St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

53- كل الناس هكذا

 

1- يقولون كل الناس هكذا (الكل كده). هل نشذ عن المجتمع؟‍!

وكأنهم بهذا يعتبرون أن الخطأ إذا صار عامًا، لم يعد خطأ يلام عليه الفرد!

كأن نقائص المجتمع كله لم تعد نقائص، أو صار الخطأ العام مبررا لخطأ الفرد !‍! كلا، فالخطأ هو خطأ، عامًا كان أو خاصًا. ومن أجل ذلك يقوم المصلحون الاجتماعيون بإصلاح أخطاء المجتمع. وكذلك يهاجمها الرعاة والكهنة والكتاب وأصحاب المبادئ.

ثم لننظر إلى الكتاب المقدس. ونرى مدى الحكم على هذا العذر...

نوح أب الآباء، كان يعيش ببره في عصر كله فاسد...

وبلغ من فساد الناس في تلك الأيام، أن الله أغرق العالم كله بالطوفان، إذ رأى "أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم..." (تك 6: 5). "فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض..." (تك 7: 23).

St-Takla.org Image: Loth and His daughters running away from Sodom and Gomorrah, his wife turned to salt, Coptic icon by Tasony Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوط وبناته يهربون من سدوم وعمورة، وامرأة لوط (زوجته) تتحول إلى عمود ملح.

St-Takla.org Image: Loth and His daughters running away from Sodom and Gomorrah, his wife turned to salt, Coptic icon by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوط وبناته يهربون من سدوم وعمورة، وامرأة لوط (زوجته) تتحول إلى عمود ملح.

أكان هذا الفساد العام عذرًا لنوح أن يسلك مثلهم هو أسرته، ويقول "كل الناس هكذا، هل نشذ عن المجتمع؟ "أم هو سلك بكماله أمام الله والناس. وكان لابد أن يشذ عن هذا المجتمع الفاسد... وإن كانت عبارة "نشذ عن المجتمع "تتعبكم، فلنقل بتعبير أفضل "نتميَّز عن المجتمع". وهذا التمايز قال عنه الكتاب:

"لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو 12: 2). أي لا تصيروا شكله...

ونفس هذا الكلام نقوله أيضًا عن لوط في سدوم...

كانت المدينة كلها فاسدة، مما أدى إلى أن يحرقها الرب بالنار (تك 19). ولم يوجد فيها عشرة فقط من الأبرار، حتى لا يهلك الله هذه المدينة من أجل العشرة (تك 18: 32). فهل كان هذا عُذرًا يسمح للوط أن يسلك مثلهم، حتى لا (يَشِذ) عن المجتمع...! وهل في ذلك يتبع المثل القائل "إن كنت في بلد بعيد فيه العجل، حش وارمي له"..!

كلا، بل يحتفظ الأبرار بمبادئهم السامية، مهما كان الخطأ عامًا. وعلى العكس يمكن أن يقال: إن كان الخطأ منتشرًا، فهذا يحتاج إلى حرص أكثر... سدوم خلص منها ثلاثة فقط: لوط وابنتاه. وهلك الجميع...

مثال آخر، هو يوسف الصديق في أرض مصر...

لعله كان الوحيد في أرض مصر، الذي يعبد الله، بينما كان الكل يعبدون الديانات المصرية القديمة: رع وآمون وإيزيس وأوزوريس وبتاح وحتحور .. إلخ. ولم يسمح يوسف لنفسه أن يجاري المجتمع.

وهكذا كان دانيال أيضًا والثلاثة فتية في أرض السبي...

حتى في طعامهم كانوا مميزين، مع أنهم كانوا أسرى حرب، مستعبدين وتحت قوانين ملزمه. وما أجمل قول الكتاب في ذلك: "وأما دانيال فجعل في قلبه ألا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه" (دا 1: 8).

هكذا أنت، عِش بروحياتك السليمة، حتى لو عشت بها وحدك.

إن لم تستطِع أن تؤثر المجتمع بروحياتك، فعلى الأقل لا تندمج فيه وتخضع له. ولا تجعل الأخطاء العامة تؤثر عليك.

المفروض في أولاد الله أنهم يطيعون ضمائرهم، ولا ينجرفون مع التيار، معتذرين بان الجو العام هكذا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن القلب الضعيف هو الذي يسقط ويحتمي وراء الأعذار. وكذلك محبو الخطية، والذين يعرجون بين الفرقتين (1مل 18: 21). أما القلب الذي يحب الله فهو قوي. مهما وجد من صعوبات في طريق التوبة، يحاول أن ينتصر عليها.

لماذا إذن تأخذ موقفًا ضعيفًا أمام الذين يعيرونك بتدينك؟

أولئك الذين يسخرون بالأسلوب الروحي، محاولين بسخريتهم أن يضعفوا معنوياتك، ويجذبوك إلى طرقهم، ويفقدوك ثمار توبتك!! فإن كنت تائبًا حقًا، لا تجعلهم سبب نكسة لك. فإما أن يكون قويًّا في إقناعك، وتثبت لهم سمو حياة الروح. وإما أن تصمت وتظل ثابتًا طريقك الروحي، دون أن ترتد.

هنا ونتحدث عن سبب آخر يعتذر به البعض، وهو العوائق:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-053-All.html

تقصير الرابط:
tak.la/mz453x4