St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   19-Resalet-3ebranieen
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

عبرانيين 3 - تفسير رسالة العبرانيين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين:
تفسير رسالة العبرانيين: مقدمة رسالة العبرانيين | عبرانيين 1 | عبرانيين 2 | عبرانيين 3 | عبرانيين 4 | عبرانيين 5 | عبرانيين 6 | عبرانيين 7 | عبرانيين 8 | عبرانيين 9 | عبرانيين 10 | عبرانيين 11 | عبرانيين 12 | عبرانيين 13

نص رسالة العبرانيين: عبرانيين 1 | عبرانيين 2 | عبرانيين 3 | عبرانيين 4 | عبرانيين 5 | عبرانيين 6 | عبرانيين 7 | عبرانيين 8 | عبرانيين 9 | عبرانيين 10 | عبرانيين 11 | عبرانيين 12 | عبرانيين 13 | عبرانيين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ص 3، 4 هما مقارنة بين خطة التدبير الإلهي التي نفذها الله على يد موسى ويشوع وبين خطة التدبير الإلهي التي نفذها المسيح.

 

آية 1: "مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ."

ترجمة توضيحية للآية "لاحظوا يسوع رسول ورئيس كهنة اعترافنا". اعترافنا = إيماننا.

أيها الأخوة القديسون = أليسوا هم أخوة للمسيح وأعضاء جسده وهو اشترك في لحمنا ودمنا ولكن ليس معنى هذا أن الكل صاروا قديسين، فالسيد المسيح قال لتلاميذه "والآن كلكم طاهرين ولكن ليس كلكم" (فيهوذا كان في وسطهم).

شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ = هي دعوة سماوية نتمتع فيها بالمسيح السماوي ولتكون حياتنا الأبدية مع الله ومع شركة القديسين في تسبيح يدوم للأبد في السماء. هي دعوة لنرث الخيرات السماوية. ولكن هي دعوة وهناك من يرفضها. والمسيح أعطانا أن نحيا السماويات على الأرض إذ "طأطأ السموات ونزل" (مز18: 9). وأعطانا وعدا أنه وسطنا دائما، وحيثما يوجد المسيح توجد السماء (مت18: 20 + مت28: 20). لذلك يقول الرسول أن سيرتنا (مواطنتنا أو جنسيتنا) هي في السماء" (فى3: 20).

رَسُولَ وَرَئِيسَ كَهَنَهِ = رسول هذه تشير للتجسد ورئيس كهنة تشير لذبيحة الصليب هنا المسيح يجمع وظيفتين رسول "مثل موسى" ورئيس كهنة (مثل هارون) (راجع مت15: 24)+ (يو17:3). هنا نرى المسيح مرسلًا بالجسد، ليؤسس عهدا جديدا بدمه كرئيس كهنة يقدم ذبيحة جسده، والمسيحي يعترف ويؤمن بأن هذا هو طريق الخلاص.

رئيس كهنة اعترافنا = اعترافنا أي إيماننا. فغاية رسالة المسيح هي إعلان إيماننا. وهو رئيس كهنة هذا الإيمان الجديد. فإن كان العبرانيون قد حرموا من الكهنوت اللاوي ورئيس الكهنة اليهودي فهم يتمتعون الآن برئيس كهنة سماوي على مستوى إلهي، يقدم حياته فدية عن شعبه، وهو ليس رئيس كهنة على ناموس موسى بل رئيس كهنة سماوي حسب الإيمان الجديد. ويسمى الإيمان هنا اعتراف لأن الإيمان مرتبط جوهريًا بالاعتراف بالله وبابنه.

لاحظوا = أي انتبهوا ذهنيًا لتعرفوا المسيح رئيس الكهنة معرفة حسنة.

لماذا يسمى الإيمان هنا اعتراف؟ هم كما قلنا من أصول يهودية، ويفكرون في الارتداد ظنا منهم أن اليهودية أسمى مقاما. وربما خجلوا من الاعتراف بإيمانهم الجديد أمام اليهود. وحتى يشجعهم يشرح لهم سمو المسيح والمسيحية ليعترفوا بالمسيح بلا خجل أو تردد.

 

آية 2: "حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ."

بولس الرسول يتكلم عن موسى بكل احترام ولا يقلل من شأنه. ولقد ذكر في (عد12: 7) أن موسى كان أمينًا على بيت الله أي وسط شعبه. وهكذا كان المسيح أمينًا في رسالته.

لِلَّذِي أَقَامَهُ = الروح القدس هيأ جسد المسيح في بطن العذراء والآب أرسله للعالم.

 

آية 3: "فَإِنَّ هذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلًا لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ."

قال رب المجد "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه .. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو2: 18-21). أراد الله أن يكون هناك وحدة فجبل حواء من آدم والأولاد من كليهما أي الكل من آدم، وكان من المفروض حسب القصد الإلهي أن يكون آدم ونسله في الابن والابن في الآب (راجع تفسير يو17: 20 - 21). وكان هذا الوضع قبل الخطية. أما الخطية فقد فصلتنا عن الابن وبالتالي عن الآب. بل فصلتنا عن بعضنا البعض وقام الأخ على أخيه وقتله = أي فسدت الخليقة. وقصد الله لا يمكن أن يسقط. فجاء المسيح الابن ليعيد هذه الوحدة كما قصدها الله منذ البدء، بأن اتحد بنا جسديًّا عن طريق المعمودية والإفخارستيا وجعلنا أعضاء جسده، وصارت لنا حياته عوضا عن الحياة التي أخذناها من آدم، وحلَّ المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين، صار المسيح يحيا فينا (1كو6: 15 + أف5: 30 + فى1: 21 + أف3: 17 + غل2: 20). وشبه الرسولان بطرس وبولس هذا بأن المسيح بنى له بيتا ليسكن فيه (1بط5:2+ 1كو16:3). وكل منا صار حجرًا حيًّا في هذا البيت، الحياة التي في كل حجر مِنّا هي حياة المسيح نفسه. وهذا البيت هو ما قال عنه المسيح هيكل جسده الذي سوف يبنيه في ثلاثة أيام. أما موسى فكان حجرا حيا في هذا الهيكل أو قل في هذا البيت. وتنبأ سليمان عن هذا البيت الذي يسكنه المسيح (راجع تفسير نش1: 12 ، 17).

المسيح كان أمينًا وموسى كان أمينًا. ولكن عليكم أن تعرفوا أن المسيح استحق مجدًا أعظم من مجد موسى. فموسى جزء من بيت الله الذي خلقه المسيح. فالمسيح هو الخالق لكل البيت الذي من ضمنه موسى. هو خلقنا وجدد خلقتنا. فمجد الخالق باني البيت أعظم من مجد البيت نفسه. باني البيت = الخالق وصانع التدبير بأكمله.

 

آية 4: "لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ."

فالمسيح هو الذي أعطى الناموس لموسى ليدبر به الشعب اليهودي. وصار موسى مدبرًا لبيت إسرائيل ولكن مدبر الكل (إسرائيل والشعب المسيحي وموسى نفسه) هو الله. وبهذه الآية يطمئن الرسول العبرانيين أنهم ما زالوا في بيت الله.

 

آية 5: "وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ."

موسى كان أمينًا على بيت الله لكي يخدمه ويشهد لهذا الذي سوف يتكلم به الله إلى الشعب الإسرائيلي. أي موسى كان يشهد للمسيح.

 

آية 6: "وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ."

الرسول يخرج بنتيجة روحية بعد المناقشة النظرية في سمو المسيح عن موسى فهو توصل أننا البيت الذي بناه المسيح . ولكن حتى نبقى نحن كبيت الله الذي خدمه موسى لفترة ويقيم فيه الآن الابن كصاحب بيت يقدسنا كمسكن أبدي له، يجب أن نتمسك بثقة بإيماننا به ونضع فيه رجاؤنا الذي نفتخر به. افْتِخَارِهِ = الافتخار بالرجاء بالمسيح يشير للمجاهرة بإيماننا هذا بلا خوف. والثقة بالرجاء هي الإيمان (عب11). وَبَيْتُهُ نَحْنُ = ألسنا أحجارًا حية يبنى بها هذا البيت الذي هو هيكل الله ونحن هيكل الله (1بط5:2+ 1كو16:3)، ولو تمسكنا بإيماننا وإفتخرنا به سنظل في هذا البيت الذي أسسه المسيح وسنجد موسى الذي تحبونه أيضًا معكم في هذا البيت، بل والمسيح أيضا، أما من يترك الإيمان فقد خرج خارج هذا البيت.

 

الآيات 7، 8: "لِذلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ:«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ."

لكي نكون بيت الله يتوقف هذا على أن نتمسك بالإيمان والرجاء والحياة المقدسة في طاعة الله حتى النهاية. ثم اقتبس الرسول من مزمور 95 ونسب هذا القول للروح القدس الذي كان يتكلم على لسان داود (2صم23: 2) + (أع1: 16). ولنلاحظ أنه بالرغم من أمانة موسى هلك كثيرين من الشعب في البرية بسبب عصيانهم ولم يدخلوا أرض الراحة. والآن لو تقسَّت قلوبنا وتذمرنا وأنكرنا الإيمان كما فعلوا لن ندخل راحة المسيح وسنحرم من رعاية الله الفائقة. وكانت خطايا الشعب وقسوة قلبه قد ظهرت في المواقف التالية:

 1. عدم الثقة أن الله في وسطهم فتذمروا بسبب الماء وتذمروا على المن...

 2. الارتداد عن الله الحي وعبادة آلهة أخرى (كما حدث في موضوع العجل).

 3. إهانة الرب بعدم تصديق وعوده (في موضوع تجسس الأرض).

والآن إن كانت قلوبنا قاسية لا تتقبل عمل الكلمة الإلهي فيها سنحرم من الراحة المنتظرة.

اليوم = أي الحياة الحاضرة. ولنعلم أن حياتنا السابقة لا تشفع لنا والمستقبل ليس في أيدينا.

صوته = من يسمع صوت ابن الله يحيا (يو5: 25) فمن لا يسمع سيهلك كما هلك اليهود إذ رفضوه.

 

آية 9: "حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً."

بالرغم أنهم أبصروا أعمالي العجيبة معهم إلا أن قلوبهم كانت قاسية.

 

آية 10: "لِذلِكَ مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي."

يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ = أي يُخدَعون بإرادتهم بقلوبهم. فالشر والخير أمام الإنسان وهو بحريته ينحاز لأي منهم وإذا انحاز القلب لعمل الخير يرتاح الضمير. وإن اختار الشر اشتكى الضمير واحتج وتألم. ولاحظ قول إرمياء النبي أن "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس" (إر17: 9). القلب هنا يمثل شهوات وضعف الإنسان، وفي مقابل هذا هناك الضمير. فالضمير هو مرآة صوت الله في قلب الإنسان، ويظل الضمير معذبًا إلى أن تسعفه أعمال الإيمان وغسل وتطهير الضمير بروح الله ودم المسيح الذي يطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب9: 14) ويعيد إليه فرحته وراحته. وعلامة رِضى الله أن الإنسان يطلب التوبة في قلبه، وعلامة غضب الله أن الإنسان يهرب من التوبة ولا يسعى للمغفرة ويكره الاعتراف بالخطية.

لم يعرفوا سبلي = الله عمل معهم أعمال خَيِّرَة ومعجزات باهرة، وأنذرهم وأدبهم حين أخطأوا. ولكنهم لم يفهموا ولم يروا يد الله لأن قلوبهم كانت منشغلة بشرورهم لذلك يقول: "لا تقسوا قلوبكم" فالخطية تُقَسِّي القلب وتغلق الأذن والعين فلا نتعرف على أعمال الله. والله يعطي الإنسان بحسب اشتياقه فمن يطلب الأذن المفتوحة يعطيه الله أذنًا مفتوحة ويسكب من روحه في قلبه ويكشف له أسرار حكمته ونعمته.

 

آية 11: "حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي»."

وصلوا في قساوة قلوبهم إلى أن الله أقسم أن لا يدخلوا راحته. ولكن أية راحة التي يتكلم عنها المزمور. فالمرنم يطلب من شعبه أن لا يقسوا قلوبهم مثل الشعب في البرية فيخسروا الراحة. ولاحظ أن المرنم وشعبه الآن في أرض كنعان أرض الراحة. لذلك فالراحة التي ينتظرها هي المكان الذي يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد ويكون القلب في فرح وسلام بلا تعب حيث يمسح الله كل دمعة من العيون.

 

آية 12: "اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ."

التذمر على موسى حرمهم من أرض الميعاد أما التذمر على المسيح سيحرمنا من السماء.

 

آية 13: "بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ."

عظوا أنفسكم = الرسول يدعو لنهضة روحية لا يكف فيها الوعظ والتوجيه حتى تنكشف القلوب أمام كلمات المسيح فلا تهرب للضلال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فكلمة الرب تفضح الخطية.

كُلَّ يَوْمٍ = باستمرار. مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ = المعنى طالما أتى هذا اليوم (اليوم الذي نحيا فيه الآن) ونحن ما زلنا أحياء فلننتهز الفرصة لأننا ما زلنا أحياء، فمن يضمن أن نظل أحياء إلى الغد. غرُور = فالخطية تلبس ثوبًا مخادعًا لتبدو جذابة وهي بشعة ، الشيطان يُصَوِّر لنا فقط لذة الخطية ويخفي عن أعيننا الآلام والأحزان التي تعقبها. هكذا بدا لآدم أن الشجرة جيدة وهي قاتلة.

 

آية 14: "لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ."

صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ = في الجسد والدم، في حياته، في عطاياه بل سنرث معه نرث الله. ولكن كيف تستمر هذه الشركة؟ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ = أي نحتفظ بالإيمان الذي بدأنا به ثابت حتى نهاية حياتنا. ونحن صرنا شركاء المسيح أولًا في المعمودية ثم الإفخارستيا. على أننا نلاحظ من آية 13 أن الخطية تسبب قساوة القلب. ومن آية 14 نرى أن شرط الشركة مع المسيح هو الإيمان. فالخطية تلد عدم الإيمان، وبدون الإيمان لا غفران للخطايا، فهناك طريق واحد لغفران الخطايا ألا وهو دم المسيح الذي يُكَفِّر. وعدم الإيمان يجلب أيضا حياة شريرة إذ لا خوف من الدينونة. الخطية تخدع النفس وتجلبها إلى عدم الإيمان وعدم الإيمان يدفع للخطية وهكذا تدور الدائرة ليصل القلب إلى حالة قساوة. إذًا أيها المرتد احذر فإنك بهذا تندفع في طريق الانحدار للخطية والهلاك.

 

آية 15: "إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ»."

نجد هذه الآية تكرار للآية 7. وكأن الرسول في الآيات 8-14 يعلق على آية 7 ثم يذكرها ثانية للتشديد في آية 15 ثم يعلق عليها ثانية في الآيات 16-19.

 

آية 16: "فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.؟"

في الآيات 16–19 نستنتج أن عدم الإيمان وعدم الطاعة هو سر محنة الشعب الخارج من مصر. وبالتالي فنحن المسيحيين الذين أخرجنا المسيح من عبودية إبليس معرضين لنفس المصير إن تركنا الإيمان ولم نُطِع الوصايا. والارتداد عن المسيحية مثلما أراد اليهود المتذمرين أن يرتدوا إلى مصر.

 

آية 17: "وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟"

راجع (عد32:14-34) ومنه نفهم أن سبب آلامنا هو ابتعاد الله عنّا. والله يبتعد عنا بسبب الخطية. ونلاحظ أن مدة التجسس كانت 40 يومًا والله مقتهم 40 سنة أي أن كل يوم قابله سنة عقاب. ومن هنا نرى حجم العقاب الزمني.

 

آية 18: "وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟"

الله أقسم أن من خالفه ولم يطعه لن يدخل راحته. وعند العبرانيين فإن الله لو أقسم فالأمر قد وصل للذروة إما في هبة ستعطي لهم أو حرمان سيقع حتمًا لا محالة (راجع عب13:6، 14). لاحظ أن هذه الآيات موجهة للعبرانيين أي المؤمنين الذين يفكرون في الارتداد بسبب قسوة اضطهاد اليهود لهم.

 

آية 19:" فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ."

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات عبرانيين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/19-Resalet-3ebranieen/Tafseer-Resalat-Al-Ebranyeen__01-Chapter-03.html

تقصير الرابط:
tak.la/b23zdjp