St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

164- عودة إلى السيدة العذراء

 

St-Takla.org Image: The Holy Family (image 2), tribute to St. Francis, iron sculpture by Raffaele Ariante - Various photos from Assisi, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 25, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: العائلة المقدسة (صورة 2)، تحية للقديس فرنسيس، نحت حديدي للفنان رافائيل أريانتي - صور متنوعة من أسيزي، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 25 سبتمبر 2014 م.

St-Takla.org Image: The Holy Family (image 2), tribute to St. Francis, iron sculpture by Raffaele Ariante - Various photos from Assisi, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 25, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: العائلة المقدسة (صورة 2)، تحية للقديس فرنسيس، نحت حديدي للفنان رافائيل أريانتي - صور متنوعة من أسيزي، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 25 سبتمبر 2014 م.

ولنعد مرة أخرى إلى السيدة العذراء والدة الإله التي اتخذ منها المخلص جسدا إنسانيا فهي نموذج التواضع والتسليم الكامل للإرادة الإلهية. فالروح القدس حل عليها قبيل نزول الابن الكلمة إلى أحشائها، والروح القدس حل عليها يوم الخمسين. وحلوله في المرة الأولى كان تمهيدًا لتجسد الأقنوم الثاني، أما حلوله الثاني فكان ليملأها. وهكذا تميزت هذه المختارة أكثر من أي إنسان آخر. واللحن الكنسي يعبر عن هذه الميزة الخاصة إذ يقول ان الآب اصطفاها والروح القدس حل عليها والابن تجسد منها، فهي قد نالت نعمة خاصة من الأقانيم الثلاثة، وهي حين قالت في طاعة وخضوع "هوذا أنا أمة للرب" أعلنت في الوقت عينه استعدادها لتقبل كل مسئوليات هذه الطاعة. وأبرز دليل على تقبلها لهذه المسئوليات أنها وقفت عند الصليب في الوقت الذي هرب فيه رسل الرب ومحبوه. ووقوفها إلى جانبه في هذه الساعات الرهيبة معناه استعدادها لأن تموت معه إذ أنها جابهت آنذاك الجماهير الصاخبة ورؤساء الكهنة الغاضبين وجنود روما القساة الساخرين. ولولا أن المخلص شاء أن يموت وحده عن خلاص العالم لكانوا من غير شك قبضوا عليها هي أيضًا وأذاقوها صنوف العذاب وقتلوها. فهي إذن أسمَى مخلوق إنساني تحققت فيه الإرادة الإلهية تحقيقا كاملًا. لذلك كانت خير نموذج نتخذه لنا جميعًا نساء ورجال. أما نحن النساء فنضيف إلى تمثلنا بها اعتزازنا وافتخارنا بأنها منا.

وخير ما نختم به هذا التتبع الروحي لإمكانيات المرأة في عصرنا الحديث أو الحاضر تلك التسبحة التي تمجد بها الكنيسة الشرقية والدة الإله بوصفها المخلوق الذي بلغ قمة السمو الإنساني - وتقول هذه التسبحة:

"تعالوا نسبح مجد الكون * زهرة الجنس الإنساني التي ولدت لنا المنعم، باب السماء العذراء مريم" ان غير المتجسدين يترنمون لها، وهي زينة المؤمنين، انها السماء الثانية ومسكن الثالوث الأقدس. انها الوسيلة الفعالة لهدم الحائط المتوسط وإزالة العداوة القديمة، انها مهدت للسلام وفتحت باب الملكوت، فهي لنا الهلب الذي يثبت السفينة وسط العواصف، والذي ولد منها هو لخلاصنا وهو فداؤنا. فكونوا جسورين يا أولاد الله، كونوا جسورين، لأن القدير ضابط الكل هو المدافع عنكم ضد أعدائكم".

"فلنستشفع إذن بملكة السمائيين والأرضيين طالبين منها المؤازرة في جهادنا لنستطيع أن نكمل سعينا ونظفر بالسعادة الروحية تحت ظلها".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/virgin-mary.html

تقصير الرابط:
tak.la/pq9djzr