St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

164- مناظرة 8: 20، 21- هل يمكن وجود علاقات جسدية بين الشياطين والبشر؟

 

فصل 20: سأل جرمانيوس عن ما ورد في سفر التكوين عن الملائكة الساقطين إن كانوا قد مارسوا علاقات جسدية مع بنات الناس (تك2:6)، وما ورد في الإنجيل عن الشيطان أنه كذاب وأبو الكذابين (يو44:8)، ماذا يعني بقوله أب الكذابين؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 66), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 66)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 66), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 66)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

فصل 21: الإجابة عن السؤالين السابقين.

أجاب الأب سيرينوس على السؤالين السابقين قائلاً:

[لا يمكننا أن نعتقد بأن هذه الكائنات الروحية يمكن أن تمارس علاقات جسدية مع النساء. لو كان هذا ممكنًا أن يتحقق حرفيًا، فلماذا لا يحدث الآن أيضًا، فإننا لا نرى بطريقة ما أن نساء يحملن بواسطة شياطين بدون علاقة جسدية مع رجال؟ خاصة عندما يظهر بوضوح أن الشياطين تجد لذة في إثارة الشهوة التي بالتأكيد كان الأفضل لها أن تحققها بواسطتها مباشرة عن أن تتم خلال الرجال، لو كان ذلك ممكنًا لهم أن يمارسوه. وكما يقول سفر الجامعة: "ما كان فهو ما يكون، والذي صُنع فهو الذي يُصنع فليس تحت الشمس جديد. إن وجد شيء يُقال عنه: انظر، هذا جديد. فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا" (جا9:1-10).

لكن السؤال الذي طُرح يمكن أن يُحل بالطريقة التالية: بعد موت هابيل البار، لكي لا يخرج كل الجنس البشري من صلب إنسان قاتل لأخيه وُلد شيث بدلاً من أخيه الذي قتل (هابيل) ليحتل مكانه، ليس فقط بخصوص إنجاب الأجيال، بل وفي ممارسة العدالة والصلاح. وجاء نسله يتبعون مثال صلاح أبيهم، صاروا دائمًا في عزلة عن الدخول في علاقات (زيجية) مع قايين. فقد ظهر الاختلاف بين السلسلتين في الأنساب كما قيل لنا بوضوح: "آدم ولد شيثًا، وشيث ولد أنوش، وأنوش ولد قينان، وقينان ولد مهللئيل، ومهللئيل ولد يارد، ويارد ولد أخنوخ، وأخنوخ ولد متوشالح، ومتوشالح ولد لامك، ولامك ولد نوحًا" (تك5). وجاءت سلسلة أنساب قايين منفصلة: "قايين ولد حنوك، وحنوك ولد عيراد (قينان)، وعيراد ولد محويائيل، ومحويائيل ولد متوشائيل، ومتوشائيل ولد لامك، ولامك ولد يابال ويوبال" (تك17:4-21). وهكذا بقي خط الأنساب النابع من صلب شيث البار يختلط مع بعضه البعض مستمرًا إلى فترة طويلة في قداسة آبائهم وأسلافهم، لا يتلامسون مع تجاديف وشرور النسل الشرير المغروس فيه بذرة الخطية كما لو كانت تتنقل من الأسلاف.

طالما بقي هذا الانفصال بين الخطين: زرع شيث كمن صدر عن جذر ممتاز، دُعي بسبب قداسته "ملائكة الله"، أو كما نسخها البعض "أبناء الله" (تك 2:6)[LXX]. وعلى العكس دُعي الآخرون بسبب شرهم وشر آبائهم وتصرفاتهم الأرضية "بنات الناس".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بالرغم من وجود الانفصال المقدس والنافع بينهما حتى هذا الوقت، فإنه بعد ذلك رأى أولاد شيث الذين هم أبناء الله البنات اللواتي من نسل قايين، فالتهبت فيهم الشهوة بسبب جمالهن، واتخذوا لهم منهن زوجات. علّمت الزوجات رجالهن شر آبائهن، واقتدن إياهم بعيدًا عن القداسة الموروثة وبساطة الذهن التي لآبائهم. فانطبق عليهم بكل دقة هذا القول: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 6:82-7). هؤلاء سقطوا من الدراسة الحقيقية للفلسفة الطبيعية التي تسلموها من أسلافهم، حيث تتبع الرجل الأول (آدم) دراسة كل الطبيعة واستطاع أن ينالها بوضوح، وسلّمها إلى خلفه على أسس أكيدة، وذلك قدر ما رأى العالم في بدء نشأته، حيث كان لا يزال الإنسان في رقته وبساطته كمن فيه ليس فقط كمال الحكمة هذه، بل ونعمة النبوة التي وهبت له بالوحي الإلهي، حتى أنه بينما كان ساكنًا في هذا العالم غير متعلم أعطى أسماء لكل الكائنات الحية، ولم يعرف فقط ثورة كل أنواع الحيوانات والثعابين وسمومها، بل وميّز بين أنواع النباتات والأشجار وطبائع الأحجار وتغيير الفصول التي لم يكن بعد قد اختبرها. استطاع أن يقول حسنُا: "الرب وهب لي علمًا يقينًا بالكائنات حتى أعرف نظام العالم، وفاعلية العناصر، ومبدأ الأزمنة ومنتهاها وما بينها، وتعاقب الاعتدالات وتغيير الفصول، ودوائر السنة ومراكز النجوم، وطبائع الحيوانات وغرائز الوحوش، ونغمات الأرواح وخواطر البشر، وأنواع النبات وخواص الجذور، فعرفت كل ما خفي وكل ما ظهر" (حك 17:7-21).

تسلم نسل شيث هذه المعرفة الخاصة بكل الطبيعة خلال تعاقب الأجيال التي تسلمتها من الآباء، طالما بقيت الأجيال معتزلة الخط الشرير، إذ تتقبلها في قداسة، وتستخدمها لمجد الله ولإشباع احتياجاتها اليومية.

لكن إذ امتزجت بالجيل الشرير انسحبت نحو اقتراحات الشياطين وأفسدت استخدامها بطريقة ضارة. فقدت المعرفة التي تعلمتها في براءة، وصارت تتعلم في حب استطلاع مع جسارة بلا تعقل فنون السحر والتلاوات والخرافات. تعلمت الأجيال المتعاقبة أن تترك عبادة الله المقدسة، وأن تكرم وتسجد للعناصر أو النار أو شياطين الهواء.]

يروي بعد ذلك الأب سيرينوس كيف انتقلت فنون السحر وعبادة الأصنام والشياطين حتى بعد الطوفان خلال الزيجات الخاطئة بين أولاد الله وبنات الناس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-8-20-physical-relationships.html

تقصير الرابط:
tak.la/gsqcq9c