St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

31- ما هو فكر الآباء في موت المسيح؟

 

س 23: ما هو فكر الآباء في موت المسيح؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* القديس أغناطيوس الأنطاكي:

قال: "نحن نؤمن أن اللَّه تألّـم بالجسد كالإنسان، وهو غير متألم كالإله، وذاق الموت بالجسد وهو غير مائت كالإله. فإذا سمعت أن اللَّه تألم عنا وأن المسيح اللَّه الكلمة مات لأجلنا، فإفهم أننا نوصل الطبائع إلى وحدانية اللاهوت والناسوت، ونسميها بهذا الاسم الواحد اللائق باللَّه، كما أنك أنت أيضًا من طبيعتين هما نفس وجسد، وتُسمى بهذا الاسم الواحد اللائق بالإنسان، ونفسك غير مائتة بالطبع... حقًا وُلِد المسيح، نما حقًا أكـل وشرب حقًا، صُلِب حقًا، تألم ومات وقُبر، وقام من الأموات. من آمن بهذا أنه هكذا فهو مغبوط، ومن ازدرى بهذا فهو غريب عن الحياة المغبوطة"(154).

 

* القديس أثناسيوس:

St-Takla.org Image: Saint Athanasius of Alexandria: Coptic Pope no. 20, Coptic fresco above His shrine (where a portion of his relics are preserved) under St. Mark's Cathedral - from the entrance under St. Mark Cathedral (Anba Rweis), Abbassia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا المعظم القديس الأنبا أثناسيوس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية العشرون، لوحة فريسكو قبطية حائطية أعلى رفاته المحفوظ أسفل الكاتدرائية - من صور مدخل تحت الكاتدرائية المرقسية الكبرى (الأنبا رويس)، العباسية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: Saint Athanasius of Alexandria: Coptic Pope no. 20, Coptic fresco above His shrine (where a portion of his relics are preserved) under St. Mark's Cathedral - from the entrance under St. Mark Cathedral (Anba Rweis), Abbassia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا المعظم القديس الأنبا أثناسيوس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية العشرون، لوحة فريسكو قبطية حائطية أعلى رفاته المحفوظ أسفل الكاتدرائية - من صور مدخل تحت الكاتدرائية المرقسية الكبرى (الأنبا رويس)، العباسية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

قال: "فلقد أدرك الكلمة جيدًا أنه لم يكن ممكنًا أن يقضي على فساد البشرية بأي طريقة أخرى سوى الموت نيابة عن الجميع. ومن غير الممكن أن يموت الكلمة لأنه غير مائت بسبب أنه هو ابن الآب غير المائت، ولهذا اتخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت حتى أنه عندما يتحد هذا الجسد بالكلمة الذي هو فوق الجميع، يصبح جديرًا ليس فقط أن يموت نيابة عن الجميع، بل ويبقى في عدم فساد بسبب إتحاد الكلمة به... لذلك قدّم للموت ذلك الجسد الذي اتخذه لنفسه كتقدمة مقدَّسة وذبيحة خالية من كل عيب. وببذله لهذا الجسد كتقدمة مناسبة، فأنه رفع الموت فورًا عن جميع نظرائه البشر" (تجسُّد الكلمة 9: 1)(155).

 وقال أيضًا القديس أثناسيوس: "فإنه هو نفسه يجب أن نعترف به متألمًا وغير متألم... تألم كإنسان وظل غير متألم ولا متغير كإله" (ظهور المسيح المحيي ـ مؤسسة القديس أنطونيوس ص 16)(156).

 كما قال: "أنا أعرفه أنه إله بالحقيقة من السماء غير متألم، وأنا أعرفه أنه من زرع داود بالجسد الناسوتي من الأرض المتألم، ولا أسأل بأي مثال هو متألم وغير متألم، هذا هو الواحد فقط هو اللَّه وهو إنسان"(157).

 

* القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات:

قال: "لم يتألم المسيح أيضًا بمثال فنطسة (أي خيال) في الجوع والعطش، والتعب من المشي في الطريق كما ظن قوم، بل تألم بالجسد بالحقيقة ونقول عن الآلام كما يجب أنها له لوحده، لأنه تألم بالجسد الذي يتألم، وهو بذاته لا يعرف ألمًا لأنه غير متألم كإله... جسد اللَّه الكلمة هو الذي تألم، وجوهر اللاهوت لم يخالطه الألم، الكلمة سُمّر بالجسد على الصليب، ولم يكن الكلمة خارجًا عن الجسد الذي تألم بإرادته، ولا كان غير راضي بالآلام التي نالت جسده، بل كان فرحًا بها"(158).

 

* القديس كيرلس الكبير:

شبّه آلام السيد المسيح بالحديد المحمّى بالنار، فمتى طُرق الحديد فهو الذي يتأثر أما النار فأنها لا تتأثر من الطَرق فيقول: "كيف يصبح الواحد نفسه غير متألم ومتألم في نفس الوقت؟ عندما يتألم في جسده لم يؤثر الألم في ألوهيته. هذا التدبير فائق ولا يستطيع عقل أن يسبر عمقه ومجده... نؤمن أنه تألم في جسده دون أن يتألم في لاهوته. وكل محاولة لتشبيه الإتحاد بين اللاهوت والناسوت مهما كانت قاصرة وعاجزة عن أن تعلن الحق وتشرحه فإنها مع ذلك تظل هذه التشبيهات قاصرة على أن تبعث في العقل قدرة على تصوُّر الحقيقة وإدراك دقتها التي تفوق التعبير بالكلمات. فقطعة من الحديد أو أي معدن آخَر إذا اتصلت بنار مشتعلة تتحد بالنار وإذا طُرقت يترك الطَرق آثارًا على المعدن، أما طبيعة النار فهي تظل بعيدة عن التأثر. وهكذا نعتقد بأن الابن تألّم بالجسد دون أن يتألم بلاهوته" (المسيح واحد 104)(159).

 وقال أيضًا: "أنه بسبب إتحاده بالجسد تألم بكل الإهانات لكنه احتفظ بما له من عدم الألم لأنه ليس إنسانًا فقط بل هو نفسه اللَّه. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آلام الجسد ورغباته غير الدنسة وكل الإهانات التي وجهها البعض، كل هذا احتمله هو لأنه كان موجهًا ضد جسده الخاص به. قد تألم دون أن يتألم"(160).

 كما قال القديس كيرلس الكبير أيضًا "نحن يا سادة نؤمن بالاتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الآلام تخص الناسوت، ولكنه غير قابل للألم كإله. وإن كان قد تجسد وصار مثلنا إلاَّ أننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق وعطاياه الإلهيَّة.

 ونحن نضع الإتحاد كأساس للإيمان، ونعترف بأنه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الآلام لأن عدم التألم من طبيعته. وعلينا الاحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت، ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الأخرى... هو نفسه إله متأنس، والآلام تخصّ الناسوت أي تخصّه هو، لكن من حيث هو إله هو غير قابل للآلام. هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي يجعلنا أتقياء، وهذه هي تعاليم الأرثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو"(161).

 

* القديس باسيليوس أسقف قيصرية:

قال: "هذه هي الأمانة التي نؤمن بها، أنه لم يُولَد بمثال بل بالحقيقة، ولم يتألم بمثال بل بالحقيقة، جاع وعطش ليس بمثال بل بحق، أكل وشرب مع العشارين والخطاة ليس بمثال بل بحق. كان يأكل ما يُقدّم له، أسلم ذاته أيضًا للصليب وسُمَّرت يداه وطُعن جنبه بحربة وخرج منه دم وماء... فإننا نؤمن أن الغير جسد تجسَّد، والغير متألم تألم... لا تخف الآن إذا سمعت أن اللَّه مات، ولا تفزع من الكُفّار المخالفين الغير فاهمين الدين، الذين يقولون كيف يموت الغير مائت. إنما عرفناه أنه غير مائت لمّا مات بالجسـد وقام، فلو لم يكن غير مائت ما أقام جسده، وكـان بقـى في المقبرة إلى الانقضاء"(162).

 

* البابا ديسقورس:

البابا ديسقورس يقول "إنني أعرف تمامًا إذ نشأت في الإيمان أن الابن المولود من الآب بكونه اللَّه، هو بنفسه مولود من مريم كإنسان، أنظره يسير على الأرض كإنسان، وخالق الطغمات الإلهيَّة كإله، نراه نائمًا في السفينة كإنسان وسائرًا في البحر بكونه اللَّه، نراه جائعًا كإنسان ويهب الطعام كإله، نراه عطشانًا كإنسـان ويروي الظمآن بكونه اللَّه، تجده مجرَّبًا كإنسان ويخرج الشياطين بكونه اللَّه، وهكذا في أمور كثيرة مشابهة"(163).

 

* القديس يوحنا الدمشقي (675 – 749م):

يقول: "إذًا فإن كلمة اللَّه نفسه قد احتمل الآلام في جسده، بينما طبيعته الإلهيَّة ـ التي لا تتألم ـ ظلّت وحدها عديمة الألم... فإن النفس البشرية التي هي قابلة الآلام عندما يُجرَح الجسد، ولو كانت هي لا تُجرَح، فهي تشارك الجسد أوجاعه وآلامه. وأعلم بأننا نقول أن اللَّه يتألّم في الجسد ولا نقول أبدًا أن اللاهوت يتألم في الجسد" (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي 69)(164).

 وقال أيضًا: "إذًا فإن المسيح، ولو كان قد مات بصفته إنسانًا وكانت نفسه المقدَّسة قد انفصلت عن جسده الأطهر، لكن اللاهوت ظـل بلا انفصال عن كليهما، لا عن النفس ولا عن الجسد، وأقنومه الواحد لـم ينقسم بذلك إلى أقنومين. لأن الجسد والنفس منذ ابتدائهما قد نالا الوجود في أقنوم الكلمة بالطريقة نفسها، وفي انفصال أحدهما عن الآخَر بالموت، ظل كل منهما حاصلًا على أقنوم الكلمة الواحد، حتى أن أقنوم الكلمة الواحد ظل أقنوم الكلمة والنفس والجسد، فإن النفس والجسد لم يحظيا قط بأقنوم خاص لكل منهما خارجًا عن أقنوم الكلمة، وأن أقنوم الكلمة ظل دائمًا واحدًا ولم يكن قط اثنين، حتى أن أقنوم المسيح دائمًا واحد. وإذا كانت النفس قد انفصلت عن الجسد انفصالًا مكانيًا فقد ظلت متحدة به اتحادًا أقنوميًا بواسطة الكلمة" (المئة مقالة 71)(165).

 

* القديس ساويرس أسقف الأشمونين:

وهو من القرن العاشر الميلادي.  يقول: "المسيح من جهة إنسانيته وتأنسه قابل للألم والعرض والتأثير والموت. ومن جهة أزليته ولاهوته غير ملموس وغير محسوس ولا يتألّم ولا مائت... كالنفس المتحدة بالجسم أو كالنار المتحدة بالحطب. فإن الجسم يوصف بالموت والفساد والاستحالة وقبول التأثير والتجزؤ والانفصال والحلول في الأماكن... وكذلك النفس لا توصف بأنها قُتِلت ولا مائت ولا جاعت ولا عطشت وإن كانت تتحد بالجسم الفاسد، المائت الجائع العطشان"(166).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(154) اعترافات الآباء ـ طبعة دير المحرق سنة 2002م ص 24، 25.

(155) ترجمة د. جوزيف موريس فلتس ص 23، 24.

توضيح من الموقع: كان مكتوبًا: تجسُّد الكلمة 9: 11، ولكن السليم هو تجسُّد الكلمة 9: 1.

(156) أورده القس عبد المسيح بسيط في كتابه "إن كان المسيح إلهًا فكيف تألم ومات؟" ص 13.

(157) اعترافات الآباء ص 49.

(158) المرجع السابق ص 142.

(159) أورده القس عبد المسيح بسيط في كتابه: "إن كان المسيح إلهًا فكيف تألم ومات؟" ص 35، 36.

(160) شرح تجسُّد الابن الوحيد ص 66.

(161) المرجع السابق ص 70.

(162) اعترافات الآباء ص 77.

(163) غريغوريوس بهنام مطران بغداد ـ البابا ديسقوروس ص 152، 153.

(164) أورده القس عبد المسيح بسيط في كتابه "إن كان المسيح إلهًا فكيف تألم ومات؟" ص 34.

(165) أورده القس عبد المسيح بسيط في كتابه "إن كان المسيح إلهًا فكيف تألم ومات؟" ص 61.

(166) المرجع السابق ص 34.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/jesus-death-patristic-view.html

تقصير الرابط:
tak.la/8ydf9gw