St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   ten-commandments-1-4
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الجزء الأول): الوصايا الأربع الأولى - البابا شنوده الثالث

15- عبادة المجاملة

 

5- عبادة المجاملة:

St-Takla.org Image: Compliment, woman holding a gift صورة في موقع الأنبا تكلا: مجاملة، سيدة تحمل هدية

St-Takla.org Image: Compliment, woman holding a gift.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مجاملة، سيدة تحمل هدية.

إنسان له صديق، يدافع عنه بالحق وبالباطل، يخطئ ذلك الصديق خطأ مرعبًا -وقد يكون خطأ عامًا ضد الكنيسة أو المجتمع أو الدولة- وتقول أنت: "لا يصح أن يحدث هذا" فيرد عليك ذلك المجامل الذي يعبد صديقه "وماله. فيها إيه؟! ما حصلش حاجة غلط"! تناقشه بالمنطق تجده لا يعترف بالمنطق مطلقًا في حديثه، وإنما كل همه أن يدافع، وأن يبرر الموقف مهما كان الخطأ واضحًا وشنيعًا! المهم أن يخرج صاحبه بريئًا، ولتنقلب الأوضاع والمبادئ في سبيل ذلك كيفما شاء لها أن تنقلب...

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

"عين الرضا كليلة" يعني تعبانة، عمياء، ضعيفة، لا ترى الخطأ ما دام الرضا يغطيه... وعلى رأي المثل: "حبيبك يبلع لك الزلط". وفي ايامنا هذه توجد معدات كثيرة اعتادت بلع الزلط..!

لا مانع أن نلتمس للناس بعض الأعذار أحيانًا. ولكن الذي لا يمكن قبوله، أن الإنسان في سبيل دفاعه عن غيره موازين الحق قلبًا. ويصور الباطل على أنه حق. والحق على أنه باطل... من أجل سياسة في ذهنه، لتأييد شخص ما، بطريقة تبدو فيها عبادة الناس. وتبدو آلهة أخرى. كونتها لتأييد شخص ما، بطريقة تبدو فيها عبادة الناس. وتبدو آلهة أخرى. كونتها الصداقة الخاطئة والمجاملة على حساب الحق. بينما يقول الكتاب: "مُبَرِّئ المذنب، وَمُذَنِّب البريء، كلاهما مكرهة الرب" (أم 17: 15).

لا يصح أن تحب إنسانًا أكثر من الله ولا يصح أن تجامل إنسانًا على حساب الحق، والحق هو الله لأن ربنا يسوع المسيح يقول: "أنا هو الطريق والحق ولحياة" (يو 14: 6).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إن جاملت إنسانًا على حساب الله، فأنت تعبد هذا الإنسان وليس الله! وإن أطلعت إنسانًا أكثر من الله. فأنت تعبد هذا الإنسان وليس الله. ونحن نريد أن نعبد الله بضمير مستريح. لا نعبد البشر، ونحن لا نستطيع أن نرضي الناس، إذا تعارض إرضاؤهم مع وصايا الله. وفي ذلك يقول بولس الرسول: "أفأستعطف الآن الناس أن الله، أم أطلب أن أرضي الناس؟ فلو كنت بعد أرضي الناس، فلست عبدًا للمسيح" (غل 1: 10).

إنسان يخطئ في تصرفه، ويسألك رأيك في هذا التصرف: إن قلت له: "أنت غلطان"، يستاء منك وقد يغضب. فهل تقول له إذن: "لا، دا أنت عال، وأنا معجب بك جدًا في هذا الموضوع"! إن هذا التملق الذي تقتل به ضميرك، إنما تقتل به هذا الإنسان أيضًا، وتكون كمن يعبد الناس وليس الله... والمفروض في الإنسان أن يسلك بضمير صالح سليم: لا يتملق أحدًا ولا يرائي أحدًا، ولا يكسب محبة أحد. على حساب محبة الله، ولا يجامل أحدًا على حساب الحق مخالفًا ضميره...

يا أخي أين تهرب من هذه الوصية: "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي"؟ اعبد الله، والله وحده. لا تطلب ربحًا مكن احد، فملعون من يتكل على ذراع بشر. ولا تخف أحدًا كقول المزمور: "الرب عوني فلا أخشي. ماذا يصنع بي الإنسان" (مز 117: 6).

إن هذا الشخص الذي تتملقه، وتعبده مفضلًا إياه على الله: إما أنك تعبده لأنه إله خوف، وإما لأنه إله خيرات. أما إنك خائف منه، ويسبب هذا الخوف تضيع حقوق الله. وإما أنك تريد أن تنال منه شيئًا أو تكتسب منه شيئًا، وفي سبيل هذا المكسب تضيع حقوق الله. وأنت في كلا الحالين تعبد إنسانًا ولست تعبد الله.

ولعل هناك نوعًا يشبه هذه العبادة في النتيجة، وإن كان يختلف في النوع، ويأخذ مظهر بر، وهو:

.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/worship-of-courtesy.html

تقصير الرابط:
tak.la/8pqjx3g