مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الكتاب الرابع): الوصايا الأربع الأخيرة - البابا شنوده الثالث

5- من فرط بشاعة خطية الزنا، يطلقون عليها اسم «النجاسة»

 

St-Takla.org Image: Jesus Christ writing on the ground, and beside Him the woman caught in adultery (before and after repentance), while the scribes and Pharisees leaving: "And Jesus said to her, “Neither do I condemn you; go and sin no more.”" (John 8) - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع يجلس على الأرض ويكتب، وبجانبه المرأة التي أمسكت في ذات الفعل (قبل وبعد التوبة)، والكتبة والفريسيون يمشون بعيدًا: "فقال لها يسوع: «ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضا»" (يوحنا 8) - فن قبطي.

• إنه من فرط بشاعتها، يطلقون عليها اسم «النجاسة»..

يقول بطرس الرسول إن الله: «يحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين، ولا سبا الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة» (2 بط 2: 10). وهكذا إستخدم تعبير «شهوة النجاسة» بدلا من أن يقول: «شهوة الزنا».

وعندما زنى شكيم مع دينة إبنة يعقوب. يقول الكتاب: «وسمع يعقوب أنه نجس دينة إبنته» (تك 34: 5). أما أولاد يعقوب فغضبوا جدا ودبروا حيلة قتلوا بها شكيم وكل رجال مدينته: «لأنه كان قد دنس دينة أختهم» (تك 34: 27،13).

ويقول حزقيال النبي عن الرجل الذي يزني إنه: «نجس امرأة قريبه» (حز 18: 11). ويقول يهوذا الرسول إن المحتلمين: «ينجسون الجسد» (يه 8). وقد شرح لنا يوحنا الرسول في سفر الرؤيا: «دينونة الزانية العظيمة من أجل: «رجاسات ونجاسات زناها» (رؤ 17: 4،1).

وشرح لنا هذا القديس العظيم عظمة المائة والأربعة والأربعين ألفًا، الذين لم يستطع أحد غيرهم أن يرنم تلك الترنيمة الجديدة. فقال: «هؤلاء الذين لم يتنجسوا مع النساء، لأنهم أطهار. هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل حيثما ذهب» (رؤ 14: 4). ومثل هذا المعنى أوصله الرب إلى ملاك كنيسة ساردس قائلًا: «عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم. فسيمشون معي لأنهم مستحقون» (رؤ3).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

من كل هذا نرى أن خطية الزنا سمیت نجاسة، وأن الزناة ينجسون أجسادهم، وينجسون ثيابهم، وينجسون النساء، ويتنجسون معهم، ويذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة... وماذا أيضًا؟

يقول الرب على لسان إرمياء النبي إنه بهذا الأمر: «تتنجس الأرض نجاسة»

ويقول لتلك العاصية: «نجست الأرض بزنا» (أر 3:1، 2). إن الزنا إذن لا ينجس أصحابه فقط، وإنما ينجس الأرض أيضًا، ينجسها نجاسة... يا للهول!

وتسمية هذه الخطية بالنجاسة وما يشبهها من معان ورد في رسائل القديس بولس الرسول أيضًا إذ قال: «أعمال الجسد ظاهرة، التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة..» (غل 5: 19). وقال في رسالته إلى أهل كولوسي: «أميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية..» (كو 3: 5).. وقال في رسالته إلى أهل أفسس «وأما الزنا وكل نجاسة أو طمع، فلا يُسم بينكم كما يليق بقديسين... لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية» (أف 5: 3-6).

بكل هذه الأوصاف وُصفت خطية الزنا: وُصفت بالنجاسة والدعارة والعهارة والهوى والشهوة الردية... وماذا أيضًا؟

عبادة الأوثان هي زنى

الوصايا العشر 4: الوصايا الأربع الأخيرة كتب البابا شنوده الثالث

خطورة أن يخطئ الإنسان إلى جسده

---