St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   new-year
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

12- لوم النفس يفتح أبواب الكمال والنمو

 

9- يفتح أبواب الكمال والنمو

لوم النفس يساعد على التقدم في الحياة الروحية. لأن كل شيء يلوم الإنسان نفسه عليه يحاول أن يتخلص منه، ويتنقَّى منه، وهكذا يتقدم في حياته الروحية وينمو.

كذلك يلوم نفسه في فضائله، مقارنًا إياها بمستويات أعلى.

كل فضيلة يمارسها، بدلًا منه... نراه يقارن حالته بما وصل إليه القديسون في هذه الفضيلة، فيرى أنه لا شيء إلى جوارهم، وأن كل ما فعله تافه وبسيط، ولا يقاس بتلك القمم العالية... فيلوم نفسه ويدفعها إلى قدام نحو الكمال، فينمو... وهكذا كان يفعل القديس بولس الرسول إذ يقول: ليس إني نلت أو صرت كاملًا ولكني أسمع لعلي أرك... أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت، ولكني أفعل شيئًا واحدًا... ونسأله ما هو؟ فيجيب:

أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام (في 3: 12، 13).

St-Takla.org Image: St Paul Preaching in Athens (Areopagus sermon) - Raffaello Sanzio - Religious Painting Art - 1515 - Tempera on paper, mounted on canvas, 390 x 440 cm - tapestry - Victoria and Albert Museum, London صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس الرسول بولس وهو يعظ في أثينا (عظة أريوس باغوس)، رسم الفنان رافايلو سانزيو سنة 1515، زخرفة على ورق بمقاس 390×440 سم، نسيج، محفوظة في متحف فيكتوريا وألبرت، لندن

St-Takla.org Image: St Paul Preaching in Athens (Areopagus sermon) - Raffaello Sanzio - Religious Painting Art - 1515 - Tempera on paper, mounted on canvas, 390 x 440 cm - tapestry - Victoria and Albert Museum, London

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس الرسول بولس وهو يعظ في أثينا (عظة أريوس باغوس)، رسم الفنان رافايلو سانزيو سنة 1515، زخرفة على ورق بمقاس 390×440 سم، نسيج، محفوظة في متحف فيكتوريا وألبرت، لندن

لا يقصد أنه ينسي الخطايا التي في الماضي، فقد كان يذكر دائمًا أنه كان مضطهدًا للكنيسة... إنما هو ينسي كل الفضائل التي أتقنها من قبل، لكي يمتد إلى ما هو قدام، ساعيًا نحو الغرض. وفي كل فضائله كان يلوم نفسه بعبارة "لست أحسب نفسي أني قد أدركت".

لهذا السبب، كانا القديسون يعترفون بأنهم خطاة.

وهذه حقيقة واضحة ندركها كلما تأملنا في بستان الرهبان، أو سير القديسين، أو صلواتهم: يعترفون باستمرار أنهم خطاة، بل ويبكون على خطاياهم... ونسأل أنفسنا ماذا كانت خطايا القديسين، وهم في ذلك السمو؟ إنها ليست فقط خطايا الماضي التي غفرها الرب لهم: إنما بالأكثر، نظرهم إلى الفارق الكبير الذي بينهم وبين الكمال المطلوب، فيقول كل منهم مع الرسول:

لست أحسب نفسي أني قد أدركت (في 3: 13).

وهكذا بلوم النفس على حالتها، كان القديسون يمتدون نحو الكمال...

أما الذي لا يلوم نفسه، أو يرضى بحالته التي هو فيها، فإنه قد يعيش جامدًا مجمدًا في الوضع الذي هو فيه، لا يتحرك منه إلى قدام.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لا يفكر في وضع أفضل، ولا يسعى إلى درجة أعلى، لأنه راض عن نفسه بما قد وصل إليه..!

مثل الذي استقر على مجموعة من المزامير يصليها، وانتهى به الأمر عند هذا الحد دون أن يفكر في إضافة شيء، ودون أن يفكر في عُمق الصلاة، وحرارتها وما يمتزج بها من حب وإيمان واتضاع... والامتداد أعلى يُعَمِّق صلته بالله أكثر..!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ليتنا في آخر هذا العام

نجلس إلى ذواتنا، ونفكر في خطايانا، ونلوم أنفسنا على عيوبنا ونقائصنا، ونقارن ما وصلنا إليه بالمستويات العليا التي وصل إليها القديسون... ولا نعذر أنفسنا مهما كانت الظروف، بل نبعد عن تبرير الذات، لأن هذا لا يرضي الله، ولا ينقينا، ولا يقودنا إلى التوبة...

وفي كل ذلك نربط لوم النفس بفضيلة هامة جدًا وهي: .


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-year/perfection.html

تقصير الرابط:
tak.la/7tygfd9