St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   007-Short-Stories
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي

293- قصة: شكرًا... شكرًا!

 

في زيارتي لمدينة ملبورن باستراليا في أغسطس 1996 استرعى انتباهي وجود سمكة ذات لون جميل في إناء زجاجي. كانت السمكة لا تتوقف عن الحركة. بين الحين والآخر ترتفع نحو سطح الماء.

إذ رأيت هذا المنظر تذكرت قصة كلمة "شكرًا" التي كانت تعيش حزينة في فم الفتى الصغير مجدي. كانت تشتهي هذه الكلمة أن تتحرك في فمه لتصعد على شفتيه، وينطق بها مجدي دائمًا، فتستنشق الهواء، وتحيا وتتقوى. لكن مجدي اعتاد أن يكون غير شاكرٍ لأحد. في جفافٍ وضع كلمة " شكرًا" على الرف في فمه، ولم يسمح لها أن تتحرك على شفتيه. إذ بقيت الكلمة بلا حركة، أصيبت بهزالٍ شديدٍ يومًا فيومًا حتى كادت أن تموت!

وإذ كان لمجدي أخ أكبر يدعى "سامي،" كان رقيق الطبع جدًا، شاكرًا لكل أحد. كانت كلمة "شكرا" التي في فمه تصعد على شفتيه على الدوام، وتستنشق الهواء، فصارت تنمو وتكبر يومًا فيومًا.

إذ جلس الأخّان على المائدة للإفطار لاحظت كلمة " شكرا" التي في فم سامي انهيار أختها التي في فم مجدي، فقدمت لها دعوة أن تأتي إليها لزيارتها كي تستجم وتجد فرصتها لاستنشاق الهواء. بسرعة البرق قفزت كلمة "شكرا" من فم مجدي على المائدة ومنها إلى فم سامي حيث جلست مع أختها، وتهللت الكلمتان معًا، وانطلقتا على فم سامي.

St-Takla.org Image: A fish with Ribbon صورة في موقع الأنبا تكلا: سمكة مع شريط

St-Takla.org Image: A fish with Ribbon.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سمكة مع شريط.

كلما قدمت الأم طعامًا أو شرابًا كان الفتى مجدي يأكل ويشرب وهو في عبوسة، أما سامي فكان يقول لأمه " شكرًا... شكرًا!"

لاحظت الأم وأيضا الأب كما الأصدقاء أن سامي يكرر كلمة "شكرًا" مرتين في عذوبة ورقة، بينما لا ينطق مجدي بالكلمة قط.

طلبت كلمة شكرا التي كانت في فم مجدي أن تبقى في ضيافة أختها التي فم سامي حتى تستعيد صحتها، وبلطف شديد وحنان استضافتها الأخت أيامًا.

بدأ مجدي يلاحظ جفاف معاملاته مع والديه وأصدقائه وزملائه، ولاحظ أن أخاه سامي يكرر دومًا كلمة شكرًا مرتين بابتسامة لطيفة وعذوبة. حاول أن يتمثل بأخيه لينطق بالكلمة، فلم يستطع لأنها غادرت فمه، وحمل في طبعه الجحود.

← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Thanks.. Thanks.

جلس مجدي في حجرته الخاصة يراجع نفسه، وأدرك فقدانه لكلمة شكرًا، الأمر الذي أفقده الكثير. رفع قلبه نحو اللَّه خالقه، وصرخ:

"هب لي يا رب حياة الشكر عوض الجحود،

فترجع كلمة شكرًا إلى فمي كما إلى قلبي.

أشكرك على كل حال،

وأشكر كل من هم حولي!

هب لي بروحك القدوس الحب مع اللطف،

ومع اتساع القلب الكلمة العذبة،

فأصير شاهدًا حيًا لإنجيلك يا كليّ الحب!"

تهللت كلمتا الشكر اللتان في فم سامي، واستأذنت الكلمة التي كانت قبلًا في فم مجدي، وقفزت لتعود إلى فم صاحبها، لا لتكون مشلولة الحركة، تُوضع على الرف، بل تصعد دومًا على فم مجدي وتمارس عملها العذب!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

* مترجمة بتصرف.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/007-Short-Stories/Short-Stories-0293-Thanks.html

تقصير الرابط:
tak.la/r7zv3wn