St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   the-lord-answer-you
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يستجيب لك الرب - البابا شنوده الثالث

11- يرسل لك عونًا من قدسه ومن صهيون يعضدك

 

يرسل لك معونة، يرسل لك من ينقذك، لا يتركك وحدك. ولذلك نحن نذكر هذا العون الإلهي، في أول صلاة الشكر، إذ نقول (فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله... لأنه أعاننا) انه عون مستمر، نذكره كل يوم وكل ساعة.

الله يرسل لك العون، لأنه يعرف ضعفك، ويعرف ظروفك.

يعرف مشاكلك، ويعرف احتياجاتك. إنه يتابع حروبك مع الشيطان، وعلاقاتك مع الناس، ومشاعر نفسك الداخلية. ويدرك تمامًا الحال الذي أنت فيه، من كل ناحية، والتعقيدات التي تصادفك، وقيام الأعداء الخفين والظاهرين. انه يسمع صلواتك، ويسمع تنهداتك، ويرى مرارة نفسك...

ما دام الله يعرف كل ما يحيط بك، إذن اطمئن...

لا بُد أنه سيرسل لك الحل، ويرسل لك المعونة، كاله رحوم،، وكأب محب لأولاده، ولان هذا هو عمله كراع صالح يهتم برعيته.

ولكن البعض قد لا يتكل على الله، ويلجا إلى ذراعه البشري للخروج من ضيقاته، أو يلجا إلى معونة البشر.

والمعونة البشرية، ربما لا تخلو أحيانًا من أخطاء...

في شدتك، قد يأتيك عون من أهل العالم. يشفقون عليك ويريدون إراحتك من متاعبك أيا كانت الوسائل ربما يحاول بعضهم أن يحل الإشكال بكذبة، بحيلة، بدهاء، بذكاء بشري يقول هذه المعضلة يمكن حلها بكلمة تملق، بشهادة مرضية... وما أكثر الحلول البشرية. ولكن لا تشعر في كل ذلك أنك خرجت من شدتك بطريقة مقدسة.

أما الله فيرسل لك العون من قدسه، بطريقة مقدسة.

طرق الله الإلهية، كلها طهر وبركة، بعكس حيل العالم التي تتعب الضمير. وما أكثر المشورات الخاطئة والنصائح الخاطئة، التي ربما تأتي بنتيجة سريعة، ولكنها لا تتفق مع المشيئة البشرية. وسنذكر بعض الأمثلة:

آخاب الملك أتاه عون من إيزابل، وكان سببًا في هلاكه.

لقد اشتهى آخاب أن يمتلك حقل نابوت اليزرعيلي. ولما رفض نابوت أن يفرط في ميراث آبائه، وقع آخاب في شدة داخل نفسه، من شهوته التي كان يجب أن يتحرر منها. ولما رأته زوجته إيزابل في يوم شدته، قدمت له العون بدهائها: يتهم نابوت اليزرعيلي بالتجديف، ويقيم عليه شهود زور، ويدينه ويقتله ثم يرثه. وفعلا أتت هذه النصيحة بالنتيجة المطلوبة، وورث آخاب الحقل. ولكن جاءه صوت الله يقول له: في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلي، تلحس دمك أنت أيضًا (1مل 21:19). نصيحة إيزابل التي ظنتها عونًا لرجلها، كانت سببا في هلاكه، لان مصدرها لم يكن هو الرب، ولم تكن عونًا من قدسه.

وبنفس الوضع كانت النصيحة التي قدمها بلعام لبالاق، والمشورة التي كان أخيتوفل مُزْمِعًا أن يقدمها لابشالوم لإهلاك داود.

St-Takla.org Image: Mercy seat (the kaporet): Arc of the covenant and a Jewish priest praying while prostrating - from Popular Bible Encyclopedia (Volumes 1-4), of Archimandrite Nicephorus, 1891, 1892. صورة في موقع الأنبا تكلا: تابوت العهد مع الغطاء (كابوريت)، وكاهن يهودي يصلي وهو راكع - من كتاب موسوعة الكتاب المقدس المبسطة (الأجزاء 1-4)، للأرشمندريت نيسيفوروس، 1891، 1892 م.

St-Takla.org Image: Mercy seat (the kaporet): Arc of the covenant and a Jewish priest praying while prostrating - from Popular Bible Encyclopedia (Volumes 1-4), of Archimandrite Nicephorus, 1891, 1892.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تابوت العهد مع الغطاء (كابوريت)، وكاهن يهودي يصلي وهو راكع - من كتاب موسوعة الكتاب المقدس المبسطة (الأجزاء 1-4)، للأرشمندريت نيسيفوروس، 1891، 1892 م.

في شدتك، ما أسهل أن يقدم لك الشيطان عونًا.

والمزمور يدعو لك، أن يكون حل إشكالاتك على يد الله وحده، ومن قدسه، وبطريقة طاهرة، حتى لو تأخرت قليلًا.

فالشيطان ما أسهل عليه -أن رآك في شدة- أن يتطوع ليقدم لك عونًا، ويقترح لك حلولا. مثلما رأى السيد المسيح جائعًا بعد صومه الطويل على الجبل، فتقدم الشيطان يقدم العون (قُلْ أن تصير الحجارة خبزًا) يمكن أن تكسب العالم بالخبز، فيتبعوك. ويمكن أن تنشر تعاليمك بالسلطة، بتجربة الملك. ويمكن أن يكون ذلك بالمعجزات المبهرات، بأن تلقى نفسك من الجبل وتحملك الملائكة، ويرى الناس فيتبعونك... وفي كل ذلك لا فداء، ولا حمل خطايا الناس... ورفض السيد المسيح هذا العون، واعتبره تجربة من الشيطان، لأنه لا يتفق مع مشيئة الآب، وليس هو من عنده، ولا من قدسه.

عونًا من قدسه، تشعر بأن يد الله فيه، وربما يأتي بطريقة لم تكن تنتظرها على الإطلاق.

بل تشعر أن الله (من صهيون يعضدك) وصهيون هي المدينة الملك العظيم، مدينة داود، رمز لملك الله ورمز لملك الله، ورمز للبركة، من قوته وبركته وبره. بطريقة تشعر أن يد الله قد تدخلت فيه، وهي التي حلت الإشكال.

وسأضرب لكم مثالًا عمليًّا، قصة حدثت منذ 15 سنة:

أحد الآباء المطارنة لم تكن له دار للمطرانية، وكان يسكن في حجرتين ملحقتين بالكنيسة. وطبيعي كان يلزمه جدًا، ويلزم الخدمة، بناء مطرانية. فكافح حتى حصل على مال اشترى به بيتا لبناء مطرانية. ولكن البيت كان يشغله سكان، وليس من السهل إطلاقًا إخراجهم من مسكنهم. وكذلك لم يكن عنده شيء من المال يكفي لكي يهدم البيت ويعيد بناءه حسب الغرض المطلوب. وكيف يحصل على قرار الهدم، والبيت ليس قديمًا ولا آيلًا للسقوط؟ ومن أين أيضًا قرار البناء؟ ولم يجد نيافة المطران سوى أن يصلي ويترك الأمر لله، لأنه لم يستطع أن يعمل شيئًا.

وبدأت يد الله تعمل. كان البيت يطل على الشارع المواجه لشريط السكة الحديد، وقد رأت المحافظة أن توسع هذا الشارع وتجمله، لأنه في مدخل البلد. وتوسيع الشارع كان معناه هدم جزء من البيت الذي اشتراه المطران، وبالتالي إخراج السكان المقيمين فيه. وهكذا حلت مشكلة السكان ومشكلة الهدم. وبتوسيع الشارع واستيلاء البلدية على جزء من أرض المطرانية، حصل نيافة المطران على تعويض مالي يساعده على البناء. ولان المحافظة أرادت أن يتم توسيع الشارع وتجميله بسرعة، قدمت كل ما يلزم للملاك من تراخيص البناء، وتراخيص شراء مواد البناء، بل وتقديم سلفيات لهم أيضًا. وحلت مشكلة المال...

وبُنِيَت المطرانية، وزالت كل العقبات، وبدا أن يد الله قد تدخلت بطريقة ما كان المطران يفكر فيها. وفي شهور قليلة كان يجلس في مطرانيته الجديدة، دون أ يتكلف شيئًا. حقًا: يرسل لك عونًا من قدسه ومن صهيون يعضدك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

عندما يبدأ الله أن يحل المشكلة، تَحِل البركة.

وتجد أن (جميع الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الرب) (رو 8: 28) بل إن الله قادر أن (يخرج من الجافي حلاوة) وحتى المشاكل يحولها إلى حلول يا ليت هذه الآية (يرسل لك عونًا من قدسه ومن صهيون يعضدك) تتخذها مجالًا للتأملات الروحية، من جهة خبرات الإنسان الشخصية، وما يعرفه من قصص أحبائه وأصدقائه ومعارفه، وما قرأه من قصص القديسين وفي تاريخ الكنيسة.

وليتكم ترسلون لي هذه المعلومات، في مظروف خاص بموضوع (يرسل لك عونًا من قدسه).

إنني أعرف الكثير في هذا المجال، ولكني أرى أن الوقت قد طال بنا في تأمل آيتين فقط من هذا المزمور ولست أدرى متى أو كيف سننتهي، لذلك أستسمحكم في أن أعبر بسرعة إلى باقي النقاط...

في أحيانٍ كثيرة، يجد الإنسان جميع الأبواب مغلقة ما عدا واحد مفتوحًا...ويبدو أن يد الله قد فتحته، يد الله (الذي يفتح ولا أحد يغلق) (رؤ 3: 7). وكون الله يفتح هذا الباب، ليس معنى ذلك أنه يرسل لهذا الغرض ملاكًا أو أحد القديسين... كلا، بل أنه قد يستخدم في هذا أي شخص عادي. المهم أن إرادة الله تتم ومعونة الله تأتي، وتشعر أن يد الله تعمل معك، وأن الله تعمل معك، وأن الله يرسل لك عونًا من قدسه، من سمائه، من عرشه...

أهل العالم لم يتعودوا أن ينسبوا إلى الله المعونات التي تأتي إليهم أو إلى غيرهم! بل ينسبونها إلى أمور طبيعية. أما عبارة يد الله، فلا يفهمونها ولا يستعملونها. أما أنت الذي تحيا في الإيمان، وتوقن أن الله يدبر حياتك، فان المعونات التي تأتيك، تنسبها إلى الله وبخاصة هذه المتعلقة بالباب الواحد المفتوح...

مشكلة تكون مرتبكًا بسببها، وقد عملت ألف حساب. ثم تجد أنها قد حلت بطريقة لم تخطر لك على بال فتشعر بيد الله، وتشعر أن الله يستجيب لك في يوم شدتك... يرسل لك عونًا من قدسه، ومن صهيون يعضدك. وماذا أيضًا؟ يذكر جميع ذبائحك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/help-from-his-holiness.html

تقصير الرابط:
tak.la/wm45drt