St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

30- الخوف والقلق من نتائج الخطية

 

St-Takla.org Image: Fear, shadow and a hand, silhouette, shape. صورة في موقع الأنبا تكلا: الخوف، خيال مع يد، شكل صورة ظلية.

St-Takla.org Image: Fear, shadow and a hand, silhouette, shape.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الخوف، خيال مع يد، شكل صورة ظلية.

الخوف والقلق:

إنها تفقد السلام الداخلي، وتملأ القلب بالخوف والاضطراب. إن القديس لا يخاف. ولذلك قال داود النبي "إن يحاربني جيش، فلن يجاف قلبي. وإن قام على قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 26). أما الخاطئ، فهو على الدوام خائف، فاقد لسلامه "لا سلام، قال الرب للأشرار" (أش 48: 22). وقال أيضًا "الأشرار كالبحر المضطرب" (أش 57: 20).

لقد بدأ الخوف مع الخطية الأولى، خطية آدم وحواء...

لم نسمع عن آدم أنه كان يخاف الله قبل الخطية. بل على العكس عندما كان الله ينزل إلى الجنة كان آدم وحواء يقابلانه بفرح ويلتذان بالحديث معه. أما بعد الخطية، فنقرأ أن آدم قد اختبأ خوفًا من وجه الله في وسط أشجار الجنة. ولما ناداه الرب، صرح آدم بخوفه قائلًا "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان، فاختبأت" (تك 3: 17).

تصوروا أن الله المحبوب الذي يشتهي كل أحد أن يراه، يصبح مخيفًا للخاطئ فيهرب من رؤيته!!

الله الذي هو "أبرع جمالًا من بني البشر"، "الذي حلقه حلاوة وكله مشتهيات"، يصبح مخيفًا للخاطئ! عندما يراه الخاطئ يخاف، أو يهرب منه ويختبئ منه لكي لا يراه!!

النفس المُحِبَّة لله تقول مع عروس النشيد "أني أقوم في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي". وإن وجدته تقول "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 2، 4). أما النفس الخاطئة فلا تضع أمامها سوى الآية التي تقول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31).

فالله مخيف بالنسبة إلى الأشرار. وأما الأبرار فهم أصدقاء الله يفرحون به. قال القديس الأنبا أنطونيوس الكبير لتلاميذه "يا أولادي، أنا لا أخاف الله فتعجبوا من عبارته وأجابوه "هذا الكلام صعب يا أبانا"، فقال لهم "ذلك لأني أحبه ولا خوف في المحبة، بل المحبة تطرح الخوف إلى الخارج" (1 يو 4: 18).

تخيلوا معي يا أخوتي، أن الله قد حضر الآن في وسطنا. ترى كم واحد منا يفرح لمجيئه، ويدخل تحت أحضانه...؟ وكم واحد يهرب ويخاف؟!

الخطاة يخافون لقاء الله، لذلك يخافون الموت ويرتعبون منه... يخافون ساعة الدينونة الرهيبة التي سينكشفون فيها أمام الكل... أما العداء الذين يشمتون بهم، وأمام الأصدقاء الذين كانوا يظنونهم غير ذلك، أنقياء وأبرار... لذلك عندما تأتي تلك الساعة "يقولون للجبال غطينا، وللتلال اسقطي علينا" (لو 23: 30، هو 10: 8). هؤلاء سيطلبون الموت ولا يجدونه، ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم" (رؤ 9: 6).

حقًا إن آدم عندما أخطأ بدا يخاف... زحف شيء جديد رهيب إلى داخل نفسه لم يكن موجودًا فيها من قبل... هو الخوف، والرعب وفقدان السلام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن هذا الخوف الذي خاف به آدم من الله هو مبدأ الأمراض النفسية التي أصابت البشرية نتيجة للخطية، لأن النفس بهذا الخوف بدأت تمرض.

إن الشخص البار محتفظ بسلامه، هادئ ومسرور. أما الخاطئ فيفقد سلامه من الداخل ومن الخارج. من الداخل ضميره يثور عليه... والروح القدس يبكته. ومن الخارج يخاف أن تنكشف الخطية كما يخاف من نتائجها وعواقبها.

لم نرَ أبدًا إنسانًا خاطئًا يعيش على الدوام مستريح البال مهما نام ضميره. لا بُد أن يستيقظ هذا الضمير بعد حين ويثور عليه ويتعِبه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-030-Fear.html

تقصير الرابط:
tak.la/bw2z2bw