St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

621- كيف يوصي السيد المسيح أتباعه بعدم الاهتمام واللامبالاة (لو 21: 14) بينما الموت يحيط بهم ويهدّدهم؟ وما المقصود بقول السيد المسيح: "هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ" (لو 21: 22) ومن ينتقم مِن مَن؟ وكيف يطالبنا السيد المسيح بأن ننتصب ونرفع رؤوسنا (لو 21: 28) في اللحظات التي يغشى فيها على الناس من الخوف (لو 21: 26)؟ وهل سقطت عبارة علم اليوم والساعة المقابلة لـ(مت 24: 36، مر 13: 32) من بين النص (لو 21: 33) والنص (لو 21: 34) كقول هورن؟

 

س621: كيف يوصي السيد المسيح أتباعه بعدم الاهتمام واللامبالاة (لو 21: 14) بينما الموت يحيط بهم ويهدّدهم؟ وما المقصود بقول السيد المسيح: "هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ" (لو 21: 22) ومن ينتقم مِن مَن؟ وكيف يطالبنا السيد المسيح بأن ننتصب ونرفع رؤوسنا (لو 21: 28) في اللحظات التي يغشى فيها على الناس من الخوف (لو 21: 26)؟ وهل سقطت عبارة علم اليوم والساعة المقابلة لـ(مت 24: 36، مر 13: 32) من بين النص (لو 21: 33) والنص (لو 21: 34) كقول هورن؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- كيف يوصي السيد المسيح أتباعه بعدم الاهتمام واللامبالاة (لو 21: 14) بينما الموت يحيط بهم ويهدّدهم؟... السيد المسيح يعلم بما سيحل بالمؤمنين بِاسمه من مآسي واضطهادات مُرة، والقبض عليهم ومحاكمتهم والزج بهم في غياهب السجون، وقيام أقرب الأقربين عليهم ليقتلونهم، وبغضة الجميع لهم، لذلك قال: "فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا. لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا" (لو 21: 14، 15) وليس هذا فقط بل أن يسوع دائمًا يصاحب أولاده وقت ضيقتهم، فإن كان الإنسان المسيحي يقبل برضى أن يجوز في الموت من أجل عظم محبته في الملك المسيح، فإن يسوع يصاحبه في لحظات آلامه وموته يهبه السلام والنصرة... كم كان عجيبًا أنه في التفجيرات التي حدثت أمام كنيستنا، كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس، في الدقائق الأولى من عام 2011م واستشهد فيها عشرون شخصًا وأُصيب أكثر من مائة شخص، بعضهم كانت إصاباتهم بالغة إلى حد فقد أحد الأعضاء، لكن الأمر المُدهش أن جميع المصابين بلا استثناء رفع اللَّه عنهم الشعور بالألم، ولم يشعر واحد منهم بالآلام التي كان يعاني منها (راجع كتابنا: محدش يخاف). ويقول "دكتور وليم باركلي": "لم يترك يسوع تابعيه يقاسون الآلام بمفردهم، والحقيقة الخالدة الظاهرة في التاريخ أن عظماء المسيحيين قضوا أوقاتًا سعيدة عندما أُضرمت النار في أجسادهم، أو عندما كانوا يواجهون الموت بأية صورة من صوره، لأنهم لمسوا وجود يسوع معهم، فكان لهم السجن كالقصر، والمقصلة كالتاج، وجثسيماني كالبستان... وكلما هبت عواصف الحياة كان يسوع معهم" (412).

وعندما وعد السيد المسيح المؤمنين بِاسمه بأن: "شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ" (لو 21: 18) لم يقصد أنهم سيفلتوا من الضرر الذي يطاردهم، ولكنه يقصد أن كل الأمور دائمًا وأبدًا داخل دائرة الضبط الإلهي، فلن يلحقهم أي أذى إلاَّ بمقدار ما يسمح به هو، لذلك قال: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ" (مت 10: 30). أيضًا الذين أحبوا الملك المسيح استعذبوا الألم واستهانوا بالموت وقبلوا الصليب برضى من أجل اسمه ولم يبالوا بالموت، وأمامنا أنشودة بولس الرسول الخالدة: "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ. أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ.." (رو 8: 35-39).

2- ما المقصود بقول السيد المسيح: "هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ" (لو 21: 22) من ينتقم مِن مَن..؟ تحدث السيد المسيح عن حصاد أورشليم ودمارها والكارثة التي ستحل بها: "وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا" (لو 21: 20) وأوصى المؤمنين أن يهربوا منها: "وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجًا وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا. لأَنَّ هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ" (لو 21: 21، 22) ولاحظ أن السيد المسيح أوصى بسرعة الهرب من المدينة متى أحاطت بها الجيوش لذلك قال: "فَلْيَفِرُّوا" ومن لا يفر من أورشليم سيهلك بأثمها، لأن الأيام أيام انتقام بعد أن صبر اللَّه وأطال أناته عليها منذ العودة من السبي وعلى مدار نحو خمسة قرون، وقد أنذر السيد المسيح أورشليم وبكى عليها ورثاها (لو 19: 41-44) (راجع س619). ولم ترتد أورشليم عن خطاياها بل أكملت آثامها، وبعد الصلب أطال اللَّه أناته عليها أكثر من خمسة وثلاثين عامًا لعلها ترتد عن إثمها ولكنها إزدادت وأفاضت كيلها إذ سفكت دماء الأبرياء مثل دم استفانوس أول الشهداء، فحقَّت عليها العقوبة والنقمة، وجاء عليها سيف العدل الإلهي سنة 70م فجازاها اللَّه عوضًا عن شرورها، وكملت فيها نبوءات الأنبياء (إر 6: 1-8، 7: 32-34، 9: 11-16، دا 9: 26، 27، هو 9: 7، مي 3: 12، زك 14: 1، 2).

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, circle art (image 3) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن في شكل دائرة (صورة 3) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, circle art (image 3) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن في شكل دائرة (صورة 3) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

أما عن أيام الانتقام هذه فقد اجتمع معظم فئات اليهود على مقاومة الرومان وانضم الغيورون للحركة، وكل منهم يخفي خنجره في طيات ملابسه، ومتى حانت له الفرصة في الزحام يطعن جنديًا رومانيًا ويزوغ في الزحام، وشجع الفريسيون حركة التمرد هذه، وبدأت الثورة تجتاح الجليل نحو سنة 66م حيث استولى الثوار على بعض المدن وأقاموا حولها الحصون، وامتنعوا عن دفع الجزية وتقديم الذبائح بِاسم روما، وانتقلت الثورة إلى أورشليم فثار اليهود فيها وتحصنوا بأسوارها، وكان يوسيفوس المؤرخ حينئذ قائدًا في الجليل، وفي عصر الإمبراطور نيرون تحرك الجيش الروماني بقيادة فسباسيان وتصدى لثورة يهود الجليل وأسروا يوسيفوس ونظرًا لعلمه وكفاءته استخدموه كمُترجم ومفاوض بين الرومان واليهود، وزحف الجيش نحو اليهودية وحاصر أورشليم، ولكن عندما علم فسباسيان بموت الإمبراطور فكَّ الحصار وعاد إلى روما ليبحث عن مستقبله السياسي، وفي روما نُصَب إمبراطورًا وعندما فك الحصار فرح اليهود ورأوا في هذا نصرة لهم وتزاحموا داخل المدينة يحتمون بأسوارها، بينما هرب المسيحيون من المدينة إذ تذكَّروا تحذير السيد المسيح أنهم إذا رأوا الجيوش تحاصر المدينة يفرون منها. وسريعًا ما حاصر "تيطس" القائد الروماني فأحكم قبضته على أورشليم في حصار مرير انتهى باقتحام المدينة، لأن اليهود لم يصغوا لصوت العقل ولم يستمعوا لنداء "يوسيفوس" عندما خاطبهم قائلًا: "يا قساة القلوب والرقاب ألقوا أسلحتكم. أشفقوا على وطنكم الذي يقف على حافة الهاوية. انظروا حولكم وفكروا في الجمال الذي أنت مزمعون أن تدمروه. يالها من مدينة وياله من مذبح!! من الذي يجرؤ أن يُقدم كل هذا لنيران اللهب؟ هل بينكم من يرغب في زوال كل هذه الآثار المقدَّسة؟! أية كنوز أغلى من هذه يحرص عليها الإنسان؟ يا من تجردت نفوسهم من الإحساس يا من قست قلوبهم أقسى من الحجارة الصلدة" (413).

ويصف "يوسيفوس" أيام الحصار: "إن الجوع تفاقم بحالة رهيبة حتى أنه كان يقضي كل يوم على أسر بكاملها، وكنت تشهد في الشرفات وفوق الأسطح الكثير من النساء والأطفال في حالة انهيار من وطأة الجوع، وفي الطرقات أكوام من أجساد الشيوخ والعجزة... ولم يكن من الميسور دفن الموتى لكثرتهم، وكان الذين يتولون عملية الدفن يسقطون هم أنفسهم موتى" (414).

كما يقول "يوسيفوس": "إنه من المفزع أن أتحدث عن أشياء لم يشهد التاريخ لها مثيلًا. عن حوادث يصعب على المرء أن يصدقها، وكنت أود أن أمر على هذه الأحداث المريعة مر الكرام وألتزم الصمت حولها، حتى لا أصدم شعور الأجيال المُقبلة بقصص تحط من قدر شعبي وتصوره أمام التاريخ تصويرًا بشعًا ولكن معي شهود عيان عرفوا ما عرفت. ولو أنني إلتزمت الصمت لكنت خائنًا للتاريخ، وجاحدًا حق قومي في وصف ما عانوه من ويلات شديدة في تلك الحقبة من التاريخ... فقد كان الغيورون المتعصبون يجوبون الأزقة طلبًا للطعام، وقد فاحت في أحد المنازل رائحة الطعام المشوي فاقتحموا الدار على عجل، فاستقبلتهم "ماريا" ابنة النبيل " أيزوب " في شرق الأردن وهيَ من أغنى الأسر، وكانت قد قدمت إلى المدينة للاحتفال بالفصح وقد حدث ما حدث، فهددها الغيورون بالقتل إن لم تقدم لهم اللحم المشوي، وبنظرات وحشية قدمت لهم ما طلبوه، فراعهم أن يروا أمامهم نصف طفل مشوي هو ابنها الصغير" (415).

ومما زاد من مأساوية الصورة، أنه شاع بين الجنود الرومان أن اليهود الذين يفرون من الحصار يهربون الذهب في بطونهم، فعندما كانوا يقبضون على أي منهم كان يشرحونه، فقيل أنه في ليلة واحدة تم قتل وتشريح ألفين من اليهود الهاربين. وقد أراد تيطس أن يحافظ على الهيكل كتحفة رائعة الجمال، ولكن الجنود الرومان الذين ضجوا من عناد اليهود من جهة، وطمعًا في ذهب وغنى الهيكل من جانب آخر، اقتحموه وسلبوا ما سلبوا وأحرقوه.

وإذ صارت أورشليم خرابًا ورمادًا ارتفعت فوقها الصلبان من كل جانب، وفي سنة 71م سار تيطس إلى روما في موكب مهيب يجر خلفه (700) زعيم من زعماء اليهود المأسورين مقيدين بالأصفاد، وحملوا في الموكب المنارة الذهبية ومائدة خبز الوجوه، ووضعوا هذه المقدسات في هيكل السلام بروما.

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

3- كيف يطالبنا السيد المسيح بأن ننتصب ونرفع رؤوسنا (لو 21: 28) في اللحظات التي يغشى فيها على الناس من الخوف (لو 21: 26)..؟ بلا شك أن نهاية العالم ومجيء السيد المسيح الثاني هو مُخيف جدًا للأشرار، وبلا شك أيضًا أن مجيئه مُفرح ومُبهج جدًا لبني الملكوت. يرى الأشرار في غضبة الطبيعة وثورتها الغضب الإلهي الآتي عليهم، بينما يراها الأبرار وسيلة التحرر من سلاسل الظلمة والنجاة من السجن والألم والضيق والشدة، ودينونة رئيس هذا العالم... وصف السيد المسيح علامات نهاية العالم والمجيء الثاني قائلًا: "وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ. وَالنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ لأَنَّ قُوَّاتِ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ" (لو 21: 25، 26) ثم قال: "وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ" (لو 21: 28). وبأسلوب القديس بولس الرسول: "لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ الله" (رو 8: 19)، ففي اليوم الأخير سيُعلن مجد أبناء اللَّه وتوضع الأكاليل على رؤوسهم، ولهذا لا يجب أن يشارك أبناء الملكوت أبناء العالم في خوفهم وهلعهم من نهاية العالم، بل ليقفوا وينتصبوا ويرفعوا رؤوسهم لأن العريس قادم بفرح وبهجة وسرور، فهوذا نجاتهم على الأبواب، ونهاية عدو الخير كذلك. وأيضًا يجب أن نُدرك أن الضجيج الذي سيصحب نهاية العالم والفوضى لن تخرج عن نطاق سيطرة ضابط الكل، فجميع هذه الأمور داخل دائرة الضبط الإلهي، وفيما يزول العالم وكل مجده العاطل الباطل يُستعلن ملكوت ابن اللَّه، ولا شك أن المعونة الإلهيَّة ستساند أبناء الملكوت حتى يجدوا سلامًا وفرحًا وبهجة يفوق ضجيج نهاية العالم، وسلام اللَّه الذي يفوق كل عقل بشري يكون موضع اختبار أبناء الملكوت، فلن يعكر صفوة فرحهم أي شيء كان. ويجب أن نستنيقظ تجاه وصية السيد المسيح لنا بالسهر واليقظة: "فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً. لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلًا لِلنَّجَاةِ" (لو 21: 34-36). والخمار هو الصداع الناتج عن الافراط في شرب الخمر (راجع القس أنجيلوس جرجس - يوميات مع كلمة اللَّه - إنجيل لوقا ص458).

4- هل سقطت عبارة علم اليوم والساعة (مت 24: 36، مر 13: 32) بين النص (لو 21: 33) والنص (لو 21: 34) كقول هورن..؟ قال السيد المسيح في إنجيل متى بخصوص علم اليوم والساعة: "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ" (مت 24: 36) وورد مثلها في (مر 13: 32). ورأينا من قبل في دراستنا أن هناك تباينات بين إنجيل مرقس وبين إنجيلي متى ولوقا، ولكن كل مرة يكون هناك تباين بين إنجيل مرقس وإنجيل متى نجد اتفاقًا بين مرقس ولوقا، وكل مرة يكون هناك تباين بين إنجيل مرقس وإنجيل لوقا نجد اتفاقًا بين مرقس ومتى، وهذا الأمر موضع الحوار لا يشذ عن هذه القاعدة حيث تجد هناك تباين بين إنجيل مرقس وإنجيل لوقا، وفي نفس الوقت اتفاق بين مرقس (مر 13: 32) ومتى (مت 24: 36) فلا عجب في هذا.

ومن الطبيعي أنه ليس المطلوب أن تكون الأناجيل الأربعة نسخة واحدة، وأن كل إنجيل يسجل جميع التعاليم والمعجزات التي جاءت في الأناجيل الثلاثة الأخرى، وإلاَّ لكان كاتب واحد يكفي، إنما الوحي الإلهي قصد أن يكون الإنجيل واحد، والكتَّاب أربعة، تتكامل كتاباتهم معًا بدون أي تناقض، فكل كاتب كتب مُسترشدًا بالروح القدس بحسب الهدف الذي يكتب من أجله، كما أن التباينات بين الأناجيل الأربعة لهيَ دليل قوي على عدم تواطئ الإنجيليون الأربعة على تسجيل أقوال بعينها، واهمال أقوال أخرى. وقد سبق مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (1) س59، س74).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(412) ترجمة القس مكرم نجيب - تفسير العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص339.

(413) أورده القس أنجيلوس جرجس - يوميات مع كلمة الحياة - إنجيل لوقا، ص468.

(414) المرجع السابق، ص470.

(415) أورده القس أنجيلوس جرجس - يوميات مع كلمة الحياة - إنجيل لوقا، ص471.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/621.html

تقصير الرابط:
tak.la/x6q8vnn