St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   ephesians
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   ephesians

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

شرح لكل آية

الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس:
تفسير رسالة أفسس: مقدمة رسالة أفسس | الرسالة إلى أهل أفسس 1 | الرسالة إلى أهل أفسس 2 | الرسالة إلى أهل أفسس 3 | الرسالة إلى أهل أفسس 4 | الرسالة إلى أهل أفسس 5 | الرسالة إلى أهل أفسس 6

نص رسالة أفسس: الرسالة إلى أهل أفسس 1 | الرسالة إلى أهل أفسس 2 | الرسالة إلى أهل أفسس 3 | الرسالة إلى أهل أفسس 4 | الرسالة إلى أهل أفسس 5 | الرسالة إلى أهل أفسس 6 | الرسالة إلى أهل أفسس كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

التجديد والسلوك المسيحي والثبات فيه

 

(1) السلوك المسيحي (ع1-6)

(2) مواهب الروح القدس (ع7-19)

(3) تجديد الأذهان (ع20-24)

(4) ترك الخطايا والتمسك بمحبة الآخرين (ع25-32)

 

(1) السلوك المسيحي (ع1-6):

1 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ، أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. 2 بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. 3 مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. 4 جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. 5 رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، 6 إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِى كُلِّكُمْ.

 

ع1: يدعو بولس المؤمنين للتمسك بوصايا الله التي بشرهم بها. ويصف نفسه بالأسير في الرب لأنه غير متضايق من السجن بل يقبله من أجل المسيح. وأكثر من هذا يشعر بفرح أنه يتألم ويقيد من أجله، وهذا الفرح يقوده للتمسك بوصايا الله فيتحرك قلبه لدعوة كل المؤمنين أن يتمسكوا معه بوصايا الله.

تمسك بوصايا الله مهما كانت ظروفك صعبة مثل ظروف بولس في السجن. لا تلتمس الأعذار لنفسك فتسقط في الخطية، بل اطلب معونة الله فتراه أمامك يسندك مثل يوسف الذي رفض الخطية وتحمل الإلقاء في السجن فارتفع إلى عرش مصر.

 

ع2: تواضع: يشعر الإنسان أنه أقل من الكل ولكن بنعمة الله يحيا ويتميز أيضًا.

وداعة: هدوء القلب.

طول أناة: حسن الإنصات والترفق بالآخرين مهما كانت أخطاءهم.

يعتمد السلوك المسيحي مع الآخرين على التواضع وهدوء القلب وطول الأناة، فيستطيع الإنسان بمحبة أن يتحمل أخطاء الآخرين.

 

ع3: لأن الروح القدس وحَّد المؤمنين في جسد المسيح أي الكنيسة، فيلزم أن نحافظ على هذه الوحدانية بصنع السلام مع الآخرين قدر ما نستطيع، متنازلين عن الماديات وبعض الحقوق.

وضعت الكنيسة القبطية الملهمة بالروح القدس هذا النص في مقدمة صلاة باكر بالأجبية حتى إذا ما رددها المؤمن ثم خرج للحياة فإنه يسلك فيها بحسب الدعوة المسيحية.

 

ع4: المؤمنون جميعهم يكونون جسد المسيح الواحد، وفي جسد المسيح يكون الروح القدس هو معطى الحياة لكل الأعضاء، وجميع المؤمنين لهم رجاء واحد - ذلك الذي دعانا الله إليه وهو رجاء المجيء الثاني للمسيح.

ع5: رأس هذا الجسد هو المسيح الرب، وهو ملك واحد على قلوب الجميع، ونقر جميعًا بالإيمان بيسوع المسيح فاديًا وربًا وإلهًا، إذ قد دخلنا بالمعمودية في عهد واحد مع المسيح ومع بعضنا البعض بوحدانيتنا في الكنيسة.

ع6: للكل: هذا الإله والآب الواحد يعتنى بجميع خلائقه حتى لو كانوا ينكرونه.

 

على الكل: أي صاحب السلطان والسيادة على كل خليقته.

بالكل: يعمل من خلال الجميع وتظهر أبوته في حياتهم فيمجدونه.

نحن نؤمن بإله واحد وليس بآلهة مختلفة عديدة كالأمم الوثنية، ولا ننظر إليه بروح العبودية والخوف كما كانت نظرة اليهودية له في العهد القديم، بل بأخذنا روح التبنى ندعوه أبًا ونثق في عنايته بنا ورعايته لنا.

وهكذا تتحقق الوحدانية بين الطوائف والمذاهب المسيحية إن قامت على إيمان واحد ومعمودية واحدة وعقيدة واحدة. فلنصلِ جميعًا من أجل هذا حتى يعود الجميع للإيمان الواحد والكنيسة الواحدة.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) مواهب الروح القدس (ع7-19):

7 وَلَكِنْ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا، أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. 8 لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ، سَبَى سَبْيًا، وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا.» 9 وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10 الَّذِى نَزَلَ، هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. 11 وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، 12 لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، 13 إِلَى أَنْ نَنْتَهِىَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ، إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. 14 كَىْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. 15 بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَىْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، 16 الَّذِى مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ.

17 فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ، أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، 18 إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. 19 اَلَّذِينَ، إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ، أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ، لِيعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ.

 

ع7: وحدة الكنيسة لا تمنع من أن تكون المواهب التي أعطيت لأعضائها مختلفة. فلكل عضو أعطيت له موهبة فلا يترك أحد من الأعضاء بدون موهبة. والمواهب الروحية هي واحدة في أصلها أي مصدرها ولكنها متنوعة في صورها، والرب يسوع قد أعطى لكل واحد من المؤمنين بحسب القياس أو القدر الذي أراده له.

 

ع8: اقتبس الرسول هذا العدد من (مز 68: 18) واتخذه نبوءة بانتصار المسيح عند صعوده بعد أن أتم الفداء على الصليب.

سبا سبيًا: انتصر المسيح على الموت بموته وقيامته، وعلى الذي له سلطان الموت أي الشيطان.

فالبشر الذين سباهم الشيطان وعاشوا في الجحيم قد خطفهم المسيح من هذا العدو وحررهم وفداهم بنعمته وجعلهم شعبه، فأصبحوا أسرى المسيح كما قال الرسول عن نفسه أنه "الأسير في الرب" (ع1).

أعطى عطايا: المسيح الغالب والآخذ الغنائم الكثيرة من انتصاراته، قادر أن يغنى جنوده بالعطايا الكثيرة من مواهب وثمار للروح القدس.

 

ع9: نزل المسيح إلى الجحيم من خلال الصليب وأخرج أرواح مؤمنى العهد القديم الذين كانوا في قبضة إبليس

 

ع10: كون المسيح قد صعد يستلزم أنه نزل، أي الذي نزل إلى الأرض وأخذ طبيعتنا هو الذي صعد إلى أعلى ما يمكن فوق كل الكائنات المنظورة وغير المنظورة، فلا نستطيع أن ندرك سمو الرفعة التي رفعه الله إليها لكي يملأ الكل بثمار ومواهب الروح القدس ... هذا هو عمل الرب الخلاصي للمؤمنين.

 

ع11: الروح القدس الذي انسكب يوم الخمسين منح عطايا متنوعة ومواهب مختلفة للمؤمنين، فأعطى البعض أن يكونوا:

رسلًا: وهم الذين اختارهم المسيح ليكرزوا للخليقة كلها.

أنبياء: ليس فقط من يخبرون بالمستقبل، ولكن النبوة في العهد الجديد تعني التكلم عن مستقبلنا وهو الحياة الأبدية فيكون معنى الأنبياء من يعلمون الحياة الروحية ويعدون الناس للملكوت.

المبشرون: هم الذين يجولون للمناداة بالإنجيل مثل فيلبس (أع8).

الرعاة: هم الذين يقيمهم الرب لرعاية الجماعات أو الكنائس المحلية. والرعاة يمكن أن يكونوا معلمين سواء أساقفة وقسوس أو أعضاء الكنيسة.

 

ع12: هذا التنوع في المواهب يحقق كمال المعرفة والقداسة والمحبة للمؤمنين في الكنيسة، فهذه المواهب تكمل الخدمة للمؤمنين في الكنيسة حتى ينموا في محبة المسيح ومعرفته.

 

ع13: إنسان كامل: الكمال المسيحي المطلوب أن نسعى نحوه.

قياس قامة ملء المسيح: مقياسنا في الكمال هو المسيح فنسعى نحوه لنصل إلى ما نستطيعه من كمال وليس الكمال المطلق للمسيح، ولا نقارن أنفسنا بالآخرين بل مثلنا الأعلى الوحيد هو المسيح، فنتعلم من كل القديسين ولكن سعينا يكون نحو المسيح.

مشيئة الله هو أن ننموا ونتعمق أكثر في معرفة المسيح حتى ننتهى إلى الإيمان الواحد، فنعرف الرب يسوع معرفة متزايدة ليكون هو هدفنا الوحيد وفرح قلوبنا. وهكذا يتكاتف أعضاء الكنيسة ورعاتها لنجاح عمل الرب دون انقسام على بعضهم.

الله يعطى مواهب لكل أولاده في الكنيسة، فحاول أن تعرف قدراتك ومواهبك، واعلم أنها أعطيت لك حتى تستخدمها في خدمة الكنيسة. فالموهبة ليست دليلًا على صلاحك، بل استخدامها بأمانة ينمى محبتك نحو الله ويفيد الآخرين فيفرح الله ويباركك.

 

ع14: الله لا يريد أن يكون المؤمنون كالأطفال الصغار الذين لا استقرار لهم ولا ثبات، فيكونون عرضة للإنخداع باحتيال ومكر المعلمين الكذبة ليحققوا غاياتهم الخبيثة.

 

ع15: لنثبت في حق الله المعلن في إنجيله، معترفين به محبين له، مظهرين المحبة للضالين عنه، منذرين إياهم بلطف ورغبة في خلاص نفوسهم فنصل إلى النضج الروحي وننموا في حياتنا الروحية متمثلين بالمسيح رأس الكنيسة.

من أهم الوسائل التي تحمينا من التعاليم المضلة التي ينادى بها بعض الخارجين عن الكنيسة هي دراسة الكتاب المقدس بروح الصلاة وتفسير آباء الكنيسة.. فليتنا نهتم بقراءة الكتاب المقدس كل يوم وحضور اجتماعات الكنيسة وقداساتها، ولا نقبل تعليمًا من أحد خارج عن الكنيسة حتى لو بدا مبهرًا.

 

ع16: حسب عمل، على قياس كل جزء: كل مؤمن في الكنيسة مهما كان عمله صغيرًا أو كبيرًا ينمو في محبة الله، وبهذا النمو الذي يبدو أحيانًا صغيرًا لأن عمل هذا الشخص صغير يحدث نمو لكل الجسد أي الكنيسة.

الكنيسة المؤلفة من أعضاء مؤمنين كثيرين تشبه جسد الإنسان المؤلف من أعضاء كثيرة مجتمعة مع بعضها ومتحدة، كل مفصل فيه هو عضو حى يساهم في حياة الجسد كله بحسب وظيفته ودوره في إحياء الجسد. فالقوة الروحية التي ينالها كل عضو في الكنيسة من المسيح هي مصدر حياة للكنيسة كلها، ونمو الكنيسة في شبه المسيح يستلزم أن تكون ممتلئة محبة وكل أعضائها متحدين بالمسيح الرأس وببعضهم البعض.

 

ع17: يناشد الرسول -الذي يتكلم بروح الله- المؤمنين بألا يسلكوا كما يسلك سائر الأمم الذين يسلكون في الشر والدنس، منقادين في ذلك بذهنهم المرفوض المخدوع بالشر.

 

ع18: النفوس المسكينة البعيدة عن الله هي منفصلة عنه وليس فيها حياة روحية وذلك بسبب غلاظة وعمى قلوبها، وعقولها مظلمة لأنها خالية من نور الله، ولإصرار أصحابها على الشر فهم جهلاء ورافضون لمعرفة الله.

 

ع19: الأمم الأشرار الذين ماتت ضمائرهم ولم تعد توبخهم على شر أفعالهم، يرتكبون الخطايا المنافية للعفة دون مبالاة وبلا خوف من الله، بل يتمادون في أعمال النجاسة والزنا بشراهة وطمع فيفسدون أنفسهم.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) تجديد الأذهان (ع20-24):

20 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا، 21 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، 22 أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23 وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24 وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.

 

ع20: إن معرفتكم بالمسيح أيها المؤمنون وبمبادئه وحياته، واختباركم لقوته التي عملت على تجديد أذهانكم، هذه المعرفة، لا تسمح لكم أن تسلكوا كالأمم في الشر.

 

ع21: لقد سمعتم صوت المسيح، والسمع هنا هو طاعة القلب وليس مجرد سمع الأذن، وسمعكم صوته يستلزم منكم ألا تسلكوا كالأمم بل بوصايا المسيح أي حقه.

 

ع22: الإنسان العتيق: الطبيعة المائلة للشر في الإنسان قبل المعمودية والتي تموت فيها ويولد الإنسان بطبيعة جديدة مائلة للخير.

يدعو الرسول المؤمنين لرفض أعمالهم الشريرة السابقة التي انغمسوا في شهواتها، وبدلًا من أن يتوبوا امتلأوا كبرياء.

 

ع23: روح ذهنكم: روح الإنسان التي تشمل ذهنه وقلبه والتي يجددها الروح القدس.

يتم تجديد المؤمنين بنوالهم الطبيعة الجديدة في سر المعمودية، ويستمر هذا التجديد من خلال سر التوبة والاعتراف. والتجديد يتم للفكر أولًا فتصير الأعمال نقية تليق بأولاد الله وكل هذا بعمل الروح القدس.

 

ع24: في المعمودية ننال الطبيعة الجديدة التي تميل للتشبه بالله وعمل الخير والصلاح وكل أعمال القداسة.

ليتك تشغل فكرك بالصلاة والقراءة الروحية والتأمل حتى تتغير حياتك بقوة الروح القدس الساكن فيك، فتطرد محبة الخطية بمحبة كلام الله والحديث معه وتميل إلى الإلتصاق بأولاد الله وتشاركهم في أعمال الرحمة.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) ترك الخطايا والتمسك بمحبة الآخرين (ع25-32):

25 لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26 اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27 وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. 28 لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِىِّ يَتْعَبُ عَامِلًا الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِىَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. 29 لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَىْ يُعْطِىَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. 30 وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيوْمِ الْفِدَاءِ. 31 لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. 32 وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ.

 

ع25: يليق بالإنسان الجديد المخلوق بحسب إرادة الله في البر والقداسة أن يكون أمينًا وصادقًا في أعماله وفي أقواله ويترك الكذب حتى لا يخدع باقي المؤمنين، لأننا كلنا أعضاء في جسد واحد، فلا يمكن أن يخدع أحد الآخر وإلا سيضر الجسد كله. وقد يبرر البعض خطية الكذب أو يقسمونها إلى أنواع ولكن كلها خطية كبيرة تمنعنا من دخول الملكوت (رؤ 21: 8، كو 3: 9).

ع26: الغضب السليم هو الحزم لمصلحة الآخر ويكون مقترنًا بالمحبة، أما الغضب الخاطئ ففيه يفقد الإنسان سلامه الداخلي ويصاحبه خطايا مثل ضعف المحبة نحو الآخرين بل والغيظ وقد يظهر في كلمات مؤلمة للناس أو تصرفات مؤذية. ويستكمل بولس حديثه فينبهنا إن سقطنا في الغضب الخاطئ ألا نستمر فيه بل نتسامح ونصالح الآخرين قبل أن تغرب الشمس أي ينتهى اليوم، فنستعيد سلامنا وسلام من حولنا بالإعتذار وإعادة التفاهم والحب.

ع27: إذا أبقينا شيئًا من الغضب في قلوبنا، فإننا بذلك نعطى منفذًا لعدو الخير ليدخل إلى حياتنا ويهيمن عليها، فيسلبنا أفراحنا ويغير علاقتنا بالناس ويملأنا حقدًا.

 

ع28: ينبه الرسول من يسقط في خطية السرقة لأنانيته وضعف محبته للآخرين وتكاسله، أن يقوم ليعمل بيديه، ليس فقط ليكفي احتياجاته بل ليتجه إلى العطاء وسد احتياجات المحتاجين. وهكذا نرى المسيحية تحول الإنسان من الأنانية إلى العطاء.

 

ع29: التحذير هنا من الكلام الردئ والحث على الكلام الصالح. والكلمة الردية هي ما تهيج الفكر النجس وتقود إلى الأعمال الشريرة، أما الكلام الصالح هو ما يكون مفيدًا للسامعين ويحوى تعليمًا ونصحًا وإرشادًا، فيكون محتوى الكلام بحسب متطلبات السامع ليعطيه المنفعة الروحية حسب احتياجه.

 

ع30: يوم الفداء: المجيء الثاني للمسيح.

السلوك الشرير والكلمات الردية تحزن روح الله الساكن داخل المؤمنين، فلا يصح أن يحدث هذا لأن أعضاءنا قد ختمت بالروح القدس في سر الميرون لتكون مخصصة له ونحيا للبر حتى نهاية حياتنا لننال الخلاص والفداء الكامل للمسيح عندما يدخلنا في الملكوت الأبدي.

 

ع31: مرارة: شر وضيق داخل الإنسان.

تجديف: كلام ضد وصايا الله.

لا تكن من صفاتكم شراسة الأخلاق التي تجعل الإنسان سريع الغضب، وانزعوا عنكم كل شعور داخلي بالضيق والتذمر وعدم الرضا والذي يظهر في شكل سخط أي غضب شديد ممتلئ من المكر والشر ويصاحبه صياح.

 

St-Takla.org Image: K is for kindness, we always must show, when help is needed to all whom we know. "Be ye kind one to another" (Ephesians 4: 32) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations صورة في موقع الأنبا تكلا: اللطف الذي نظهره للكل عندما يُطْلَب منا المعونة: "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض" (أفسس 4: 32) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

St-Takla.org Image: K is for kindness, we always must show, when help is needed to all whom we know. "Be ye kind one to another" (Ephesians 4: 32) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations

صورة في موقع الأنبا تكلا: اللطف الذي نظهره للكل عندما يُطْلَب منا المعونة: "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض" (أفسس 4: 32) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

ع32: اللطف هو من ثمار الروح القدس وكوننا لطفاء بعضنا نحو بعض هو دليل محبتنا. وإشفاقنا وتسامحنا مع الآخرين هو دليل تمثلنا بالمسيح، فكما غفر الله لنا خطايانا وسامحنا وأشفق علينا من الهلاك الأبدي، هكذا علينا أن نسامح إخوتنا.

ربما نظن أنه إذا أخطأ إلينا أحد أنه لا يستحق أن نسامحه، فهل نسأل أنفسنا حينئذ هل كنا نحن مستحقين للغفران الإلهي؟؟... فمهما أساء إليك شخص لا يمكن أن يصل إلى القدر الذي به أخطأت أنت إلى الله ومع ذلك فقد أحبك وغفر لك ولنا جميع خطايانا. فهل راجعت موقفك تجاه المسئ إليك؟‍‍!

لا تفكر في مدى الشر الذي صنعه، بل في مقدار الحب الإلهي لك بتسامحه معك فتسامح من أخطأ إليك لأجل الله بل تصلى لأجله، لأن الخطية ضعف وكلنا معرضين للضعف، فتسنده بصلواتك.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات أفسس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/ephesians/chapter-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/hvgd33z