St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   monuments
 
St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   monuments

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أقدس الآثار المسيحية وأماكن وجودها - مليكة حبيب يوسف، يوسف حبيب

6- ملابس الرب يسوع المسيح

 

ورد ذكر القميص الذي اقترعوا عليه في الكتاب المقدس، وكان ذلك إتمام للنبوة: "يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون، مز 22: 18. ولا يزال هذا القميص موجودًا ومعه ملابس أخرى تقدست بالمسيح إلهنا.

حسب عادة اليهود، لابد أن كان للسيد المسيح له المجد قميص بدون خياطة، ورداء فوقه يشبه الزِّي الذي يرتديه الكهنة، وأخيرًا رداء خارجي يسهل خلعه، ولا يلبس في داخل المنازل. والأمر الذي يعتبر مؤكدًا هو أن الرب يسوع المسيح لم يكن يرتدي كل هذه القطع أثناء آلامه، وأنه لبس في مناسبتين الرداء الأبيض أمام هيرودس، والرداء القرمزي أمام بيلاطس والشعب اليهودي.

ويوجد في كل من مدينتي تريف وارجونتاي Trêves & Argenteuil قميص يقال أنه لربنا يسوع المسيح. وتعتقد المدينتان أن كلاهما يملك القميص الذي بدون خياطة. ولكن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن هذين القميصين يمكن أن يكونا حقيقيين. فمن المؤكد أن القميص الطويل المحفوظ والمكرم في مدينة تريف يختلف عن ذلك الموجود في مدينة "ارجونتاي" والأول هو الذي وصل أولًا إلى أوروبا لأنه هو الذي أرسلته الملكة هيلانة نفسها إلى آفيليوس أسقف تريف.

St-Takla.org Image: Jesus Mocked: Ecce Homo (Behold the man, Passion of Jesus, The Red Robe) (John 19: 5), painting by Philippe de Champaigne (image 2), oil on canvas, 17th century, Musée national de Port-Royal des Champs. صورة في موقع الأنبا تكلا: الاستهزاء بيسوع: "هوذا الإنسان" (من آلام السيد المسيح، الرداء) (يوحنا 19: 5)، لوحة للفنان فيليب دي شامبين (صورة 2)، زيت على قماش، القرن السابع عشر، المتحف الوطني لبورت رويال دي شامب، الإيفلين، فرنسا.

St-Takla.org Image: Jesus Mocked: Ecce Homo (Behold the man, Passion of Jesus, The Red Robe) (John 19: 5), painting by Philippe de Champaigne (image 2), oil on canvas, 17th century, Musée national de Port-Royal des Champs.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الاستهزاء بيسوع: "هوذا الإنسان" (من آلام السيد المسيح، الرداء) (يوحنا 19: 5)، لوحة للفنان فيليب دي شامبين (صورة 2)، زيت على قماش، القرن السابع عشر، المتحف الوطني لبورت رويال دي شامب، الإيفلين، فرنسا.

وليس بالمُستغرب أن تكون مدينة تريف لا تستطيع أن تقدم مستندات مكتوبة تقرر الحقيقة يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الثاني عشر. وكلنا يعرف المحن التي تعرضت لها تلك المدينة أثناء غزو البربر، بالأخص في القرن الخامس، وقد تنوع مرات عديدة على ملكية هذه المدينة، وكانت دائمًا هي الضحية. ولكن التقاليد كلها متفقة على حقيقة هذه الآثار.

ويوجد في كنيسة تريف أثر من العاج من أيام انحلال الإمبراطورية الرومانية يمثل إدخال الآثار إلى مدينة تريف واستلام الملكة هيلانة لها. في سنة 1196 كان الأسقف يوحنا يشرف على العمل في الكاتدرائية، ووجد الصندوق الذي كان يحتوي على الرداء المقدس. ومنذ ذلك الحين وحتى سنة 1512 ظل تحت الهيكل دون أن يراه الناس، ثم بعد جهد كبير من سنة 1512 إلى سنة 1810 عاد إلى تريف بعد أن كان قد أبعد عنها لمدة قرن من الزمان، وفتح الصندوق ووضع في غرفة الآثار.

من الواضح أن الأثر حقيقي. لون الرداء من الداخل داكن أكثر من الخارج، يميل إلى البياض في بعض الأجزاء، ويميل إلى الرمادي في باقي الأجزاء، وليس به أية خياطة. ولكن الظهر قد غطى بالقطن لأن النسيج كان يتهرأ في أماكن كثيرة وكانت الخيوط تتدلى (تنسل). والخيوط رفيعة جدًا، الطول 1,55 متر، الكم 73 سم، العرض من أسفل القميص 1,16 متر. وعندما عرض هذا الأثر في سنة 1810، جاء إليه أكثر من مائتي ألف زائر.

أما عن القميص الموجود في ارجونتاي، Argenteuil، وتقع بالقرب من باريس، فكان موضع اهتمام الناس منذ أيام اغريغوريوس من "تور" Tours الذي كتب عن تاريخه منذ البدء. يقول أن هذا القميص قد أشتراه المؤمنون وحملوه إلى بلدة في غلاطية بآسيا الصغرى تبعد مسافة 150 ميلًا من القسطنطينية. وكان الأثر محفوظًا في كنيسة رؤساء الملائكة، في قبو سرّي داخل صندوق من الخشب، ومن هناك نقل إلى يافا حتى يكون في مأمن من هجمات الفرس الذين غزوا أرمينيا وآسيا الصغرى في سنة 590 وهدموا الكنائس. وفي سنة 594 حمل ثلاثة بطاركة هذا القميص إلى أورشليم، وهم أغريغوريوس الأنطاكي، وتوماس الأورشليمي ويوحنا من القسطنطينية، مع جمع غفير في احتفال على كبير. وبعد عشرين سنة أخذه "كسرى" ملك الفرس وحمله إلى بلاده. ثم استرجعه هرقل سنة 627م وحمله إلى القسطنطينية ثم إلى أورشليم، ثم أعيد أخيرًا إلى القسطنطينية ليكون في أمان أكثر. وعندما أرسلت الإمبراطورة ايرين هدايا ثمينة إلى الإمبراطور شارلمان، كان ضمن هذه الهدايا القميص بدون خياطة. وكان لشرلمان أخت تدعى جيزيل كانت تقيم بدير في ارجونتاي. وترهبت تيودراد ابنة شارلمان في نفس الدير، وجعلها الإمبراطور رئيسة الدير. وإذا كان يحب جدًا هذه الأميرة، نقل من أجلها الأثر النفيس رسميًا إلى هذا الدير في 13/8 / 800.

وللأسف طرأت لكاهن أرجونتاي فكرة تقسيم القميص إلى أجزاء كثيرة، فمن الصعب اليوم تجميعه إلى حالته الأولى. ولكن الأوصاف القديمة تقول أنه كان بنفس شكل القميص الموجود في تريف، ولكنه أقصر قليلًا. وكانت مادة القميص من وبر الجمال، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهو منسوج كل ثلاثة خيوط في ملليمترين من فوق إلى أسفل على آلة نسيج بسيطة جدًا، بنصف كم ويصل إلى أسفل الركبة. هذا عن القميص الذي قسمه كاهن أرجونتاي إلى قطع صغيرة.

ويبدو مؤكدًا أن تريف تمتلك الرداء الطويل الذي يلبس من فوقه، المنسوج من الكتان الرفيع المزَّين بالرسومات، وهذا بخلاف القميص الآخر السابق الإشارة إليه والذي لا يزال سليمًا. ويبدو مؤكدًا أن أرجونتاي تمتلك القميص الأقصر بدون خياطة المنسوج بطريقة بدائية من وبر الجمال وكلاهما قد لبسهما ربنا يسوع، ولكن الأخير هو ما كان يلبسه عند الجلجثة.

والمعتقد أنه يوجد في موسكو إحدى أردية الرب يسوع المسيح، ويحتمل أنها كانت جزءًا من الرداء الخارجي. ويوجد في أماكن كثيرة أخرى بقايا من ملابس ربنا يسوع المسيح: في "سان براكسيد" وفي "سانروس" وفي روما، كما أنه يوجد في البندقية جزء من الرداء الأبيض الذي كان الرب يسوع المسيح يلبسه أمام هيرودس، وفي كنيسة "سان فرنسوادي فيليبو انياني" في ايطاليا، وفي كنيسة "سان جان دي لاطران" Saint Jean de Latran بروما، وفي كنيسة "سانت ماري ماجور" Santa Maria Maggiore بروما أجزاء من الرداء القرمزي الذي ألبسوه للرب يسوع المسيح في قصر بيلاطس. وبالتأكيد لم يصل إلينا كل شيء عن ملابس الرب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/monuments/clothing.html

تقصير الرابط:
tak.la/567jttd