St-Takla.org  >   faq  >   faith
 
St-Takla.org  >   faq  >   faith

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة

"اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ": دليل قرآني على الخطية الأصلية الجديَّة

سؤال: قرأت في أحد مقالاتكم التي تتحدث عن الخطية الجدية الأصلية استشهادًا بالآية القرآنية "اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ" (سورة الأعراف 24)، بان الحديث "اهبطوا" وليس "اهبطا" هو لآدم وحواء والشيطان ونسل آدم، ولكن هذا خطأ، لأن "اهبطوا" المقصود بها هو آدم وحواء والحية (الشيطان)، وليس آدم وحواء فقط.  وهذا ينقض فكرة الدعوى بأن تلك الآية تنادي بموضوع الخطية الأصلية التي تدَّعونها!

 

St-Takla.org Image: Christ in Limbo, saving Adam and his sons, fresco painting by Fra Angelico, between 1441-1442, Height: 183 cm (72 in); Width: 166 cm (65.3 in), Cell 31, (details 2) - Museum and Convent of St. Mark Church (Basilica di San Marco), Florence (Firenze), Italy. It dates back to the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 3, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فريسكو حائطية تصور السيد المسيح عندما نزل إلى الجحيم لكي يخلص آدم وبنيه، رسم الفنان فرا أنجيليكو في الفترة ما بين 1441-1442، لوحة بمقاس 183×166 سم، في القلاية رقم 31 (تفاصيل 2) - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: Christ in Limbo, saving Adam and his sons, fresco painting by Fra Angelico, between 1441-1442, Height: 183 cm (72 in); Width: 166 cm (65.3 in), Cell 31, (details 2) - Museum and Convent of St. Mark Church (Basilica di San Marco), Florence (Firenze), Italy. It dates back to the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 3, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فريسكو حائطية تصور السيد المسيح عندما نزل إلى الجحيم لكي يخلص آدم وبنيه، رسم الفنان فرا أنجيليكو في الفترة ما بين 1441-1442، لوحة بمقاس 183×166 سم، في القلاية رقم 31 (تفاصيل 2) - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014

الإجابة(*):

الجزء الذي يقصده السائل العزيز هو مقال(1) في كتاب بعنوان "حتمية التجسد الإلهي" هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت يعرض للرد على تساؤل حول موضوع وراثة الخطية الجدية الأصلية، وفكرة "ما ذنبي في خطية آدم؟".  حيث يعرض هذا المقال أن الله -حسب الآيات القرآنية- كان يتحدَّث بالمثنى مع آدم وحواء (كُلاَ، شِئْتُمَا، تَقْرَبَا، فَأَزَلَّهُمَا، فَأَخْرَجَهُمَا) (سورة البقرة 35-38)، ثم في لحظة الطرد من الجنة تحدث بصيغة الجمع "اهْبِطُواْ".

ولكن اعتراض السائل هذا خطأ حتى من وجهة النظر الإسلامية، سواء من القرآن الكريم نفسه أو حتى التفاسير الإسلامية حول تلك الآيات..

فحتى وإن كان المقصود بالجمع في كلمة "اهْبِطُواْ" هو آدم - حواء - الحية (و/أو الشيطان)، فبالتأكيد مقصود أيضًا من المطرودين والمُعاقبين هو نسل آدم وكل بنيه.

ففي عرض القرآن الكريم لقصة سقوط الإنسان يقول في (سورة البقرة 35-38): "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ. فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ. فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"، فهو يقول للهابطين أنه قد "يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى"، وبالطبع ليس الشيطان ممن قد يأتيهم الهدى!  وهو أيضًا في هذا يتحدث بصيغة الجمع وليس المُثَنَّى، فالمقصود هو آدم وحواء ونسلهما.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رأي تفاسير القرآن:

وكثير من التفاسير الإسلامية توضح بأن نسل آدم هو جزء من الهابطين:

1- تفسير الجلالين المُيَسَّر(2): "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا" (سورة الأعراف 23): بمعصيتنا.. "قَالَ اهْبِطُواْ": أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما، "بَعْضُكُمْ": بعض الذرية "لِبَعْضٍ عَدُوٌّ".

2- تفسير الطبري(3): وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْرهُ عَنْ فِعْله بِإبْلِيس وَذُرِّيَّته، وَآدَم وَوَلَده..

 

St-Takla.org Image: Part of (Al-Aaraf 18-24) Surah (The Heights), with verses about Adam and Eve, the disobedience of Satan, and the inheriting the original sin - from the Holy Quran book (Koran), by calligrapher Muhammad Al-Safaty, Algeria, 1931. صورة في موقع الأنبا تكلا: جزء من (سورة الأعراف 18-24)، وبها آيات عن آدم وحواء، عصيان الشيطان، وراثة الخطية الأصلية - من كتاب مصحف القرآن الكريم، الخطاط محمد السفاتي، الجزائر، 1931 م.

St-Takla.org Image: Part of (Al-Aaraf 18-24) Surah (The Heights), with verses about Adam and Eve, the disobedience of Satan, and the inheriting the original sin - from the Holy Quran book (Koran), by calligrapher Muhammad Al-Safaty, Algeria, 1931.

صورة في موقع الأنبا تكلا: جزء من (سورة الأعراف 18-24)، وبها آيات عن آدم وحواء، عصيان الشيطان، وراثة الخطية الأصلية - من كتاب مصحف القرآن الكريم، الخطاط محمد السفاتي، الجزائر، 1931 م.

3- تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي(4): (أوضح المؤلف صراحةً أن الأمر بالهبوط لا يشتمل الشيطان، حيث أنه كان قد هبط بالفعل): ونلتفت لنجد أن هناك أمرًا قد سبق لإبليس بالهبوط، وهنا أمر آخر بالهبوط.

وكلمة "عدو" تعني وجود صراع، ومعارك سوف تقوم بين أولاد آدم بعضهم مع بعض، أو تقع العداوة بينهم وبين أعدائهم من سكان الأرض من جن وغيرهم..

 

4- التفسير الوسيط للقرآن الكريم - محمد سيد طنطاوي(5): وقيل الخطاب لآدم وحواء وذريتهما. وقيل الخطاب لهما فقط لقوله- سبحانه- في آية أخرى: قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً والقصة واحدة، وضمير الجمع لكونهما أصل البشر..  والمعنى اهبطوا إلى الأرض حالة كون العداوة لا تنفك بين آدم وذريته، وبين إبليس وشيعته..

 

5- تفسير ابن عاشور(6): .. وإذ قد كانت هذه العداوة تكوينيّة بين أصليّ الجنسين، كانت موروثة في نسليهما، والمقصود تذكير بني آدم بعداوة الشّيطان لهم ولأصلهم..

 

6- التفسير الوسيط للقرآن الكريم - تأليف لجنة من العلماء(7): اختار الفرّاءُ: أن الخطاب في الآية لآدم وحواءَ وذريتهما..  ولا مانِع من خطاب الذرية وهي لم توجد بعد، لأن خطاب الأبناء تابع لخطاب الآباء.  ولأن المُنتَظَر في حكم الموجود، كما في قوله تعالى: "وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ" (سورة يس 41)..

والمُراد بالجمع في قوله "اهبطوا" ما فوق الواحد، أو لأنهما أصل البشر، فكأنهما جميع الآدميين..

وخلاصة معنى الآية: قال الله تعالى لهما: اهبطوا من الجنة أنتما وذريتكما -تبعًا لكما-..

(ويستكمل الكاتِب في شرح الآية التالية): "قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ " (سورة الأعراف 25): قال الله أيضًا لآدم وحواء وذريتهما...

(وكذا في شرح آية 26): "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ": هذا خطاب من الله تعالى إلى الناس كافة..

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

فالعقاب والهبوط من الجنة والعداوة والهدى..  كل ذلك لجميع بني البشر..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.).

(1) المقال هو: ما ذنبنا نحن في خطية آدم؟ وهل العدل الإلهي يقاصّص القاتل فقط أم انه يقاصّصه هو وأولاده وذريته؟ وإن كانت العدالة الأرضية القاصرة لا تحكم على ابن القاتل بالإعدام فما بال السماء تحاسبنا على خطية آدم؟ وهل أُحاسب على خطية أبي وجدي وأمي وجدتي.. وهلمَّ جرا؟ - كتاب حتمية التجسد الإلهي - أ. حلمي القمص يعقوب.

(2) المحلي، الإمام جلال الدين - الإمام السيوطي، جلال الدين (حققه وعلَّق عليه: قباوة، د. فخر الدين). تفسير الجلالين الميسر، الطبعة الأولى، 2003 م.، مكتبة لبنان ناشرون، لبنان، مطبعة دار نوبار بالقاهرة، ص. 152-153، رقم الإيداع: 8945/2003 م.، الترقيم الدولي: 977-16-0692-1.

(3) الطبري، أبو جعفر (إعداد: معروف، د. بشار عواد - الحرستاني، عصام فارس). تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن (المجلد الثالث: المائدة إلى الأعراف)، الطبعة الأولى 1415 هـ. - 1994 م.، مؤسسة الرسالة، لبنان، ص. 417.

(4) الشعراوي، محمد متولي.  تفسير الشعراوي (المجلد السابع)، أخبار اليوم (قطاع الثقافة والكتب والمكتبات)، ص. 4090-4091، رقم الإيداع: 3092/1991 م.، الترقيم الدولي: 977-08-0111-9.

(5) طنطاوي، محمد سيد. التفسيرُ الوسيط للقرآنِ الكريم، المجلد الخامس (تفسير سورتي الأنعام والأعراف)، القاهرة، مصر، دار المعارف، ص. 259، رقم الإيداع: 8939/1995 م.، الترقيم الدولي: 977-02-3867-8.

(6) ابن عاشور؛ محمد الطاهر بن عاشور. تفسير التحرير والتنوير [مجلد 8 ب (القسم الثاني من الجزء الثامن)]، الدار التونسية للنشر، تونس،  1984 م.، ص. 68.

(7) لجنة من العلماء. التفسير الوسيط للقرآن الكريم، الطبعة الثالثة 1413 هـ - 1992 م. (طبعة أولى 1973؟)، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، مطبعة المصحف الشريف، ص. 1399-1401، رقم الإيداع بدار الكتب: 1679/1979 م.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/faq/faith/go-down-quran-verse.html

تقصير الرابط:
tak.la/r68k2m9