St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

137- أيمكن للمرأة تعرف الطريق وسط زحمة الأعمال اليومية؟

 

St-Takla.org Image: Deborah, the judge and prophetess, sitting under her palm tree - scanned image from the book: Jack Wishes to be Strong: 7- The Book of Judges, by Dr. Fady Nabil - Coptic art by Sister Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: دبورة القاضية والنبية تجلس تحت النخلة - صورة بالماسح الضوئي من كتاب "جاك يريد أن يكون قويًا! 7- سفر القضاة"، د. فادي نبيل - رسم الفن القبطي: تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Deborah, the judge and prophetess, sitting under her palm tree - scanned image from the book: Jack Wishes to be Strong: 7- The Book of Judges, by Dr. Fady Nabil - Coptic art by Sister Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: دبورة القاضية والنبية تجلس تحت النخلة - صورة بالماسح الضوئي من كتاب "جاك يريد أن يكون قويًا! 7- سفر القضاة"، د. فادي نبيل - رسم الفن القبطي: تاسوني سوسن.

أيمكن تعرف الطريق وسط زحمة الأعمال اليومية؟

 وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال ثان: أيمكن للمرأة في هذا العصر أن تعرف هذا الطريق الأفضل؟ أو بالحري أيمكنها متى عرفته أن تسير فيه؟ لئن كانت المرأة قديمًا مسئولة عن العمل البيتي فانها اليوم تؤدي العمل داخل البيت وخارجه. فلم تعد مجرد زوجة وأم فقط بل أصبحت أيضًا طبيبة أو مهندسة أو غير ذلك. وهذه الأعمال تتطلب منها الوقت والجهد. ومتي انتهت ساعات العمل لا تجد سبيلًا إلى الراحة لأنها ستعود إلى منزلها لتباشر مهام الزوجية والأمومة. فهل في أمكانها خلال زحمة هذه الأعمال الكثيرة أن تجد فترة تخلو فيها إلى نفسها وإلى الصمت عند قدمي المعلم؟ لا شك في أن الاجابة عن هذا السؤال ترجع إلى شخصية المجيبة. ولكن لا شك أيضًا أن القلب أذا التهب بالمحبة سيجد حتما الوسيلة التي تنساب خلالها هذه المحبة. فالأم مثلًا مهما أجهدها عملها الخارجي لا تستطيع أن تصم أذنيها عن نداء أولادها لأن المحبة التي تملأ عليها قلبها نحوهم ستجعلها تنسي تعبها لتخدمهم. إذن فالمرأة التي اعتادت منذ طفولتها أن تصلي ثم درجت في صباها على الجلوس عند قدمي المسيح ستجد الفرصة للجلوس عند قدميه رغم مشاغلها اليومية.

ومثل هذا الجلوس لا يحتم عليها الابتعاد في زاوية عن الآخرين ولا التوقف عن تأدية مهامها، وإنما يتطلب منها أن تخلو إلى نفسها حتى وسط معمعة العمل. فالسكون الداخلي كان هو الشرط الأساسي لحياة مريم. ولقد أرانا السيد المسيح كيف يمكن اضفاء الروحانية على كل شيء حولنا إذ قد تحدث عن زنابق الحقل وعن الغربان وعن العشب والزروع وعن البذار والكروم، ونسج منها جميعًا ثوبًا للروح. على هذا المقياس كانت احدي المؤمنات تقول وهي تغسل وجهها "أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك يا رب لكيما أسمع صوت تسبحتك وأنطق بجميع عجائبك" وتهتف وهي تمسح الأرض: "طهرني بالوزفا فأطهر. اغسلني فأبيض اكثر من الثلج "، وحين يطلب أحد أولادها كوب ماء تقدمه له وهي تردد على مسامعه: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش. أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد". وهكذا كانت تقرن كل عمل عادي بآية من الكتاب المقدس فتتزامل الروحيات والماديات. ومثل هذه المؤمنة متى آوت إلى فراشها بالليل لا تقلق أن أرقت لأنها أن نامت وأن أرقت تعرف أن "قديم الأيام ملجأها والأذرع الأبدية من تحتها".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/daily-business.html

تقصير الرابط:
tak.la/p7dzk3a