن فكرة أن الله يحسبنا مذنبين بسبب خطية آدم تم تأكيدها بشكل أكبر في (رومية 5: 18-19): "فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا."

 

9) وهذا يتوافَق أيضًا مع تصريح بولس الرسول: أنه "ونحن بعد خُطَاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8). بالطبع الذين وُلدوا بعد موت المسيح على الصليب لم يكونوا موجودين عندما مات المسيح عنا على الصليب. ومع ذلك يعتبرنا الله خطاة ونحتاج إلى الخلاص.

 

10) في القداس الإلهي الباسيلي، يصلي الكاهن ويقول في آجيوس: "قدوس بالحقيقة أيها الرب إلهنا، الذي جبلنا وخلقنا ووضعنا في فردوس النعيم. وعندما خالَفْنَا وصيتك بغواية الحية، سقطنا من الحياة الأبدية، وَنُفِينَا من فِرْدَوُس النعيم". وهذا معناه أن الكل كان في فردوس النعيم في آدم، ولذلك عندما سقط آدم، سقط الكل من فردوس النعيم في آدم أيضًا.

 

11) إذا اعتقدنا أنه من غير العدل أن يُمَثِّلنا آدم وَتُنْسَب إلينا خطيته، فعلينا أيضًا أن نعتقد أنه من غير العدل أن يمثلنا المسيح وأن يُنْسَب إلينا بِرّه.

 

12) وهناك مقاطع أخرى في أعمال القديس بولس الرسول تتوافق مع التفسير التقليدي في (رومية 5: 12) على أنها تعني "فيه" (أي في آدم) ولعل أهمها في (كورنثوس الأولى 15: 22): "كَمَا فِي آدَمَ (εν τω Αδαμ) يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ". إذا متنا جميعًا في آدم، فلا يمكن أن يكون هناك اعتراض على القول بأننا جميعًا أصبحنا خطاة فيه، كما تؤكد الترجمة التقليدية لـ(رومية 5: 12)، بقدر ما "الموت هو أجرة الخطية" والخطية هي "شوكة الموت".[328]

 

13) والمُلَاحَظ أن مقارنة إصابتنا بخطية آدم، مع نوالنا بر المسيح، يشابه المقارنة بين الموت الذي أصابنا نتيجة خطية آدم، والحياة الأبدية التي ننالها في المسيح يسوع ربنا، كما ورد في رسالة كورنثوس الأولى 15. "فَإِنَّهُ إِذِ ٱلْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ ٱلْأَمْوَاتِ. لِأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ ٱلْجَمِيعُ، هَكَذَا فِي ٱلْمَسِيحِ سَيُحْيَا ٱلْجَمِيعُ” (1كو 15: 21-22).

 

14) وَتعبير أننا كنا "في صُلْب آدم" عندما أخطأ، لها معنى مُتَعَارَف عليه عند بولس الرسول. فقد كتب بولس الرسول أيضًا عن لاوي أنه كان موجودًا في صُلْب إبراهيم عندما قَدَّم إبراهيم العشور لملكي صادق. إذ يقول بولس الرسول: "وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضًا الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (عب 7: 5-10).

وبخصوص هذا الأمر يقول العلامة أوريجانوس:

(14) "But in order that what we are saying might become clearer, let us add the following as well. The same Apostle writes as follows to the Hebrews, “Moreover Levi, who received tithes, paid tithes. For he was still in the loins of his father Abraham when Melchizedek met him as he was returning from the slaughter of the kings.” If then Levi, who is born in the fourth generation after Abraham, is declared as having been in the loins of Abraham, how much more were all men, those who are born and have been born in this world, in Adam’s loins when he was still in paradise. And all men who were with him, or rather in him, were expelled from paradise when he was himself driven out from there; and through him the death which had come to him from the transgression consequently passed through to them as well, who were dwelling in his loins; and therefore the Apostle rightly says, “For as in Adam all die, so also in Christ all will be made alive.” So then it is neither from the serpent who had sinned before the woman, nor from the woman who had become a transgressor before the man, but through Adam, from whom all mortals derive their origin, that sin is said to have entered, and through sin, death".[329]

"ولكن لكي يزداد وضوح ما نقوله، لنضف ما يلي أيضًا. فنفس الرسول كتب ما يلي إلى العبرانيين: "إن لاوي أيضًا الآخذ الأعشار قد عُشِر بإبراهيم. لأنه كان بعد في صُلْب أبيه حين استقبله ملكي صادق [أثناء عودته من ذبح الملوك]". فإذا كان لاوي، وهو المولود في الجيل الرابع بعد إبراهيم، قد أُعلِن بأنه في صُلْب إبراهيم، فكم وكم كان جميع الناس، الذين يولدون في هذا العالم والذين قد وُلِدوا فيه، في صُلْب آدم عندما كان بعد في الفردوس. وكل الناس الذين كانوا معه، أو بالأحرى فيه، قد طُرِدوا من الفردوس عندما أُخرِج هو نفسه من هناك؛ وبه اجتاز الموت الذي أتى إليه من التعدي إليهم هم أيضًا نتيجة لذلك، وهم الذين كانوا في صُلْبه؛ ولذلك، يقول الرسول عن حق "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ." إذن فلا يُقَال إن الخطية دخلت من الحية التي أخطأت قبل المرأة، ولا من المرأة التي أصبحت متعدية قبل الرجل، بل بآدم، الذي منه يستمد جميع المائتين أصلهم، وبالخطية [دخل] الموت"[330].

 

15) يجب ملاحظة أن بولس الرسول يشير بوضوح إلى أن الجنس البشري بأكمله تَحْتَ الْخَطِيَّةِ (رو 3: 9-20) لذلك عندما يقول أن "الكثيرين ماتوا" في العدد (رو 5: 15) فهو بالتأكيد لا يعني ضمنيًا أن البعض لم يَمُت بسبب خطية آدم. وعندما يتكلم بولس الرسول عَمَّن سيستفيد من نعمة بر الإيمان بالمسيح (رو 3: 22؛ 5: 17) يقول عنها أنها "... تتكاثر في الكثيرين" (رو 5: 15) وهذا لا يعني أن أي إنسان قد ينال هذه النعمة، إنما المؤمنون بالمسيح فقط؛ ولذلك يستخدم بولس الرسول عبارة "كثيرون" فقط بعد أن يستخدم عبارة "الواحد" كأسلوب خاص لبولس الرسول لِلْتَكَلُّم عن الموت للجميع شامل وعن النعمة للكثيرين الذين هم المؤمنون فقط.

 

16) ولذلك قول بولس الرسول في آية (19): "بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً" (رومية 5: 19)، هو باختصار عقيدة وراثة الخطية الأصلية، خطية آدم التي جعلت كل نسله خُطَاة -ليسوا مجرد بشر، بل خطاة على وجه التحديد. وليس بسبب الموت أن جميع الناس قد أخطأوا، كما يظن رومانيدس، ولكن بسبب آدم- وبشكل أكثر تحديدًا، بسبب "عصيانه"، أي خطيته، التي، كما أوضح الآباء، موروثة بواسطتنا أي أننا فيه قد أخطأنا وقد تمت دينونتنا والحكم علينا فيه.[331]

 

17) ولذلك فإن (رومية 5) لا يتعامَل مع "وِرَاثة الفساد"، أو كإشارة إلى "وراثة الطبيعة المائتة" أو "الخطايا الشخصية الحالية" - ولكن يتكلم عن "وراثة خطية آدم" التي حكمت عليَّ أنا شخصيًا بالإدانة. وقد كتبها بهذا الأسلوب للاحتفاظ بالمقارنة بين آدم والمسيح.

 

18) ويتساءل البعض: "هَلْ نَحْنُ نُعَاقَب عَلَى فِعْل لَمْ نَفْعَلَهُ؟" لماذا نقبل أننا مُتْنَا وفسدنا في آدم بدون أن نتساءل ونعترض، ثم نتساءل عن لماذا صِرْنَا خطاة في آدم؟

إنه نفس المبدأ؛ فكما وُلدنا في الموت والفساد، وُلِدْنَا أيضًا في الخطية والعصيان. وقد تَجَسَّد الله الكلمة ليخلصنا من هذه الحالة الرديئة (الخطية والموت والفساد).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

19) هل إيماننا بوراثة الخطية يعنى أننا نجعل الخطية مادة مختلطة بچينات الإنسان؟

لا يجب أن يُفْهَم وراثة الخطية والموت والفساد بتفسير بيولوچي وچيني؛ كما أنه لا يمكن أيضًا تفسير نوالنا ميراث الخلاص والحياة الأبدية بمنظور بيولوچي چيني، ولكن بمعنى روحي حقيقي، فنحن كنا في آدم حين أخطأ، فلصقت بنا خطيئته ونتائجها بحسب تعبير القديس كيرلس الكبير:

"We might escape from the sin that cleaves to us through the original transgression."[333]

"يمكننا أن نهرب من الخطية التي لصقت بنا بواسطة المعصية الأصلية".[334]

وفي ترجمة أخرى لنفس النص نجدها هكذا:

"We might escape the sin of transgression that clings to us."(334b)

"يمكننا أن نهرب من خطية المعصية التي لصقت بنا بشدة"

 

وكذلك نتبرر ببر المسيح ونحيا بحياته بدون أي تفسير بيولوچي چيني.

"لأنه كما بمعصية واحد أصبح الكثيرون خطاة، هكذا بطاعة الواحد أصبح الكثيرون أبرارًا" (رو 5: 19).

يقول القديس كيرلس الكبير:

"لأن طبيعة الإنسان كلها أصبحت خاطئة في شخص الذي خُلق أولًا [آدم]، ولكنها الآن قد تَبَرَّرَت كلية من جديد في المسيح، لأنه صار لنا بداية ثانية لجنسنا، بعد تلك البداية الأولى".[335]

فالخطية ليست شيئًا ماديًا ولا البر ولا الموت ولا الحياة. فالوراثة هنا لا تُفْهَم بمنظور بيولوچي چيني لا في مجال الخطية ولا في البر.

"فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ” (رو 8: 17).

فالخطية هي عصيان الله؛ ونحن نولَد في هذه الحالة العاصية، الجانحة، المنحرفة عن طريق الله.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[315] ترجمة العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي والدراسات العليا والثقافة القبطية راجع الأنبا غريغوريوس - موسوعة اللاهوت العقيدي - سر التجسد والفداء - ص 237.

[316] V. Moss, Against Romanides, 2012, p. 24.

[317] https://en.wikipedia.org/wiki/Bible_translations_into_Bulgarian

[318] (Bulgarian Bible Translation, Библия, синодално издание, Bible, Synodal edition, BOB). 2013.

[319] Bulgarian Orthodox Bible (BOB), authorised version by the Bulgarian Orthodox Church. Official liturgical translation. 2013.

[320] https://en.wikipedia.org/wiki/Cyril_and_Methodius, (June 2022).

[321] العهد الجديد السرياني، ترجمة بين السطور، سرياني-عربي، مركز الدراسات والأبحاث المشرقية، جامعة مونستر، ألمانيا، الجامعة الأنطونية، 2010.

[322] http://dukhrana.com/peshitta/analyze_verse.php?verse=Romans%205%3A12&font=Estrangelo%20Edessa&fbclid=IwAR1blkm_A3gslQUC7qTOEPg-T_uUym3_3UZagoAJsAf5f_JIhDBmM2n_QII, (June 2022).

[323] أدخل بنتينوس الأبجدية القبطية، مُسْتَخْدِمًا الحروف اليونانية، مضيفًا إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، وبهذا أمكن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافه، وكانا يعاوناه في هذا العمل العظيم تلميذاه اكليمنضس وأوريجينوس. ويعطي الباحثون اهتماما عظيمًا لهذه الترجمة على قَدَم المساواة مع الأصل اليوناني نفسه. كما ترجم القديس بنتينوس الكثير من الأدب المسيحي إلى هذه اللغة بكونها آخر شكل من تطور اللغة المصرية القديمة، وبدأ الكُتَّاب يستخدمونها.

[324] https://www.biblegateway.com/versions/Russian-Synodal-Version-RUSV/, (June 2022).

[325] الكتاب المقدس: الترجمة اليسوعية. ترجمة الرهبانية اليسوعية. دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، بيروت، لبنان، 1992 م. ص 269.

[326] الكتاب المقدس - الترجمة اليسوعية. ترجمة الرهبانية اليسوعية. دار المشرق، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1994م. ص477.

[327] الكتاب المقدس العهد الجديد - ترجمة مطرانية بغداد والكويت وتوابعها للروم الأرثوذكس. مطرانية بغداد والكويت وتوابعها للروم الأرثوذكس، بغداد، الطبعة الأولى، 2006 م. ص 664، 665.

[328] Moss, p. 36.

[329] Origen. (2001). Commentary on the Epistle to the Romans, Books 1-5 (T. P. Halton, Ed.; T. P. Scheck, Trans.; Vol. 103, pp. 310-311). The Catholic University of America Press. (Romans 5: 12-14).

[330] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى أهل رومية، شرح (رو5: 12-14).

[331] Moss, p. 36.

[333] Cyril of Alexandria. (1885). Commentary on the Gospel according to S. John (Vol. 2, p. 606). London: Walter Smith. Cyril of Alexandria. (1885). Commentary on the Gospel according to S. John (Vol. 2, p. 606). London: Walter Smith. (John 19:1-3).

[334] القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل يوحنا، شرح (يو19: 1-3).

(334b) Cyril of Alexandria. (2013–2015). Commentary on John (J. C. Elowsky, T. C. Oden, & G. L. Bray, Eds.; D. R. Maxwell, Trans.; Vol. 2, p. 333). IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. (John 19:1–3).

[335] القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل لوقا عظة 42، مرجع سابق، ص 196.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/romans-5.html

تقصير الرابط:
tak.la/z8aszzr