الأرشيذياكون رتبة جليلة فهو رئيس الشمامسة، ويشترط أن تكون مؤهلاته ومواهبه أعلى من الذياكون لأنه كبير الشمامسة، عليه أن يقتدى على الدوام بإسطفانوس رئيس الشمامسة، في العلم والمعرفة والحكمة والمسامحة وقوة الصلاة والإيمان، ذلك الذي كانت تتدفق كلمات الروح القدس من فيه، وهو الناطق بالحكمة التي لم يقدر الجميع أن يقاوموها. وقد تم فيه قول السيد "أعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها"...
سما متسامحًا إلى أقصى الحدود يصلي من أجل راجميه فإستحق أن ينظر وهو يرجم السيد جالسًا عن يمين العظمة ووجهه مثل وجه ملاك، وكان مملوءًا إيمانًا وقوة يصنع آيات وعجائب (أعمال 6).
وحدد (المجموع الصفوي الباب السابع واجبات رئيس الشمامسة ففي صفحة 66).
الأرشى ذياكون يقوم بعد الأسقف في الصلاة إلى جانبه كالخليفة له والمنذر على جميع الصلوات وأمور الكنيسة. ومهما كان للشمامسة الذين تحت يده من منازعة أو محاكمة فليفصل بينهم ولا يرفع شيئًا من ذلك للأسقف لأنهم تحت حكمه وهو رئيس الصلاة كلها. وعلى يده ينبغي أن تجري جميع أمور الكنيسة لئلا تذهب الهيبة.
ولا يرتفع فوقه إلا الأسقف وحده لأنه والخوريبكوبسوس(30) بمنزلة اليدين والجناحين للأسقف وإذا سار الأسقف في الكنيسة أو غيرها فينبغي أن يكون الأرشيدياكون عن يمينه...
وهو رئيس الصلاة والتشمسة جميعها.
وفي تكريس البطاركة والأساقفة والميرون، هو الذي يتولى الصلوات الخاصة بالشماس.
وكتب أنبا ساويرس بن المقفع عن الأرشيدياكون في كتاب ترتيب الكهنوت الباب الثاني عشر:
"الأرشيذياكون هو رأس التشمسة..." ولا يجوز حمل العكاز لأحد من الإكليروس خدام البيعة غير ثلاثة-وهم البطريرك والإيغومينس والأرشيذياكون لرأس التشمسة، لأن كلًا من هؤلاء الثلاثة المذكورين راعي جماعة، ممسك قضيب الرعاية بيده لجماعته، فالبطريرك راعي الرعاة وأب الأباء ورئيس الرؤساء، والإيغومينس راعي القسوس والأرشيدياكون راعي الشمامسة.
والإرشيدياكون له في البيعة حمل العكاز بحضور البطريرك(31).
ثم يوضح الأنبا ساويرس ذلك فيقول:-
"ولما كان الإكليروس عدة مراتب وهم الأغنسطسيون وأبوذياكونيون ومرتلون وشمامسة احتاجت هذه الرتب جميعها لمن يرأسها ويدبرها وينزل كل أحد من هذه الرتب منزلته من غير تعدى أحد على الآخر في وظيفة من الوظائف، وتصنع كل رتبة ما يخصها لإقامة أحوال البيعة(32).
فإذا كان في هذه البيعة شخص قد فاق رتبة الشمامسة وأتقن علومها عارفًا بكل رتبته وما يلزم أهلها حافظًا نظام تدبير البيعة... يصلي عليه صلاة من غير وضع يد ولا نفخة ويسلم له العكاز أي قضيب الرعاة بعد الصلاة عليه".
عند ذلك يصير له أن يرعَى الأرشيدياكون البيعة متصرفًا فيها بحسب الواجب الذي ينبغي له...
يُطْلِع البطريرك على أحوال البيعة ويجلس عن يمينه في قلايته حال جلوسه، وهو عند البطريرك لسان البيعة في كل ما سأله عنه، وله التصرف على إنفراد وله الخدمة في قداسات الأعياد السيدية السبعة وعيد الكنيسة... وله الأمر على كل رتبة من دونه بما يفعله في تدبير البيعة وله قربانة طقس في كل قداس يعمل دائمًا في الكنيسة ولربنا المجد إلى الأبد آمين.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
 |
يقول الأسقف هذه الصلاة:
"أيها السيد الله العظيم الرحمة. العالي في التحنن والصلاح الذي من قِبَل إبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا أقمت أورشليم السمائية وصرت رأسًا على كل الأشياء وعلى الأرض أيضًا من قبلك أمسكت جميع أشباههم. وأعطيت كل الطقوس وكل قوانين البيعة كالمثال الذي بها كل الخدام الكهنوتية بغير معصية.
يقول الشماس:
صلوا: ابروسفكساستيه.
يقول الأسقف:
أنت الآن يا ملكنا محب البشر، إقبل سؤالنا نحن الخطاة، وأرسل نعمة روح قدسك على عبدك (فلان)، الذي دُعِيَ لرياسة الشمامسة، بحكم تزكية الذين قدموه في الوسط وسؤال الذين نصبوه. إجعله مستحقًا أن يكون رئيس شمامسة على بيعتك المقدسة جميعها. إظهره مثل الواحد من السبعة الخدام الذين أقامهم الرسل الأطهار، إسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء، املأه من القوة والفهم، كمثل إسطفانوس أول رؤساء الشمامسة في بيعتك المقدسة، بخدمات غير دموية وصعائد نقية ناطقة. ويمسك كأس الدم المكرم الذي للحمل الذي بلا عيب الذي لابنك الوحيد ويخدم الأيتام، ويساعد الأرامل، ويهتم بالمتعبدين، ويعلم الجهال، ويبكت غير المتأدبين، وينتهر المخالفين، ويرد الضالين، وينظم الإكليروس، ويخدم الغرباء، ويأمر بما ينبغي ويكون مثالًا لجميع الكنيسة. ولكي يصنع له درجة صالحة عالية بالأكثر. ويجد دالة أمام كل أحد، ولم تعط هذه النعمة بوضع أيدينا نحن الخطاة، بل بإفتقاد مراحمك ذات الغنَى التي تُعْطَى لمستحقيها.
يقول الشماس
صلوا: إبروسفكساستيه.
يصلي الأسقف
الآن أيضًا يا ملكنا نسأل ونطلب منك أيها الصالح محب البشر، من أجل عبدك (فلان) لكي تجعله مستحقًا لدرجة رياسة الشمامسة بحلول روح قدسك عليه.
وأنا أيضًا طهرنى من كل الخطايا الغريبة، وإعتقنى من التي لي، بواسطة ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي... إلخ...
تمت قسمة كبير الشمامسة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
من طقس رسامة الأرشيدياكون، ومما ورد في الدسقولية وفي مجموع القوانين، ومن صلاة الأسقف عند الرسامة، يمكننا أن نستند إلى نصوص واضحة توضح ما يجب على رئيس الشمامسة عمله، وتبين اختصاصه ورتبته، وفيها نجد تحديدًا لهذه الواجبات التي يلتزم بها الأرشيدياكون ويمكن ترتيبها كالآتي:-
أ- واجبات الوظيفة
(1) يرأس رتب الأغنسطسيين والإيبوذياكونيين والمرتلين والشمامسة ويدبر أمورها.
(2) يُطْلِع البطريرك على أحوال البيعة.
(3) يجلس عن يمين البطريرك في قلايته حال جلوسه.
(4) هو عند البطريرك لسان البيعة في كل ما يسأله عنه.
(5) له التصرف على إنفراد وله الأمر على كل رتبة من دونه بشأن تدبير البيعة.
(6) يمسك كأس الدم الكريم كما ذكر أيضًا أن من حقه أن يحصل على قربانة طقس (قربانة من الحمل) في كل قداس يُعمل في الكنيسة. (حمل الكأس دائمًا يكون بأمر الكاهن).
(7) يكون ممتازًا عن الشماس (الذياكون) الذي هو دونه من حيث الفهم والمعرفة والعلم والحكمة والوعظ والإرشاد وتدبير أمور البيعة.
ب- واجبات خاصة
(1) يهتم باليتامى ويساعد الأرامل.
(2) يهتم بالمتعبدين.
(3) يرشد الجهلة ويوبخ غير المتأدبين وينهر المخالفين.
(4) يسعى في رد الضالين إلى الله.
(5) يرتب شؤون الإكليروس ويرتب إقامة أحوال البيعة والفصل فيها.
(6) يقدم الخدمات الممكنة للغرباء.
(7) يرسم نموذجًا لعمل كل فرد في الكنيسة ولكل رتبة ما يخصها.
(8) يتصل بكل أحد بحكم وظيفته ليكون له درجة صالحة عالية.
_____
(30) كان الخوريبسكوبوس يسام كنائب لأسقف المدينة على القرى والمزارع كما يدل على إسمه اليوناني وقد أعطيت له سلطة رسامة الإيبوذياكون والأغنسطس والإبصلتس (ق 10) لمجمع أنطاكية، وأن يدير الكنائس التي تحت رعايته، وقد ألغيت هذه الوظيفة وإستبدلت بوظيفة قمص لكن ليس له حق رسامة أية رتبة كنسية (اللآلئ النفيسة ص 85).
(31) ورد في (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة باب 84) عن قضيب الرعاية للأب البطريرك "يستلم عكازه بيده بدون أن يناوله له أحد وكذا أيضًا الصليب الصغير من فوق الصينية وذلك يعني أنه إستلم هذا القضيب من الراعي الصالح".
كما ورد في (نفس المرجع الباب 48): وليس لأحد الحق أن يحمل عكازًا في الكنيسة غير الآب البطريرك (أو الأسقف أو المطران) أو القمص لأنهم رعاة الأغنام الناطقة كذا الأرشيدياكون له الحق في حمل العكاز لأنه راعي الطقوس...
ولكن رأس العكاز يكون بغير صليب وليس كعكاز البطريرك لأن صليب العكاز لا ينفرد به أحد دون الآب البطريرك راعي الرعاة على هذا المثال.
(32) قيل أنها سميت بيعة لأنها مُبْتَاعة وثمنها الدم الكريم الذي لربنا يسوع المسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/archdeacon.html
تقصير الرابط:
tak.la/j33ctdk
