St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   new-heresies
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب بدع حديثة - البابا شنوده الثالث

2- محاربة العقوبة ومتطلبات العدل الإلهي

 

1

محاربة العقوبة ومتطلبات العدل الإلهي

 

يقول أحدهم "الله لا يقتص من أحد، لا يقتل أحدًا".

"إنما الإنسان يقتص من نفسه، يميت نفسه".

"نعم إن الله يخير الإنسان بين الحياة والموت. والإنسان بحريته قد اختار الموت. ولكنه دائمًا يعكس انفعالاته ومعاناته، ناسبًا إياها إلى الله نفسه كقاض مرعب..".

* ولكن هذه العبارة تحمل العديد من المغالطات، على الرغم من أن الكاتب ينسبها إلى (لويس إفلي) صاحب الفكر مخطئ. وناشر الفكر الخطأ مخطئ بنشره للخطأ دون أن يرد عليه...

فالله قد عاقب كثيرين، منذ البداية في سفر التكوين.

عاقب آدم وحواء والحية (تك 3) وعاقب قايين (تك 4) وعاقب العالم القديم بالطوفان (تك 6، 7). وعاقب أهل سادوم بحرق المدينة (تك 19) وعاقب بناة برج بابل (تك 11) مع عقوبات كثيرة في سفر التكوين، وفي أسفار أخرى.

ولكن مؤلف الكتاب الذي يقول إنه "أغنسطس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" يقول تعليقًا على هذه العقوبات الواردة في سفر التكوين:

 * "كاتب سفر التكوين ينسب إلى الله عقوبة الإنسان ومعاناته، كما لو كانت انتقامًا من الله لكرامته، من هذا المخلوق الذي أهانه! ولكن حاشا.

 عبارة "كاتب سفر التكوين" ومهاجمته بأنه ينسب إلى الله ما لم يفعل! يدل على عدم إيمان الكاتب بأن سفر التكوين موحى به من الله!! بينما يقول القديس بولس الرسول عن الكتاب المقدس: "كل الكتاب موحى به من الله، ونافع للتعليم.." (2 تى 3: 16). ويقول القديس بطرس الرسول عن الكتب الإلهية "لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2 بط 1: 21).

فإن كان مؤلف الكتاب لا يؤمن بأن سفر التكوين موحى به من الله، لا يكون مسيحيًا، ولا حتى يهوديًا. ولا يكون (قارئًا) في الكنيسة.

وإن كان يؤمن بأن سفر التكوين موحى به من الله، إذن لا يستطيع أن يقول إن الله لم يعاقب أحدًا...

فالذين ماتوا بالطوفان، لم يميتوا أنفسهم، بل أماتهم الله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

والذين احترقوا في سادوم، لم يحرقوا أنفسهم، بل أحرقهم الله.

والذين تبلبلَت ألسنتهم في بابل، لم يبلبلوا هم ألسنتهم، إنما عاقبهم الله بذلك على كبريائهم.

أما إذا قال إن غرقى الطوفان وحرقى سادوم، تسببوا بتصرفاتهم في موتهم. نقول إن موتهم هو حكم من الله الذي حكم بأن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23).

 والله هو الذي قال للإنسان في سفر التثنية "أنظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر... فاختر الحياة لكي تحيا" (تث 30: 15، 19).

فإن كان الإنسان بحريته قد اختار الموت. فإنما أختار قصاص الله على الخطية بالموت.

فكيف يقال إذن إن الله لا يقتص من أحد، ولا يميت أحدًا؟!

St-Takla.org Image: Crucifixion: Christ on the Cross, Virgin Mary, Mary Magdelene, Saint John and Saint Francis of Paola (image 1) - painting by Nicholas Tournier (N. Tournieres), circa 1635, oil on canvas, Height: 422 cm (13.8 ft); Width: 292 cm (114.9 in), Department of Paintings of the Louvre, Room 825 - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الصلب: السيد المسيح على الصليب وبجانبه: القديسة مريم العذراء، القديسة مريم المجدلية، القديس يوحنا الحبيب، القديس فرنسيس الباولي (فرنسيس من باولا) (صورة 1) - رسم الفنان نيكولاس تورنيه، 1635 م. تقريبًا، زيت على قماش بمقاس 442×292 سم. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014.

St-Takla.org Image: Crucifixion: Christ on the Cross, Virgin Mary, Mary Magdelene, Saint John and Saint Francis of Paola (image 1) - painting by Nicholas Tournier (N. Tournieres), circa 1635, oil on canvas, Height: 422 cm (13.8 ft); Width: 292 cm (114.9 in), Department of Paintings of the Louvre, Room 825 - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الصلب: السيد المسيح على الصليب وبجانبه: القديسة مريم العذراء، القديسة مريم المجدلية، القديس يوحنا الحبيب، القديس فرنسيس الباولي (فرنسيس من باولا) (صورة 1) - رسم الفنان نيكولاس تورنيه، 1635 م. تقريبًا، زيت على قماش بمقاس 442×292 سم. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014.

* يعود المؤلف فيقول: "إن نتيجة الخطية - أي العودة إلى العدم إلى التراب بالموت كانت نتيجة طبيعية بحسب الناموس الكوني الذي وضعه الله إن "أجرة الخطية موت". ولكن ليس الله هو العشماوي منفذ الأحكام، بل الإنسان هو عشماوي نفسه، وهو يقتل نفسه بخطيئته".

* وهذا التهكم في استعمال كلمة (عشماوي) لا يليق بالحديث عن الله. لأن الله بلا شك هو المنفذ للحكم، وإن كانت خطيئة الإنسان هي السبب. فالإنسان هو المتسبب، ولكن الله هو المنفذ.

أما عبارة يعود الإنسان إلى العدم، فهي معتقد شهود يهوه.

فهل يؤمن المؤلف بمعتقد شهود يهوه هذا؟! أما قوله "يعود إلى العدم إلى التراب" فالتراب ليس عدمًا من جهة. ومن جهة أخرى: بعد هذا التراب تكون القيامة وحياة الدهر الآتى. وليس في هذا عدم!

ويعود المؤلف فيقول: "إن الله -الذي هو حب وعطاء كله- لا ينتج شرًا ولا موتًا"!!

* إذن من بيده الموت؟

إن الحياة والموت بيد الله. هو يميت ويحيي.

"له مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ 1: 18). وهو الذي قال في سفر التثنية "أنا أميت وأحيي" (تث 32: 39). وهو الذي يصدر الحكم بالموت، كما قال "النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 18: 20). فهل حقًا إن الله لا يقتص من أحد؟! عندما أرسل ملاكه فضرب هيرودس فمات، لأنه لم يعط مجدًا لله (أع 12: 23). هل لم يكن يقتص من أحد. وإن قلت إن هيرودس قد تسبب بكبريائه في موت نفسه، فمعنى ذلك أنه عرُض نفسه لحكم الله بالموت...

إن الموت هو حكم الله منذ آدم، إذ قال الرب له: يوم تأكل من الشجرة موتًا تموت" (تك 2: 17).

إذن عقوبة الله وقصاصه كانا منذ البدء، منذ آدم.

يقول المؤلف "إن قصة الخطية الأصلية توضح أن آدم قد تعرى من النعمة بمجرد الأكل. وهذا هو الموت الروحي".

* وتعريته من النعمة ألم تكن عقابًا؟ أي أن نعمة الله قد فارقته...

ويزداد المؤلف تطورًا أو تورطًا في رفض العقوبة الإلهية فيقول:

إن الله برئ من هذا الظلم الذي ينسب العقوبة إليه!!

* عجيب هذا الأمر!! ألم يعاقب الله داود على وقوعه في الزنا والقتل (2 صم 12)؟! ألم يعاقب الله موسى بعدم دخول أرض الموعد (تث 3: 23-27)؟! ألم يعاقب شاول الملك، فقيل عنه "وفارق روح الرب شاول، وبغته روح رديء من قبل الرب" (1 صم 16: 14)؟! ألم يعاقب قورح وداثان وأبيرام، ففتحت الأرض فاها وابتلعتهم (عد 16: 32)؟! ألم يعاقب الرب بني إسرائيل على ضلالهم، ودفعهم إلى سبى بابل؟ (2 مل 21: 12-14).

* ويعّلق المؤلف على عقوبات العهد القديم بقوله:

"هكذا فهم كّتاب العهد القديم العدالة، كما فهمها التلاميذ حينما طلبوا من الله أن ينزل نارًا على من لم يقبلوه!!

* وعبارة "كّتاب العهد القديم" تعني عدم إيمانه بوحي الكتب المقدسة التي للعهد القديم...

عجيب أن هؤلاء الناس يفرضون فكرهم على الكتب المقدسة وينتقدون أسفار الكتاب التي لا توافقهم، وكأنها من صنع البشر!!

ويحاول المؤلف أن يتحدث عن محبة الله في إزالة العقوبة، فيتمسك بقولنا في القداس الغريغوري:

حوَّلت لي العقوبة خلاصًا...

* ولكن هذه العبارة مع حديثها عن خلاص الله، إلا أنها تثبت في نفس الوقت أنه كانت هناك عقوبة. وطبعًا هذه العقوبة كانت صادرة من الله. وأنها احتاجت إلى عمل الفداء.

ومع أن هذا الفداء ترمز إليه ذبائح العهد القديم، إلا أن المؤلف لم يفهم هذه الذبائح في معناها الرمزي فيقول في تهكم:

* "أية مسرة أسألكم في رؤية الذبح وإسالة الدماء التي تصعب رؤيتها إلا من إله سادٍ قاسٍ لا يسكت إلا إذا أنتقم من عدوه؟!”.

والشخص السادي هو الذي يتلذذ بالعنف. وهنا يسأل المؤلف "هل هذا هو الآب السماوي؟! حاشا، إن القراءة السريعة لذبائح اللاويين قد يفهم منها هذا الفهم الخاطئ.."

عجبًا. هل المؤلف لا يعتبرها سادية وقسوة أن يأكل هو لحمًا بإسالة دماء هذه الحيوانات. بينما يعتبر السادية والقسوة إن كانت تلك الدماء ترمز إلى دم المسيح في فدائه للبشرية.

يعوزني أن أشرح له هذا المعنى، حتى لا يعتبر الله ساديًا يتلذذ بإسالة الدماء...

والعجيب أن المؤلف يعتمد على كتابات المُلحدين الذين تأثر بهم! ويقدم تلك الكتابات لإثبات فكره ضد العقوبة.

* فيقول إن الإلحاد المعاصر نادى بحرية الإنسان وكرامته في مواجهة إله سادي صَوَّرهُ المسيحيون -ولو عن غير قصد- كما لو كان يريد القصاص لكرامته دائمًا... إرغام الإنسان على حبه قسرًا إن أراد الحياة. لذلك نادى نيتشه الفيلسوف الملحد بأن الله قد مات ليتحرر الإنسان.

ويكرر وصف الله بالسادية. ويتمثل "بما دعاه مونييه بالسادية اللاهوتية وقد وصفها بأنها إذلال الوضع البشري"!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العدل والتأديب:

إن عدل الله يقتضى بأنه لا يساوى بين البريء والمذنب. ويقتضى أن يثاب البريء ويعاقب المذنب. وقيل عنه في المجيء الثاني:

"يجازى كل واحد حسب أعماله" (مت 16: 27)

وقيل "الذي يحبه الرب يؤدبه... فأي ابن لا يؤدبه أبوه؟! ولكن إن كنتم بلا تأديب... فأنتم نغول لا بنون" (عب 12: 6-8). وقد عاقب الرب عالي الكاهن لأنه لم يؤدب أبناءه (1 صم 3).

وإن لم توجد العقوبة، يقاد الناس إلى الاستهتار.

وإن لم يتصف الله بالعدل، يكون هذا نقصًا فيه، حاشا!

والذي يحيا بالبر، لا يخاف من عدل الله، بل يسر به.

أخيرًا: لم اذكر اسم من نشر الأخطاء السابقة وغيرها، لأعطيه فرصة للتوبة. ومَنْ له أذنان للسمع فليسمع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-heresies/anti-punishment.html

تقصير الرابط:
tak.la/4j6xqt5