St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   contemplations-vespers
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في مزامير الغروب - البابا شنوده الثالث

7- فها هما مثل عيون العبيد...

 

ولماذا تعجب من هذا، والأمثلة كثيرة..؟

دانيال النبي في إحدى الرؤى التي رآها، وأتاه جبرائيل الملاك ليفسرها له، يقول:

(ولما جاء خفت وخررت على وجهى إلى الأرض. فلمسنى وأوقفنى على مقامى)

(دا 8: 17، 18). وبعدما شرح له الرؤيا، ختمها النبي بقوله:

(وأنا دانيال ضعفت ونُحت أيامًا، ثم قمت وباشرت أعمال الملك)

فإن كان دانيال العظيم يحدث له هذا، ألا يتملكنا نحن الخشوع في حضرة الرب؟! كثيرًا ما كانت هيبة الرب تملك القديسين، فيرفعون عيونهم نحوه، مثل عيون العبيد نحو أيدى مواليهم.

 

St-Takla.org Image: People: worshipers praying in the church - St. Mary Church (image 142) - Saint Mina Monastery, Mariut, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - September 2009. صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص عباد يصلون في الكنيسة - كنيسة العذراء (صورة 142) - دير مارمينا العجائبي، مريوط، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - سبتمبر 2009 م.

St-Takla.org Image: People: worshipers praying in the church - St. Mary Church (image 142) - Saint Mina Monastery, Mariut, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - September 2009.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص عباد يصلون في الكنيسة - كنيسة العذراء (صورة 142) - دير مارمينا العجائبي، مريوط، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - سبتمبر 2009 م.

إبراهيم أبو الآباء، لما وقف يكلم الله، قال له بنفس الإنسحاق:

(إني قد شرعت أكلم المولى، وأنا تراب ورماد!!) (18:27) وهكذا في حضرة الرب شعر أنه تراب ورماد وهو خليل الله وحبيبه...

وأيوب النبي في تفاهمه مع الرب، تكلم بنفس الأسلوب وقال له:

(ها أنا حقير، فبماذا أجاوبك؟! وضعت يدي على فمي. مرة تكلمت فلا أجيب، ومرتين فلا أزيد ولكنني قد نطقت بما لم أفهم، بعجائب فوقى لم أعرفها... بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد) (40: 4، 5، 42:3-6)

إن هذا النبي العظيم -مثله مثل أبينا إبراهيم- عندما وقف يكلم الله، وجد نفسه مجرد تراب ورماد.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إننا كثيرًا ما نتجرأ جدًا في الصلاة، أكثر ما يجب!! بينما ينبغي أن يكون في صلاتنا عنصر الخشوع والإنسحاق.

إن القديس باسيليوس الكبير، عندما شرح في نسكياته آداب الحديث مع الله، قال:

[إختر القول اللائق، وقُلْ هكذا: (أباركك أيها الرب الرحوم الطويل الأناة، لأنك تأنيت علي وأنا أخطئ كل يوم..) فإذا مجدته بتسابيح من الكتب كما تقدر، فحينئذ تبتدئ بتواضع قائلًا:

(أنا لا أستحق يا رب أن أفتح فمي أمامك، لأني خاطئ جدًا) قُل هكذا، حتى لو كانت سريرتك لا تبكتك على شيء من الشر. لأنه ليس أحد بلا خطية إلا الله وحده، ولأننا كثيرًا ما نخطئ مرات عديدة وتنساها قلوبنا] وإذا ما قلت كلامًا، فقله بتواضع هكذا: [أشكرك يا رب لأنك طولت روحك على خطاياي، وأمهلتني بغير عقوبة إلى الآن، وأنا مستحق كل عذاب في مقابل خطاياي].

ومن أجمل الكلمات في عنصر الخشوع هذا (صلاة الاستعداد) في بداية القداس الإلهي، وفيها يقول الأب الكاهن الذي هو شفيع للناس أمام الله...

(أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس المستريح في قديسيه... أنت يا رب تعلم أنى غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب. وليس لي وجه أن أقف وأفتح فاى أمام مجدك الأقدس

بل ككثرة رأفاتك أغفر لي أنا الخاطئ، وامنحنى أن أجد نعمة ورأفة في هذه الساعة) تأملوا الكلام، وروح الإنسحاق التي فيه... (ليس لي وجه، أن أقف وأفتح فاى) أما نحن فنصلى بجرأة كبيرة في كلامنا مع الله!

صحيح أن ربنا حنون، وصحيح أن ربنا طيب، وصحيح أن ربنا يحبنا أكثر مما تحب الأم رضيعها. ولكن لا يصح -في جو هذه المحبة- أن ننسى أنفسنا، وننسى أننا تراب ورماد...

إننا كلما نتذلل أمام الله، نأخذ من ربنا أكثر، ونتمتع بمحبة ربنا بالأكثر... ان كان القديس بطرس الرسول لما تذكر خطيته بكى بكاءًا مرًا، فماذا نفعل نحن إذن؟!

هوذا المرتل لم أحس بالهوان الذي هو فيه، صرخ قائلًا:

(إليك رفعت عيني يا ساكن السماء. فها هما مثل عيون العبيد نحو أيدى مواليهم، ومثل عيني الأمة نحو يدي سيدتها).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/as-the-eyes-of-servants.html

تقصير الرابط:
tak.la/5f5j3gy