St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   wisdom
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   wisdom

تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

حكمة سليمان 16 - تفسير سفر الحكمة

 

* تأملات في كتاب حكمة:
تفسير سفر الحكمة: مقدمة سفر الحكمة | حكمة سليمان 1 | حكمة سليمان 2 | حكمة سليمان 3 | حكمة سليمان 4 | حكمة سليمان 5 | حكمة سليمان 6 | حكمة سليمان 7 | حكمة سليمان 8 | حكمة سليمان 9 | حكمة سليمان 10 | حكمة سليمان 11 | حكمة سليمان 12 | حكمة سليمان 13 | حكمة سليمان 14 | حكمة سليمان 15 | حكمة سليمان 16 | حكمة سليمان 17 | حكمة سليمان 18 | حكمة سليمان 19

نص سفر الحكمة: الحكمة 1 | الحكمة 2 | الحكمة 3 | الحكمة 4 | الحكمة 5 | الحكمة 6 | الحكمة 7 | الحكمة 8 | الحكمة 9 | الحكمة 10 | الحكمة 11 | الحكمة 12 | الحكمة 13 | الحكمة 14 | الحكمة 15 | الحكمة 16 | الحكمة 17 | الحكمة 18 | الحكمة 19 | حكمة سليمان كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ

ضربات الأشرار ومكافأة الأبرار

 

نلاحظ في هذا الأصحاح والأصحاحات التالية، بالإضافة لما ذكر في الأصحاح الحادي عشر تفاصيل عن الضربات العشر، وما حدث للمصريين، ولبني إسرائيل، لم تذكر في سفر الخروج، أو أي سفر آخر في الكتاب المقدس، فيما عدا مز (78: 42-53؛ 105: 29-42).

 

(1) الحشرات والسلوى (ع1-4)

(2) الحية النحاسية والجراد والذباب ( ع5-14)

(3) البرد والنار والمن ( ع 15-29)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) الحشرات والسلوى (ع1-4):

1 لِذلِكَ كَانُوا أَحِقَّاءَ بِأَنْ يُعَاقَبُوا بِأَمْثَالِ هذِهِ، وَيُعَذَّبُوا بِجَمٍّ مِنَ الْحَشَرَاتِ. 2 أَمَّا شَعْبُكَ فَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ الْعِقَابِ، أَحْسَنْتَ إِلَيْهِمْ بِإِعْدَادِ السَّلْوَى مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ، أَشْبَعْتَ بِهِ شَهْوَتَهُمْ. 3 حَتَّى إِنَّهُ بَيْنَمَا كَانَ أُولئِكَ مَعَ جُوعِهِمْ فَاقِدِي كُلِّ شَهْوَةٍ لِلطَّعَامِ مِنْ كَرَاهَةِ مَا بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ، كَانَ هؤُلاَءِ بَعْدَ عَوَزٍ يَسِيرٍ يَتَنَاوَلُونَ مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ. 4 فَإِنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي لأُولئِكَ الْمُقْتَسِرِينَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ فَاقَةٌ لاَ مَنَاصَ مِنْهَا، وَلِهؤُلاَءِ أَنْ يَرَوْا كَيْفَ يُعَذَّبُ أَعْدَاؤُهُمْ لاَ غَيْرُ.

 

ع1: أحقاء: مستحقين.

جم: عدد ضخم.

يتابع حديثه عن المصريين الذين تركوا الله، وعبدوا الأصنام الميتة، فعاقبهم الله بالضربات العشر على يد موسى النبي، وهجوم أسراب كبيرة من الحشرات عليهم، مثل البعوض والجراد.

 

St-Takla.org Image: Moses prayed to God and He answered. Frogs died in the houses, courtyards and fields. The dead frogs were piled into heaps and the smell was really bad. Pharaoh, however, broke his promise and refused to let the Hebrews go and worship God in the wilderness. (Exodus 8: 12-15) - "Moses and the ten plagues I" images set (Exodus 7-9): image (8) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم خرج موسى وهارون من لدن فرعون، وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع التي جعلها على فرعون، ففعل الرب كقول موسى. فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول. وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الأرض. فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لهما، كما تكلم الرب" (الخروج 8: 12-15) - مجموعة "موسى والضربات العشرة 1" (الخروج 7-9) - صورة (8) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Moses prayed to God and He answered. Frogs died in the houses, courtyards and fields. The dead frogs were piled into heaps and the smell was really bad. Pharaoh, however, broke his promise and refused to let the Hebrews go and worship God in the wilderness. (Exodus 8: 12-15) - "Moses and the ten plagues I" images set (Exodus 7-9): image (8) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم خرج موسى وهارون من لدن فرعون، وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع التي جعلها على فرعون، ففعل الرب كقول موسى. فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول. وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الأرض. فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لهما، كما تكلم الرب" (الخروج 8: 12-15) - مجموعة "موسى والضربات العشرة 1" (الخروج 7-9) - صورة (8) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ع2: السلوى: طائر يشبه السمان.

وعلى النقيض، نرى إحسان الله إلى أولاده الذين تمسكوا بعبادته في أرض مصر، فأخرجهم الله إلى البرية؛ أي صحراء سيناء، وهناك عندما طلبوا منه لحمًا ليأكلوا، أرسل إليهم أسرابًا كبيرة من طيور السلوى؛ ليجمعوا منها ما يريدون، ويأكلوا لحمها اللذيذ الطعم.

 

ع3: عوز: احتياج وجوع.

يسير: قليل.

وفى هذه المقابلة بين المصريين وبني إسرائيل، وتصرف الله معهم، يظهر جوع المصريين نتيجة الضربات العشر، التي أفسدت النباتات، وقتلت الحيوانات، فاشمئزوا من نتانتها التي جعلتهم في ضيق شديد، فكرهوا أن يأكلوا شيئًا. أما شعب الله، فإذ احتاجوا في الصحراء إلى أكل اللحوم، وكان متوفرًا لديهم المن كطعام جميل، أفاض الله عليهم أيضًا بالسلوى؛ ليأكلوا لحمها اللذيذ. فالمصريون كانوا في جوع وضيق، وفقدوا شهيتهم للطعام، أما بنو إسرائيل فكانوا في راحة وفرح، وإذ احتاجوا وطلبوا، أنعم عليهم الله أكثر مما يطلبون، فكان طعامًا لم يتذوقوه من قبل، أي غريب الطعم، وفى نفس الوقت لذيذ.

وتعرض بنو إسرائيل للجوع مدة قصيرة أشبعهم بعدها الله. وكان ذلك كتأديب إلهى؛ ليبعدوا عن خطاياهم، ومن ناحية أخرى باركهم بعد هذا بخيرات كثيرة.

 

ع4: المقتسرين: الذين يجبرون ويسخرون ويذلون غيرهم.

فاقة: فقر شديد وجوع وعوز.

لا مناص: لا يمكن الهروب منه، أو لابد منه.

وبهذا يظهر عقاب الله للمصريين الذين أذلوا شعب الله، واستعبدوهم، وسخروهم في بناء المدن المصرية، معتمدين على قوتهم وعبادتهم للأوثان الميتة، فتعرضوا للجوع والفقر والضعف الشديد من خلال الضربات العشر. أما بنو إسرائيل، فإذ نظروا ضعف أعدائهم، شكروا الله الذي يحميهم من هذه الضربات التي وجهها لأعدائهم فقط، بل وخلصهم وأخرجهم إلى البرية، ليعبدوه بحرية وراحة وفرح.

إن الله الرحيم طويل الأناة هو أيضًا عادل، ومن يتمادى في خطاياه لابد أن ينال العقاب. وإذا لم يتب يتقدم الله برحمته، فيسمح له بضيقات على الأرض لعله يتوب، فيجد مكانًا في السماء. وعلى العكس من يحتمل من أجل الله، متمسكًا بإيمانه، لابد أن يكافئه الله ببركات كثيرة على الأرض، ثم في السماء "يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (مت19: 29).

ثقى يا نفسي أن كل أتعابك وجهادك له قيمة عظيمة أمام الله، ولا تتشككى من نجاح الأشرار المؤقت، واعلمى أن كل ما تذوقينه من خيرات على الأرض هو عربون صغير جدًا من البركات التي لا يعبر عنها في الأبدية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) الحية النحاسية والجراد والذباب ( ع5-14)

6 لَمْ يَسْتَمِرَّ غَضَبُكَ إِلَى الْمُنْتَهَى، بَلْ إِنَّمَا أُقْلِقُوا إِلَى حِينٍ إِنْذَارًا لَهُمْ، وَنُصِبَتْ لَهُمْ عَلاَمَةٌ لِلْخَلاَصِ، تُذَكِّرُهُمْ وَصِيَّةَ شَرِيعَتِكَ، 7 فَكَانَ الْمُلْتَفِتُ إِلَيْهَا يَخْلُصُ، لاَ بِذلِكَ الْمَنْظُورِ بَلْ بِكَ، يَا مُخَلِّصَ الْجَمِيعِ. 8 وَبِذلِكَ أَثْبَتَّ لأَعْدَائِنَا، أَنَّكَ أَنْتَ الْمُنْقِذُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، 9 لأَنَّ أُولئِكَ قَتَلَهُمْ لَسْعُ الْجَرَادِ وَالذُّبَابِ، وَلَمْ يُوجَدْ لِنُفُوسِهِمْ شِفَاءٌ، إِذْ هُمْ أَهْلٌ لأَنَّ يُعَاقَبُوا بِمِثْلِ ذلِكَ. 10 أَمَّا بَنُوكَ فَلَمْ تَقْوَ عَلَيْهِمْ أَنْيَابُ التَّنَانِينِ السَّامَةِ، لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَقْبَلَتْ وَشَفَتْهُمْ. 11 وَإِنَّمَا نُخِسُوا لِيَتَذَكَّرُوا أَقْوَالِكَ، ثُمَّ خُلِّصُوا سَرِيعًا، لِئَلاَّ يَسْقُطُوا فِي نِسْيَانٍ عَمِيقٍ؛ فَيُحْرَمُوا إِحْسَانَكَ. 12 وَمَا شَفَاهُمْ نَبْتٌ وَلاَ مَرْهَمٌ، بَلْ كَلِمَتُكَ، يَا رَبُّ، الَّتِي تَشْفِي الْجَمِيعَ، 13 لأَنَّ لَكَ سُلْطَانَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ؛ فَتُحْدِرُ إِلَى أَبْوَابِ الْجَحِيمِ وَتُصْعِدُ. 14 أَمَّا الإِنْسَانُ فَيَقْتُلُ بِخُبْثِهِ، لكِنَّهُ لاَ يُعِيدُ الرُّوحَ الَّذِي قَدْ خَرَجَ، وَلاَ يَسْتَرْجِعُ النَّفْسَ الْمَقْبُوضَةَ.

 

ع5: حنق: غضب شديد.

ثم يظهر سليمان الحكيم حكمة الله من سماحه للشيطان بتجربة شعبه بني إسرائيل. فعندما أخطأوا بالتذمر على الله في البرية، راجعين بقلوبهم إلى مصر أرض العبودية، مشتهين قدور اللحم؛ أظهر لهم قوته في إرسال أسراب طائر السلوى، فأكلوا منها بشراهة ونهم، واستحقوا العقاب بهجوم الحيات عليهم بشراسة لتلدغهم.

 

ع6-8: ولكن الله الحنون كما وعد بقوله "لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ" (1 كو10: 13) لم يترك شعبه يهلك بلدغ الحيات السامة، ولكن حول الشر إلى خير، بصنع معجزة لها معنى روحي عميق، إذ أمر موسى أن يصنع حية نحاسية، ورفعها أمام عيون بنى إسرائيل، فكل من لدغته الحيات السامة، إذا نظر إلى الحية النحاسية يبرأ من السم، ويحيا من جديد؛ لأن الحية النحاسية كانت رمزًا للمسيح المصلوب، الذي يحيى كل من يؤمن به مهما كانت خطاياه. وهكذا كل من يؤمن بالله، ويطيع وصاياه ينتقل من الموت إلى الحياة، وبذلك يدوس المسيح المصلوب الحية القديمة، أي الشيطان.

ونلاحظ في (ع7) أن الآية تقول "لا بذلك المنظور" أى ليس الخلاص بالحية النحاسية، بل بقوة الله التي تنقذ من ينظر إلى الحية النحاسية. وقد سحق حزقيا الملك الحية النحاسية، وتخلص منها، لئلا يعبدها بنو إسرائيل كتمثال يشفى من لدغة الحيات، ودعاها نحشتان، أي قطعة من النحاس (2 مل18: 4).

ما أعمق حب الله وحنانه، الذي يحول خطايانا إلى بركات تقربنا إليه. فإن كان الشيطان بالتجربة يريد إهلاكنا، فالله في نفس الوقت يحول التجربة إلى خيرنا؛ لينقذنا، بل ليمتعنا بعشرته. فهل يا أخى تقبل التجربة من يد الله، وتقودك للتوبة، وتسرع إلى طاعة وصاياه والالتجاء إلى الكنيسة والأسرار المقدسة، فيزداد التصاقك بالله، وتتخلص من خطاياك؟!

 

ع9: أهل: مستحق.

ويكمل سليمان حديثه، فيظهر أثر الضربات العشر على المصريين، وهجمات الحشرات عليهم، التي هي الجراد والذباب (البعوض)، فقتلت منهم الكثيرين. وهنا يظهر ضعف المصريين، ولعدم إيمانهم استحقوا هذا العقاب.

 

ع10: التنانين: وحوش مخيفة، والمقصود الحيات السامة.

وعلى الجانب الآخر، يعقد مقارنة بين المصريين وبني إسرائيل، ويظهر شراسة لدغات الحيات، التي تغرس أنيابها، وتبث سمها. ولكن لأن الله يحب أولاده، وقصده من التجربة دعوتهم للتوبة، ولرحمة الله بهم، دبر لهم الشفاء بالحية النحاسية؛ ولأنهم مؤمنون به، نالوا الشفاء والحياة. وهكذا نرى أن حشرات صغيرة تقتل المصريين لعدم إيمانهم، ووحوش مفترسة، هي الحيات السامة، لا تستطيع أن تقتل بني إسرائيل؛ لإيمانهم بالله.

 

ع11: وهكذا يظهر حنان الله الذي يسمح بالتجربة بمقدار لأولاده؛ حتى يتوبوا، ثم يسرع ليرفعها عنهم لئلا ييأسوا، ويفقدوا مكانهم السماوى، وتمتعهم بإحسانات الله.

 

ع12: نبت: نبات.

يعلن هنا الكتاب المقدس أن شفاء بني إسرائيل من لدغات الحيات لم يكن بالعقاقير، مثل المراهم، ولا بأى نبات تستخرج منه مواد لشفاء الجسد من النباتات المعروفة بالنباتات الطبية. لا ليمنعهم من استخدام الأدوية، ولكن ليفهموا أن الشفاء تم بكلمة الله. فالشفاء من الله طبيب الأرواح والأجساد، كما نلقبه هكذا في طلبة البصخة المقدسة.

 

ع13: فتحدر: فتنزل.

بل أكثر من هذا، فالله هو ضابط الكل الذي خلق الإنسان، وأعطاه الحياة، وله السلطان أن يعاقب الأشرار بعد نهاية حياتهم على الأرض، بإلقائهم في الجحيم ليحيوا في العذاب، أو الموت الأبدي. وله أيضًا سلطان أن يصعدهم، وينقلهم إلى فردوس النعيم. وهذا ما تم على الصليب، إذ بموته نزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه، وكل المؤمنين به إلى الفردوس.

 

ع14: ولا يتجاسر إنسان فيظن أنه يعادل الله؛ لأنه يستطيع أن يقتل غيره، فخطية القتل ناتجة من شر الإنسان، وهي لا تحدر النفس إلى الجحيم إلا إذا كانت شريرة. وفى نفس الوقت لا يستطيع القاتل أن يعيد روح المقتول إلى الجسد؛ لأن الروح قد قبض عليها في الجحيم. ويظهر هنا الفرق واضحًا بين سلطان الله وسلطان الإنسان، فالله الذي أنزل الروح إلى الجحيم؛ لأجل شرورها، قادر بفدائه أن يصعدها إلى الفردوس. أما الإنسان الشرير الذي قتل غيره، فلا يستطيع إلا عمل الشر، ولكن يعجز عن عمل الخير، أي إعادة الروح إلى الجسد، أو أن يعطى راحة للروح.

نشكرك يا رب على ترفقك بنا رغم خطايانا وضعفنا. أعطنا أن نرى محبتك دائمًا فلا ننزعج من التجربة. وإذ نرى مراحمك في التجربة، نتحول من الضيق واليأس إلى تمجيد اسمك القدوس.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) البرد والنار والمن ( ع 15-29)

15 إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْرُبَ مِنْ يَدِكَ، 16 فَإِنَّكَ قَدْ جَلَدْتَ بِقُوَّةِ ذِرَاعِكَ الْمُنَافِقِينَ، الَّذِينَ جَحَدُوا مَعْرِفَتَكَ، وَأَطْلَقْتَ فِي إِثْرِهِمْ سُيُولًا وَبَرَدًا وَأَمْطَارًا غَرِيبَةً وَنَارًا آكِلَةً. 17 وَأَغْرَبُ شَيْءٍ أَنَّ النَّارَ كَانَتْ فِي الْمَاءِ، الَّذِي يُطْفِئُ كُلَّ شَيْءٍ، تَزْدَادُ حِدَّةً لأَنَّ عَنَاصِرَ الْعَالَمِ تُقَاتِلُ عَنِ الصِّدِّيقِينَ. 18 وَكَانَ اللَّهِيبُ تَارَةً يَسْكُنُ لِئَلاَّ يُحْرِقَ مَا أُرْسِلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَلِكَيْ يُبْصِرُوا فَيَعْلَمُوا أَنَّ قَضَاءَ اللهِ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، 19 وَتَارَةً يَخْرُجُ عَنْ طَبْعِ النَّارِ فَيَتَأَجَّجُ فِي الْمَاءِ، لِكَيْ يَسْتَأْصِلَ أَنْبِتَةَ الأَرْضِ الأَثِيمَةِ. 20 أَمَّا شَعْبُكَ فَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ أَطْعَمْتَهُمْ طَعَامَ الْمَلاَئِكَةِ، وَأَرْسَلْتَ لَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ خُبْزًا مُعَدًّا لاَ تَعَبَ فِيهِ، يَتَضَمَّنُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَيُلاَئِمُ كُلَّ ذَوْقٍ، 21 لأَنَّ جَوْهَرَكَ أَبْدَى عُذُوبَتَكَ لِبَنِيكَ، فَكَانَ يَخْدُمُ شَهْوَةَ الْمُتَنَاوِلِ، وَيَتَحَوَّلُ إِلَى مَا شَاءَ كُلُّ وَاحِدٍ. 22 وَكَانَ الثَّلْجُ وَالْجَلِيدُ يَثْبُتَانِ فِي النَّارِ وَلاَ يَذُوبَانِ، لِكَيْ يُعْلَمَ كَيْفَ أَكَلَتْ ثِمَارَ الأَعْدَاءِ نَارٌ تَلْتَهِبُ فِي الْبَرَدِ، وَتَبْرُقُ فِي الْمَطَرِ. 23 أَمَّا عِنْدَ هؤُلاَءِ فَقَدْ تَنَاسَتِ الْقُوَّةَ الَّتِي لَهَا، لِكَيْ يَغْتَذِيَ الْقِدِّيسُونَ. 24 إِذِ الْخَلِيقَةُ الْخَادِمَةُ لَكَ أَنْتَ صَانِعِهَا تَتَشَدَّدُ، لِتُعَاقِبَ الْمُجْرِمِينَ، وَتَتَرَاخَى لِتُحْسِنَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ. 25 لِذلِكَ كَانَتْ حِينَئِذٍ تَتَحَوَّلُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ، لِتَخْدُمَ نِعْمَتَكَ الْغَاذِيَةَ الْجَمِيعَ عَلَى مَا يَشَاءُ كُلُّ مُحْتَاجٍ، 26 لِكَيْ يَعْلَمَ بَنُوكَ الَّذِينَ أَحْبَبْتَهُمْ، أَيُّهَا الرَّبُّ، أَنْ لَيْسَ مَا تُخْرِجُ الأَرْضُ مِنَ الثِّمَارِ هُوَ يَغْذُو الإِنْسَانَ، لكِنْ كَلِمَتُكَ هِيَ الَّتِي تَحْفَظُ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ. 27 إِذْ مَا لَمْ تَكُنِ النَّارُ تَحُلُّهُ، كَانَتْ شُعَاعَةٌ يَسِيرَةٌ مِنَ الشَّمْسِ تُحْمِيهِ فَيَذُوبُ،28 حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ نَسْبِقَ الشَّمْسَ إِلَى شُكْرِكَ، وَنَحْضُرَ أَمَامَكَ عِنْدَ شُرُوقِ النُّورِ. 29 لأَنَّ رَجَاءَ مَنْ لاَ شُكْرَ لَهُ يَذُوبُ كَجَلِيدٍ شَتْوِيٍّ، وَيَذْهَبُ كَمَاءٍ لاَ مَنْفَعَةَ فِيهِ.

 

ع15: وبهذا يظهر أن كل البشر تحت سلطان الله بل كل الخليقة. فكيف يتوهم الإنسان، بأفكار إبليس الغاشة، أنه يستطيع أن يهرب من الله، ويتمادى في صنع الشر؟ لأنه لابد أن يحاسب في النهاية على كل أفعاله.

غريب يا نفسي أن تهملى حنان الله وحبه، ولا تتمتعى بطول أناته، فإن سقطت هو مستعد أن يشفيك من أتعاب الخطية. لماذا ترفضين الله؟ وتتخيلين أنك قادرة على السعادة بدونه، وتظنى أن الخطية قادرة بلذتها المنحطة المؤقتة أن تريحك، وحينئذ لا يبقى أمامك إلا أن تواجهى العدل الإلهي والغضب الأبدي.

استخدمى يا نفسي كل ما في العالم من عطايا الله، ولكن اعلمى أن كل هذه الخيرات هي عطايا حبه لك، فلا تنشغلى بها في حد ذاتها؛ لأنها زائلة، وهي مجرد تعبير عن حبه؛ ليتعلق قلبك به هو فقط، فهو هدفك الوحيد. انظريه في كل شيء، وتمتعى بعشرته في كل خطواتك؛ لتلهجى بالشكر له كل حين.

 

ع16: جحدوا: أنكروا.

إثرهم: خلفهم.

الله القادر على كل شيء، يظهر حنانه المعجزى في شفاء أولاده. وعلى الجانب الآخر، يظهر سلطانه في عقاب الأشرار؛ ليتوبوا، ويرجعوا إليه، إذ ليس إله غيره. ويعبر الكتاب المقدس عن الضربات العشر للمصريين بأنها جلدات على ظهورهم. فيتحدث عن ضربة البرد التي كانت مزيجًا من أمطار غزيرة بشكل سيول تكتسح كل شيء في طريقها، وأمطار غريبة هي عبارة عن ماء متجمد في شكل صفائح، أو كرات ثلجية صلبة التي هي البرد، تصيب وتقتل كل من تصادفه. وانطلقت مع السيول والبرد، نار قوية تحرق من تلاقيه. يا لعنف الغضب الإلهي الذي يرعب كل الأشرار.

 

ع17: حدة: قوة.

والغريب في هذه الضربة أنها كسرت القوانين الطبيعية، فهي ضربة معجزية تشتعل فيها النار بقوة وسط الأمطار الغزيرة. فلم توقف السيول قوة النار، أو تطفئها، ولا أوقفت النار غزارة المياه، أو حولتها إلى بخار. فكل قوى العالم اتحدت لتؤدب الأشرار، وتحمى أولاد الله الأبرار.

 

ع18، 19: تارة: أحيانًا.

أعقابهم: تلاحقهم وتتبعهم.

يتأجج: يزداد اشتعالًا.

وتعاونت قوى الطبيعة في عقاب الأشرار، فأحيانًا أثناء الضربة، تنحسر النار حتى لا تحرق الحشرات التي تؤذى المصريين. وأحيانًا أخرى تشتعل النار بقوة لتحرق كل نباتات الأرض. فكل هذه القوى مطيعة لله، تنفذ أوامره؛ لتخيف الأشرار، ويتعقبهم قضاء الله؛ ليفنيهم، ويظهر رفض الله للشر.

إن الله يدعوك يا أخى للتوبة؛ سواء بحنانه، أو بغضبه. وكما تتجلى معجزاته في شفاء أتعابك، تظهر معجزاته في الضيقات؛ لتجذبك بعيدًا عن الشر. يبقى أن تنتبه لتفهم قصد الله من الأحداث المحيطة بك، ويعود قلبك إليه، فتتمتع بمراحمه.

وقد تطول الضيقة، وتتعدد المشاكل، وتهدأ أحيانًا، لتتوب، فإن لم تتب تدخل مشاكل جديدة، وتشتعل المشاكل القديمة، ثم يهدئها الله؛ لتتوب، وإن لم تتب تعود فتشتعل. فلماذا تعطل خلاص نفسك بقساوة قلبك وعنادك؟ وبدلًا من التوبة تتذمر على الله. إن محبته تدعوك للاقتراب إليه باللطف والحزم، بالحنان والغضب؛ لأن نفسك غالية عنده، وهو يطلبها بإلحاح كثير.

 

ع20: واستمرارًا في عقد المقارنة بين بنى إسرائيل والمصريين، بعدما أظهر قوة الضربات العشر لتأديب المصريين، يعلن رعاية الله وأبوته لشعبه في البرية، بعد خروجهم من مصر، إذ لم يجدوا طعامًا في الصحراء، فأنزل لهم من السماء المن، الذي يسميه طعام الملائكة؛ لأنه نزل من السماء، وهو طعام سبق إعداده، يمكن أكله في الحال، أو صنع أطعمة مختلفة منه؛ لتناسب ذوق الناس، فطعمه مثل رقاق بعسل، وشكله كحب الكسبرة، فيمكن عجنه، أو تجميعه وأكله بأشكال مختلفة.

 

ع21: عذوبتك: لطفك ورقتك.

أبدى: أظهر.

وهنا تظهر قوة الله وسعيه لإسعاد أولاده، فكان يقوتهم في البرية، وعددهم حوالي المليونين، فيعطيهم بسخاء، إذ تكتسى الأرض كلها بالمن، ليأخذوا كل يوم جديدًا، والباقى يذوب عند طلوع الشمس. فالله يعطيهم طعامًا بلا تعب؛ ليتفرغوا لمحبته وعبادته.

وكان المن يخدم شهوة المتناول لهذا الطعام، فيكون مذاقه في فم من يأكله حسبما يشاء، فمن يشتهى طعامًا مالحًا يكون له، ومن يشتهيه حلوًا هكذا يكون. فالله بقدرته الإلهية أعطى كل إنسان ما يحتاج إليه من أطعمة متنوعة كثيرة جدًا. إنه حب إلهي يفوق الوصف، ومعجزة لم تتكرر. فحب الله في داخل جوهره الإلهي هو بلا حدود، وظهر في إشباع أولاده حسبما يشتهون.

وقد أعلن المسيح أنه هو المن السماوى (يو6: 58)، فهو الطعام الحقيقي لأولاده؛ يشبعنا بجسده ودمه الأقدسين. وبالتأمل في كتابه القدوس، وبرفع قلوبنا في الصلاة معه كل حين، فتتلذذ نفوسنا به، ويشبع كل رغباتنا بطباعنا المختلفة، ويفرحنا بمعرفته وعشرته دائمًا.

على قدر ما تتكل على الله، يدبر كل احتياجاتك المادية، ولا يبقى أمامك إلا التفرغ لمحبته وخدمته في كل عمل صالح. كما نقول في القداس الإلهي "إذ يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين نزداد في كل عمل صالح".والله الذي عمل قديمًا، ما زال يعمل بنفس الأبوة كل يوم مع أولاده، إذ أن جوهره لا يتغير.

 

ع22: تبرق: تلمع.

وتظهر عظمة الله في قدرته على جعل الثلج والجليد يثبتان داخل النار، أي لا يذوبان ويتحولان لماء. وأيضًا النار كانت تحرق النباتات، وكل ما يصادفها، وهي وسط كرات البرد، وتلمع أيضًا النار وهي وسط المطر. وهكذا تظهر قدرة الله التي تستخدم الطبيعة لتأديب وعقاب الأشرار، ولا تتعارض معًا، بل تتعاون لإظهار قوة الله لعقاب الأشرار.

 

ع23: والطبيعة، متمثلة في الثلج والجليد والنار والمطر، لم تؤذِ بني إسرائيل، فكان شعب الله تحت رعايته يحيون في سلام، والطبيعة لا تسئ إليهم، وفى نفس الوقت تعاقب الأشرار الرافضين الله. فالنباتات عند بني إسرائيل كانت في حيويتها تنمو بهدوء، وثمار الأشجار لم تحترق؛ حتى يتغذى منها أولاد الله.

 

ع24: الطبيعة مطيعة لله، فتصير قاسية؛ لتعاقب الغير مؤمنين الأشرار، وهم المصريون؛ حتى لا يعتمدوا على قوتهم، أو آلهتهم، إذ رأوا كل ممتلكاتهم تفنى أمامهم بضربات الله العشر.

وعلى العكس بالنسبة لبني إسرائيل تتحرك الطبيعة؛ لتعطف وتحسن إليهم، وتعطيهم احتياجاتهم، وتحفظهم من الشر؛ لأنهم اتكلوا على الله.

 

ع25: الغاذية الجميع: التي تغذى الجميع.

والطبيعة أيضًا تحولت إلى كل أنواع الأطعمة، لتخدم نعمة الله المعتنية بأولاده المؤمنين به، أي بني إسرائيل، فتعطيهم ماءً عذبًا من نهر النيل، وتعطيهم المن بالمذاق الذي يشتهيه كل أحد، كما ذكرنا في (ع21).

وهذه الآية أيضًا يمكن أن تعنى أن الطبيعة تحولت إلى أشكال مختلفة، لتخدم نعمة الله المغذية للجميع، فحولت الماء إلى دم في الضربة الأولى للمصريين، لتجذب نفوسهم إلى التوبة، ورفض عبادة النيل الضعيف الذي تحول إلى دم، وأنتنت أسماكه، فيرجعون إلى الله. أما بالنسبة لبني إسرائيل، فأعطتهم ماءً حلوًا في مصر، بالإضافة إلى المن والسلوى في برية سيناء.

إن الطبيعة قد خُلقت لأجلك يا أخى؛ لترى الله فيها. فإن أحببت الله، وسعيت نحوه، ستراه جليًا في كل شيء. وإذ تتكل عليه، وتقبل من يده كل ما يمر بك، تفرح، ويتحول كل شيء لخيرك، كما يعدك الله بوضوح "إن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو8: 28).

 

ع26: يعلن هنا حاجة الإنسان للشبع بكلمة الله، وهي أهم من شبع الجسد بالأطعمة المادية؛ لأنه إذا شبعت النفس بالله تسند الجسد الضعيف. أما إذا شبع الجسد بالأطعمة المادية، فلا يستطيع أن يسند النفس الضعيفة.

لماذا تنشغلين يا نفسي بالحاجات المادية، فإنك تشتركين مع باقي المخلوقات في هذا الجسد المادي، ولكن تميزك في روح الله الساكن فيكِ، والذي غذاؤه التأمل في الكتاب المقدس، والصلاة، وفوق الكل التناول من الأسرار المقدسة. إفرزى وقتًا للروحيات قبل الماديات، لئلا تضلى عن هدفك وهو الأبدية. والمسيح أعلن بنفسه في تجربته على الجبل أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4: 4).

 

ع27: تحله: تذيبه.

يسيرة: بسيطة، أي حرارتها ضعيفة.

كان المن إذا وضع على النار لا ينحل، بل يظل بنفس شكله وطعمه. والنار قوية تحل كل ثمار الأرض التي يأكلها الإنسان، وتغير طعمها، وهذا يظهر تميز المن عن باقي الأطعمة. وفى نفس الوقت عندما تشرق الشمس في الصباح بأشعتها الخفيفة، يذوب المن وتتشربه الأرض، كماء يرويها.

 

ع28: ويختم كلامه في هذا الأصحاح بشرط أساسى لنوال عطايا الله السخية، وهو التبكير إلى الله، أي يكون الله أول وقبل كل شيء، وهذا يدل على أهمية الله عند الإنسان. وكمثال عملى لأهمية الذهاب باكرًا إلى الله، أن بني إسرائيل إن لم يسرعوا مع الفجر قبل طلوع الشمس، لا يستطيعون جمع المن الذي يغطى الأرض كلها؛ لأنه مع طلوع الشمس يذوب المن، ويصير كالماء، وتبتلعه الأرض. فالله يعطى طعامًا لكل من يبكر إليه، والعكس صحيح من يتوانى في الذهاب إلى الله، لا يجد شبعه وراحته، وهذا لا يقتصر على الطعام المادي فقط، بل بالأولى الطعام الروحي، مثل الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، والقداسات، والخلوات.

 

ع29: الجليد الشتوى: هو الماء المتجمد في الشتاء على الأرض الجرداء، وهذا لا يروى أحدًا.

والتبكير لله يعنى محبة الإنسان له، ويرتبط بارتفاع القلب له بالشكر، وهذا يقوى إيمان الإنسان ورجاءه، فلا ينزعج من ضيقات الحياة، التي تمثلها الصحراء الجرداء، صحراء سيناء، التي لا يوجد فيها طعام. فرجاء الشاكر لله ثابت وقوى، فيجد طعامًا كل يوم مع الفجر. أما المتوانى وغير الشاكر، فيخرج متأخرًا، ويجد الشمس قد حولت الطعام إلى ماء، فلا يمسك شيئًا يقوته في هذا اليوم. والذي يشكر الله هو أيضًا مطيع لوصاياه بالخروج مبكرًا. وغير الشاكر هو غير المؤمن الذي لا يطيع الله، فلا يجد طعامًا، بل ماء لا فائدة منه؛ لأنه لا يمكن جمعه للشرب، ولكن الأرض تمتصه، وهي أرض جرداء ليس فيها نباتات، فلا ينفع الماء إنسانًا، أو حيوانًا، أو نباتًا.

ليتنا في ترتيب مشاغلنا اليومية نضع الله قبل كل شيء، ليس فقط أن نبدأ به اليوم في صلوات وقراءات، بل أيضًا نعطيه أحسن أوقاتنا حتى نهاية اليوم، ونسرع إليه أولًا في كل احتياجاتنا قبل النظر إلى البشر، أو طلب الراحة من الماديات المحيطة بنا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/wisdom/chapter-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/h3f9qvp