St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   being-with-god
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوجود مع الله - البابا شنوده الثالث

4- الله مع أحبائه: كان التلاميذ فرحين إذ رأوا الرب

 

الله مع أحبائه...

 

كان التلاميذ فرحين إذ رأوا الرب (يو20: 20).

وكان الرب فرحًا بوجوده وسط أحبائه.

هذا الذي "أحب خاصته الذين في العلم، أحبهم حتى المنتهى" (يو13:1).. إنه يريد أن يكون معنا، وأن نكون نحن أيضًا معه، الآن وإلى انقضاء الدهر...

أليس اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره معنا (مت1: 23).

St-Takla.org Image: Apparition of Jesus Christ after His resurrection, and meeting Saint Thomas the disciple. صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور السيد المسيح بعد القيامة، ومقابلته مع القديس توما الرسول.

St-Takla.org Image: Apparition of Jesus Christ after His resurrection, and meeting Saint Thomas the disciple.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور السيد المسيح بعد القيامة، ومقابلته مع القديس توما الرسول.

لذلك قال لتلاميذه في يوم الخمسين الكبير:

"أنا ماض لأعد لكم مكانًا. وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو14: 3).

ونفس هذا المعنى، قاله في مناجاته للآب:

"أيها الآب، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معي حيث أكون أنا" (يو17: 24).

إنه لا يريد فقط أن نكون معه في الأبدية، إنما يعدنا بذلك على الأرض أيضًا، فيقول "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى28: 20). وأيضًا "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (متى18: 20).

وبالنسبة إلى كل فرد يحبه، يقول "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو14: 23).

وليس فقط عن الأحباء ههنا، بل أيضًا عن الذين انتقلوا إلى الفردوس، قال للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 42).

ومع الخدام والرعاة، يقول عنه سفر الرؤيا"الممسك السبعة الكواكب في يمينه، الماشي في وسط السبع المنائر الذهبية" (رؤ2: 1) أي أنه في وسط الكنائس، وفي يديه رعاتها...

هذا الذي يوجد معنا، على الأرض، وفي الفردوس، وفي الأبدية، وفي وسط الكنائس، ومع الرعاة، ومع المُصَلِّين في كل مكان على الأرض، ومع كل إنسان يحبه...

تُرَى على أي شيء يدل هذا؟

أيدُل هذا على محبته، أم على لاهوته إذ هو في كل مكان؟ أم على الأقل... وجوده معنا...

أيضًا في مجيئه الثاني، نلمح نفس هذه الحقيقة: سيأتي على السحاب، ومعه ربوات قديسيه (يه14). وحينما يجلس للدينونة، يكون أحباؤه معه".. على اثني عشر كرسيًا، يدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (متى19:28).

وفي هذا المجيء الثاني، يقول القديس بولس الرسول:

"ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف معهم جميعًا في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام" (1 تس 14: 17، 18).

نعم، ما أحلى هذه الأنشودة: وتكون كل حين مع الرب.

لذلك عزُّوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام...

حقًا، إن الوجود كل حين مع الرب، هو "ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ما أجمل أن الرب في التجلي، لم يكن وحده...

ظهر معه في التجلي موسى وإيليا، رمزًا للمتزوجين والبتوليين، ورمزًا للذين لم يموتوا بعد، ورمزًا لأهل الوداعة يمثلهم موسى (عد12: 3)، وأهل الحزم يمثلهم إيليا (1مل18:40). الكل مع الرب على جبل التجلي...

ولكي تكمل الصورة، في حادثة التجلي. قال الكتاب إن الرب أخذ معه إلى الجبل بطرس ويعقوب ويوحنا (متى17: 1)... فكانوا معه... رأوا هذا المجد، وسمعوا الصوت من السحابة...

ومجد التجلي، يُذَكِّرنا أيضًا بأورشليم السمائية، حيث نرى الله يسكن مع شغبه. وفي ذلك القديس يوحنا الرائي: وسمعت صوتًا عظيمًا من السماء قائلًا:

"هوذا مسكن الله مع الناس. وهو سيسكن معهم".

"وهم يكونون له شعبًا. والله نفسه يكون معهم، إلهًا لهم" (رؤ21: 3).

إنها نفس الصورة القديمة لخيمة اجتماع "الله وسط شعبه". ولكنها هنا في مجد وحب وبر، حيث لا خطية من الناس تحتاج إلى ذبيحة، بل الكل طاهر...

كل هذا نتذكره في الأربعين يومًا، ونحن نضع أمامنا صورة الرب وسط تلاميذه القديسين، أحبائه وأولاده...

إننا في هذه الأيام نحتفل بوجود الله معنا، أو على الأقل نطلب إليه ذلك، كما فعل تلميذا عمواس، إذ" ألزماه قائلين:

امكث معنا، لأنه نحو المساء، وقد مال النهار (لو24: 29).

يقول الإنجيل، مُكَمِّلًا هذا المعنى الجميل، إنه "دخل ليمكث معهما. ولما اتكأ معهما، أخذ خبزًا وبارك وكسر، وناولهما. فانفتحت أعينهما وعرفاه"..

ما أحوج كلًا منا أن يقول له: امكث معي يا سيدي. وكما باركت في ذلك الزمان، الآن أيضًا بارِك...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/being-with-god/joy.html

تقصير الرابط:
tak.la/h83hpb3