St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

45- صار المسيح هو الوسيط لدى الآب وشفيع البشرية

 

3- صار المسيح هو الوسيط لدى الآب وشفيع البشرية

بصفته ابن الآب، وفي نفس الوقت هو بِكْر البشر، يصير السيد المسيح، لنا وسيطًا مع الآب، وَمُصَالِحَنَا مع الآب، وشفيعًا كفاريًا، وسبب رِضَى وقبول الآب للبشر فيه، بعد أن كان البشر خاضعين للغضب الإلهي، المُعْلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم،[350] وهذه المُصَالَحَة مع الله صارت بسبب بر المسيح، وطاعته،[351] وغلبته، وكل ما عمله بالجسد، إذ كان كل ذلك رصيدًا لصالح البشر.

فبتجسد السيد المسيح، وموته النيابي عن البشر، صار هو نائبًا للبشرية، وممثلها، أمام الآب، يشفع فينا بدمه الثمين،[352] شفاعة كفارية لا تنتهي: (المسيح الشفيع الكفاري).

نصلي في القداس الغريغوري قائلين: "وَصِرْت لنا وسيطًا مع الآب، والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها، وصالَحْت الأرضيين مع السمائيين، وجعلت الاثنين واحدًا".[353] وهذا يشرح مفهوم شفاعة السيد المسيح الكفارية، ووساطته عنا لدى الآب.

 

St-Takla.org Image: Jesus on the Cross - New St. Mary of Zion Church, Axum - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا:  يسوع على الصليب - صور دير العذراء مريم الحديث، أكسوم، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

St-Takla.org Image: Jesus on the Cross - New St. Mary of Zion Church, Axum - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا:  يسوع على الصليب - صور دير العذراء مريم الحديث، أكسوم، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"وحيث إنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، كان هو وحده القادر أن يعيد خَلْق كل شيء، وأن يتألم عِوَض الجميع، وأن يكون شفيعًا عن الكل لدى الآب".[354]

والمسيح بذلك صار مَصالحنا مع الآب.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم:

"For God was angry with man, and we had turned from God our loving Master, and Christ placing Himself between God and man reconciled both natures. But in what manner did He make Himself a mediator? By taking upon Himself the punishment the Father must inflict upon us; submitting Himself both to the chastisements decreed against us, and to the humiliations inflicted by us also. Do you wish to learn how He endured both of these? Christ, says the Apostle, hath redeemed us from the curse of the law, being made a curse for us (Gal. 3:13). You have seen in what manner He took upon Himself the punishment decreed from above. See also how he has endured the humiliations inflicted by men: The reproaches of them that reproached thee have fallen upon me (Ps. 68:10). Do you perceive in what manner He put an end to enmity, and how He made him who was an enemy into a friend, and pleasing to God; but not before He had paid in full all that was owing, and fulfilled all that was to be done and to be suffered? And the proof of all these good things is the festival of this day."[355]

"لأن الله كان غاضبًا على الإنسان، ونحن قد تحولنا عن الله سيدنا المُحِب، والمسيح واضعًا ذاته بين الله والإنسان صالَح كلتا الطبيعتين. لكن بأي طريقة جعل نفسه وَسِيطًا؟ بأخذه على نفسه العقوبة التي يجب على الآب[356] أن يُوقعها علينا؛ مُقدمًا ذاته إلى كلُّ من التأديبات المفروضة ضدنا، والإهانات المفروضة بواسطتنا أيضًا. هل تريد أن تتعلم كيف أحتمل هذين الأَمَرِّين؟ يقول الرسول: "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا" (غل13:3). لقد رأيت بأي طريقة أخذ على نفسه العقوبة المفروضة من فوق. انظر أيضًا كيف قد احتمل الإهانات المفروضة بواسطة البشر: "تَعْيِيرَاتِ الذين عايّروك قد وَقَعَتْ عَلَيَّ" (مز9:69). هل تُدرك بأي طريقة وضَع نهاية للعداوة، وكيف جعل الذي كان عدوًا صديقًا، ومُرضِيًا لله؛ لكن ليس قبل أن يكون قد أوفى بالكامل كل ما كان دين مستحَق، وتَمَّمَ كل ما كان يجب فِعله وَتَأَلَّم؟ والدليل على كل هذه الأشياء الصالحة هو عيد هذا اليوم."[357]

 

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[350]

  • "لِأَنَّ غَضَبَ ٱللهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، ٱلَّذِينَ يَحْجِزُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْإِثْمِ" (رو 1: 18).

  • "فبالأولَى كثيرًا ونَحنُ مُتَبَرِّرونَ الآنَ بدَمِهِ نَخلُصُ بهِ مِنَ الغَضَبِ!" (رو 5؛ 9).

[351] "لأنَّهُ كما بمَعصيَةِ الإنسانِ الواحِدِ جُعِلَ الكَثيرونَ خُطاةً، هكذا أيضًا بإطاعَةِ الواحِدِ سيُجعَلُ الكَثيرونَ أبرارًا" (رو 5: 19).

[352] "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلْآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيح". (1بط 1: 18-19).

[355] Toal, M. F. (Ed.). (2000). The Sunday Sermons of the Great Fathers. (M. F. Toal, Trans.) (Vol. 2, pp. 432-440). San Francisco: Ignatius Press, V. ST JOHN CHRYSOSTOM, BISHOP AND DOCTOR, Christ’s Ascension Man’s Exaltation.

[356] παρά τοῦ πατρὸς.

[357] القديس يوحنا ذهبي الفم، عظة قالها عن عيد الصعود بعنوان "صعود المسيح: رفعة الإنسان".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/christ-mediator.html

تقصير الرابط:
tak.la/r9nh6y5