St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   anti-christian-questions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرد على بعض الأسئلة التشكيكيَّة الموجهة ضد العقيدة المسيحية - الأنبا بيشوي

40- لماذا نِصف العهد الجديد كتبه رجل لم يقابل يسوع قط في حياته؟ فقد ادّعى بولس بدون دليل على أنه رأى يسوع عندما كان في طريقه من أورشليم إلى دمشق، وبولس هذا كان العدو الرئيسي للمسيحية ألا يعتبر هذا سببًا كافيًا لكي نشك في مصداقية وأصالة ما يكتبه؟

 

سؤال 46: لماذا نِصف العهد الجديد كتبه رجل لم يقابل يسوع قط في حياته؟ فقد ادّعى بولس بدون دليل على أنه رأى يسوع عندما كان في طريقه من أورشليم إلى دمشق، وبولس هذا كان العدو الرئيسي للمسيحية ألا يعتبر هذا سببًا كافيًا لكي نشك في مصداقية وأصالة ما يكتبه؟

 

الإجابة:

على العكس، هو كان عدوًا للمسيحية ثم ظهر له وهو في الطريق إلى دمشق فآمن به وبدأ يثبت أن يسوع هو المسيح، وشهد له وأيضًا استشهد من أجله.

هناك نقطة أخرى أيضًا وهي أن بولس الرسول قد شُهد له من الرسل إذ قال عنه بطرس الرسول في رسالته الثانية: "كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا" (2بط 3 : 15، 16).

St-Takla.org Image: Paul the Apostle in prison, writing an epistle صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس بولس الرسول في السجن، يكتب رسالة

St-Takla.org Image: Paul the Apostle in prison, writing an epistle

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس بولس الرسول في السجن، يكتب رسالة

وقد قال معلمنا بولس "صَعِدْتُ أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا.... وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ... فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ" (غل 2: 1، 2، 9). إذًا بولس الرسول شُهد لإنجيله من ثلاثة من الآباء الرسل هم يعقوب أخو الرب، وبطرس الرسول، ويوحنا التلميذ الذي كان يسوع يحبه، واُعتُمدت رسوليته وتمت رسامته في أنطاكية عندما صام الجميع وصلوا ووضعوا عليه هو وبرنابا الأيادي، إذ قال الروح القدس "أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ" (أع 13: 2).

وبالإضافة إلى كل هذا، فإن حنانيا أسقف أورشليم هو الذي عمَّد بولس الرسول.. وحنانيا نفسه في البداية لم يقبل الأمر بسهولة إلى أن كلمه السيد المسيح في الرؤيا، فتناقش معه حتى أقتنع، وقد ورد في سفر الأعمال ما يلي:

"وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: يَا حَنَانِيَّا. فَقَالَ: هَأَنَذَا يَا رَبُّ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلًا طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي. وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا رَجُلًا اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلًا وَوَاضِعًا يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ يُبْصِرَ. فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهَهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ وَقَامَ وَاعْتَمَدَ وَتَنَاوَلَ طَعَامًا فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّامًا. وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ. فَبُهِتَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهَذَا الاِسْمِ وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا لهَذَا لِيَسُوقَهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ؟ وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ مُحَقِّقًا أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ. وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ تَشَاوَرَ الْيَهُودُ لِيَقْتُلُوهُ. فَعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ الأَبْوَابَ أَيْضًا نَهَارًا وَلَيْلًا لِيَقْتُلُوهُ. فَأَخَذَهُ التَّلاَمِيذُ لَيْلًا وَأَنْزَلُوهُ مِنَ السُّورِ مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلٍّ" (أع9: 10-25).

إذن ما كُتب في سفر الأعمال لم يشهد له بولس فقط بل شهد له حنانيا أيضًا. ثم قيل أن المسحيين دلوه من طاقة في زنبيل فقال: "فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيلٍ مِنَ السُّورِ" (2كو11: 33). ألم يعرف هؤلاء المسيحيين أنه قد تعمَّد وصار مسيحيًا؟! أولم يعلم جميعهم أن المسيح قد ظهر لحنانيا وأمره بأن يعمده؟! أليست كل هذه إثباتات قد كتبت في وجود معاصرين لهذه الأحداث وكان في استطاعتهم أن يعترضوا ويحتجوا ويقولوا إن هذا لم يحدث، إن لم يكن هذا حقيقيًا؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/anti-christian-questions/paul.html

تقصير الرابط:
tak.la/cbs6w23