St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   cyril-paschal-messages
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في الرسائل الفصحية الأولى والثانية للقديس كيرلس الكبير - الراهب القمص بطرس البراموسي

15- الفقرة السادسة من الرسالة الفصحية الثانية

 

St-Takla.org Image: Noah offers up a sacrifice (Genesis 8:20) - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873 صورة في موقع الأنبا تكلا: نوح يقدم ذبيحة (التكوين 8: 20) - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون

St-Takla.org Image: Noah offers up a sacrifice (Genesis 8:20) - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نوح يقدم ذبيحة (التكوين 8: 20) - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون.

(6) وهكذا نهض موسى مبكرًا وِشيد المذبح، حيث يعلمنا انه يجب على المرء أن يستيقظ أولًا كما من نوم ويرتفع إلى الاعتدال مقصيًا ظلمة الخطية مثل ظلام الليل، ويسرع حينئذ نحو نور المعرفة حتى يتمكن بالتالي في المستقبل أن يحتفل بعبادة الله. لأني أعتقد أن إشعياء النبي قال عن ذلك: "روحي تستيقظ مبكرا بينما مازال الليل للقائك، يالله، لأن أحكامك هي نور على الأرض" (إش 9:26)، [وهذا هو نفس روح الكلام الذي قالة المرنم" يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة ويابسة بلا ماء (مز 63: 1)"] وهذا يشير تقريبًا إلى نهوض موسى مبكرًا.

ولكن لكي نقترب من تتابع الفكرة، سوف نقدم فيما يلي نظام بحثنا:

لقد أقام موسى المذبح ليس على الجبل ولكن أسفل الجبل، ليشير إلى أولئك الذين هم مازالوا بعيدين عن الكمال ولا يستطيعون أن يبلغوا إلى قمة كمال الوصايا، فهم ليسوا بعيدين ولكنهم يظلون هناك ولا يصلون إلى قمة الجبل بل أسفله خلال إقترابهم لله. بعد ذلك كان هناك 12 حجر حول المذبح لأجل أسباط إسرائيل الإثنى عشر، لكي نتعلم أنه يجب علينا دائما أن ندنو من الله بدون الوقوع مطلقًا في خطية لا تغفر. لذلك فإن المرنم يعلن لنا بأكثر وضوح قائلًا: "أطوف بمذبحك يا رب" (مز 6:26)، بعد هذا أيضا يقول: "أرسل فتيان بني إسرائيل فاصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب" (خر 5:24). سوف نقول أنه ليس عمل الكسول أو بطريقة أخرى عزم ضعيف ليكون قادرا على تقديم ذبيحة لله، ولكنه قرار نافع ونبيل. لهذا السبب يقول إن الذين أرسلوا كانوا فتيانًا ليقدموا عجلًا كذبيحة سلامة. لكن نلاحظ ثانية من هذا أن الحدث يتغير من مثال ورمز ليظهر طريقة التصرف، لأن اختيار المرسلين للذبيحة يكون جديرًا بالثناء، ولكن يلاحظ هنا اختيار الأكبر والأكمل بدلًا من الضعيف والأقل كمالًا، لأنه لا يقدم عجل صغير بل ثور بالغ قوى.

لقد أخذ موسى الدم ورش نصفه في الطاس والنصف الآخر على المذبح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هنا يجب أن نرى رمز الإنقسام في حياة العبادة. لأن الدم يمثل النفس، تلك الحياة التي وزعها لنا الله بالتساو حتى لا يجب أن نعيش لأنفسنا فقط "و هو مات لاجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام". (2 كو 15:5)، ولكن نصون أيضا ذلك الجزء الخاص بالمذبح. إنه يكون نهج الحياة المعتدلة والملائمة التي لا تجعل الصرامة المفرطة أن تسود بقوة على الحياة ولا تقع بالأكثر في الخطية نتيجة الميول الشديدة نحو التهاون. بالتالي يرتفع من قبل الفطنة فوق حياة التراخ المفرط، ولكن يقدر بأن يتشبه بالحياة الأكثر كمالًا، لذلك يلزم الغيرة الكافية. هكذا في هذه الحالة التي توازنت من مصدرين وإتحدت صفاتها في واحد، الشخصية الواحدة التي نتجت هي جدية ومعتدلة. فبعلاقتهم مع كل واحد بالآخر فإن الطابع الهجومي يختفي، فالتوتر الناتج عن القسوة سيهدأ بعدم التهاون، بينما الإفراط في التهاون سوف يقلم بسكين الأفكار الثابتة، ويخلق طريقًا مستقيمًا للحياة لا عيب فيه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/second-6.html

تقصير الرابط:
tak.la/fx96ngv