St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   ten-commandments-1-4
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الجزء الأول): الوصايا الأربع الأولى - البابا شنوده الثالث

39- واجبنا نحو اسم الله

 

نعم، ما هو واجبنا نحو اسم الله الذي دعي علينا (أع 15: 17)، الذي ميزنا به الله على الأرض، والذي سيكتبه على جباها في أورشليم السمائية؟ (رؤ 22: 4).

علينا أن نهاب هذا الاسم القدوس ونوقره، ولا ننطق به إلا في خشوع، وبكل إجلال وتوقير، فقد أمرنا موسى النبي قائلًا: "لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب إلهك" (تث 28: 58). وبهذا تحل علينا الطوبي التي وردت في سفر الرؤيا، إذ قيل: "ولتعطي الأجرة لعبيدك الأنبياء والقديسين والخائفين اسمك" (رؤ 11: 18).

وللنطق باسم الرب في إتضاع كثير، كمن يقول للرب "إني لا أجرؤ على أن أنطق اسمك المبارك بشفتي النجستين"..

ولنعظم اسم الرب "ولنرفعن اسمه معًا" (مز 34: 5).

وليكن إحترامنا له ممزوجًا بالحب، إذ نجد فيه حمايتنا وسعادتنا، وإذ يذكرنا بحب الله وحنوه... وما أجمل قول التسبحة: "حلو اسمك ومبارك... في أفواه قديسيك".

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, circle art (image 8) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن في شكل دائرة (صورة 8) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, circle art (image 8) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن في شكل دائرة (صورة 8) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

ولا يصح أن نستخدم اسم الله في التافه من الأمور، فهذا لا يليق بجلاله، بل نستخدمه بالحري في الصلوات والتسبيح، في إشتياق وفي فرح. كما قال داود النبي: "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم" (مز 63: 4)، "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119: 97).

فلنسبح اسم الرب، ولنفتخر باسمه القدوس (مز 105: 3). ولنرنم لإسم الرب العالي (مز 7: 17) ولنخشع حينما نذكر اسمه في صلواتنا وتراتيلتنا، شاعرين بحلوله وسطنا حسب وعده القائل: "حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20).

أقول هذا، لأننا قد نترك إستخدام اسم الله في توافه الأمور، وننطق به في صلواتنا. ولكن على الرغم من ذلك، فإننا في صلواتنا ننطق باسم الله باطلًا، عندما نفعل مثل أولئك الذين في صلواتهم يكررون الكلام باطلًا كالأمم (مت 6: 78). ولعله يطيلون صلواتهم (لو 20: 47)، وعندما نعثر الناس بكثرة صلواتنا بينما حياتنا بعيدة عن الروحانية الحقة. فيشك الناس في قيمة الصلاة ومخاطبة اسم الله..!!

وقد ننطق باسم الله باطلًا في الصلاة، عندما يكون عقلنا مشغولًا خلالها بشيء آخر يطيش فيه، وعندما ينطبق علينا قول الرب: "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (مر 7: 6).

ألا ينطق باسم الرب باطلًا في الصلاة، وأولئك الذين قال عنهم: "ليس كل من يقول لي يا رب يدخل ملكوت السموات" (مت 7: 21). ثم ألا ينطق باسم الرب باطلًا أولئك الذين قالوا له: "يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين.." (مت 7: 22).

ألا ينطق كذلك باسم الرب باطلًا في الصلاة، أولئك الذين يبدأون اجتماعاتهم بالصلاة، ويبدأونها باسم الاب والإبن والروح القدس. ثم يتشاجرون في تلك الاجتماعات، أو يتكلمون فيها بنا لا يليق، كأنها كانت باطلة كل صلواتهم، وباطلًا كان نطقهم فيها باسم الرب...

ولا يصح أن يكون خشوعنا لإسم الرب قاصرًا على صلواتنا وعبادتنا، أو على فترة وجودنا في الكنائس فحسب، بل علينا، أن نخشع لذكر اسمه في كل مناسبة وفي كل مكان...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

علينا أن نمجد اسم الرب ونباركه في كل حين، كما قال المرنم: "سبحوا اسم الرب. ليكن اسم الرب مباركًا من الآن وإلي الآبد" (مز 113: 1-2). إن أيوب الصديق وهو في الآم تجربته، قال: "الرب أعطى، الرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا" (أي 1: 21).

وليكن هدفنا من كل عمل نعمله هو تمجيد اسم الرب قائلين: "ليس لنا يا رب، ليس لنا، لكن لاسمك أعط مجدًا" (مز 115: 1).

ونكرم اسم الرب أيضًا بأن ندعو باسم الرب. إبراهيم أبو الآباء، في كل مكان كان يحل فيه، كان يبني مذبحًا ويدعو باسم الرب (تك 12: 8، 13: 4)، وكذلك فعل إسحق إبنه (تك 26: 25). وهكذا قال داود: "كأس الخلاص آخذ، وبإسم الرب أدعو" (مز 116: 4-13). وكان صموئيل نبي الله "بين الذين يدعون باسمه" (مز 99: 6). ليتنا إذن ندعو باسم الرب فيكون "كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رو 10: 13).

بهذا نكرز للناس باسم الرب، ونعرفهم اسمه، وَيُنَادَى باسمه في الأرض كلها (رو 9 ك 27). هذا واجبنا، كما يقول الكتاب: "أخبر باسمك اخوتي" (عب 2: 12). إن السيد المسيح نفسه قال للآب: "أنا أظهرت اسمك للناس... وعرفتهم اسمك" (يو 17: 6، 26).

وفي كرازتنا باسم الرب، علينا أن نتعب ونحتمل لأجل اسمه، كما يقول الرب عن بولس الرسول: "سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي" (أع 9: 16). وكما قال لملاك كنيسة أفسس: "وقد إحتملت ولك صبر، وتعبت من أجل اسمي ولم تكل" (رؤ 2: 3). وآباؤنا الرسل نالتهم إضطهادات ولكنهم كانوا فرحين "لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41).

هذا شيء من علاقتنا باسم الرب المبارك العظيم، الذي يجب أن ننطق به في خشوع وتوقير، ونستخدم في العبادة والكرازة، و، وإنما حينما تدعو الحاجة، في إجلال يليق به...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/our-duty-towards-the-name-of-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/4xb6mwt