St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   new-year
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

5- لوم النفس يساعد على عدم إدانة الآخرين

 

2- عدم إدانة الآخرين

إن الذي يلوم نفسه، ينشغل، ينشغل بها وبتقويمها وفي خجله. وفي أخطائها، لا ينظر إلى خطايا غيره. وفي ذلك قال القديسون:

الذي ينشغل بخطاياه، لا يكون له وقت يدين فيه خطايا أخيه.

إن استطاع أن يبصر الخشبة التي في عينيه، يخجل من التحدث عن القذى التي في عين أخيه... وغنما كلما تحدث عن غيره، ويقول: هذا أفضل، وهذا أبر مني ومهما كانت خطايا فلان، فإن خطاياي أنا أكثر وأبشع...

أما الشخص البار في عيني نفسه، فإن يجلس ويلوم الآخرين!

وربما في نقائصه وعيوبه، يأتي باللائمة على غيره.

فإذا أخطأ يأتي باللائمة على الناس، وعلى الظروف، وعلى البيئة...

على الناس الذين أوقعوه في الخطيئة، كما حدث لآدم إذ ألصق السبب في خطيئة حواء... وقد يلصق الإنسان السبب، بالظروف المحيطة، كما برر إيليا هروبه بقوله للرب "قتلوا أنبياءك بالسيف... وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1مل 19: 14).. وقد يلصق السبب بالبيئة، كما حدث أن أبانا إبراهيم قال عن زوجته سارة إنها أخته! ثم حاول أن يغطي ذلك بقوله "أني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلوني لأجل امرأتي" (تك 20: 11).

ولو كان إبراهيم يلوم نفسه ما قال هذا. وكذلك لو كان أبونا آدم يلوم نفسه، ما لام حواء، ولو كان إيليا النبي يلوم نفسه، ما لام الظروف!

ولكن الإنسان يلوم غيره ويدينه، لكي يبرر نفسه.

St-Takla.org Image: Elijah fed by the ravens صورة في موقع الأنبا تكلا: إيليا تتطعمه الغربان

St-Takla.org Image: Elijah fed by the ravens

صورة في موقع الأنبا تكلا: إيليا تتطعمه الغربان

لأنه لا يريد أن يلوم نفسه، ولا يريد أن يلومه الناس، فيلصق خطيئته بغيره ليخرج هو بريئًا..!

كثيرون يغسلون أيديهم بالماء، كما فعل بيلاطس وقال: "أنا بريء.."، "بريء من دم هذا البار". أترى استطاع ذلك الماء أن يُبَرِّئ بيطلاس؟!

خير للإنسان أن يلوم نفسه، من أن يبرر نفسه.

والذي يلوم نفسه، يعرف ضعفه، فيعذر غيره ولا يدينه.

كما حدث للقديس موسى الأسود، الذي رفض أن يدين راهبًا مخطئًا عقد له مجمع لإدانته. حمل هذا القديس على ظهره كيسًا مملوءًا بالرمل ومثقوبًا. ولما سئل في ذلك قال "هذه خطاياي وراء ظهري تجري وقد جئت لإدانة خطايا أخي.."!

الذي يلوم نفسه، إن سئل عن خطايا شخص آخر، يقول لسائله: اسألني عني خطاياي أنا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أما ذلك الإنسان فهو أبر مني. أخاطئ هو؟ لست أعلم (يو 9: 25).

الذي يلوم نفسه، لا يقسو في الحكم على خطايا الآخرين، كما فعل الفريسيون الذين طلبوا رجم المرأة الخاطئة، فقال لهم السيد المسيح:

مَن كان منكم بلا خطية، فليقذفها أولًا بحجر (يو 8: 7).

ذلك لأن الذي يقذف بالحجارة، إنما يظن في نفسه أنه بلا خطية، أو على الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي يلوم نفسه، فإنه يقول في فكره "من أنا حتى ألوم الناس؟ أنا الذي فعلت كذا وكذا... الأولى بي أن أصمت ما دام الله قد سترني... ترى لو سمح الله أن أنكشِف، أكنت أستطيع أن أتكلم.

هذا شعور مَن يضع خطيئته أمامه في كل حين (مز50).

ولكن للأسف فإن كثيرين، من أجل راحة نفسية زائفة، أو من أجل كبرياء داخلية ومجد باطل، وليس من أجل أبدتهم، لا يحبون أن يتذكروا خطاياهم، ولا أن يلوموا أنفسهم، كما لا يقبلون أن يأتيهم اللوم من آخرين!.. يحبون أن ينسوا خطاياهم، وفي نفس الوقت يذكرون خطايا الناس..! وما الفائدة لهم من كل هذا، سواء في السماء أو على الأرض؟! لا شيء. حقًا ما أجمل قول القديسين:

إن دِنَّا أنفسنا، رضي الديان عنا.

.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-year/others.html

تقصير الرابط:
tak.la/b26tcss