St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

223- مناظرة 13: 8- الله المحب والإنسان قاسي القلب!

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 54), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 54)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 54), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 54)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

8- الله المحب والإنسان قاسي القلب!

 

وصفت الكلمة الإلهية اهتمام الله وعنايته بنا على لسان هوشع النبي تحت رمز أورشليم كزانية، التي انحرفت في غيرة مملوءة جحودًا عندما قالت: "أذهبُ وراءَ محبيّ الذين يعطون خبزي ومائي، صوفي وكتاني، زيتي وأشربتي"، فتجيبها التعزية الإلهية لا لأجل تحقيق شهواتها إنما رغبة في خلاصها فتقول: "لذلك هاأنذا أسيّج طريقكِ بالشوك، وأبني حائطها حتى لا تجد مسالكها. فتتبع محبّيها ولا تدركهم وتفتش عليهم ولا تجدهم. فتقول أذهب وأرجع إلى رجلي الأول لأنه حينئذٍ كان خير لي من الآن" (هو5:2-7).

وقد وصف عنادنا واستهتارنا إذ نزدري به بروح متمردة عندما يحثنا إلى الرجوع المفيد - وذلك في المقارنة التالية: يقول الله: "قلت تدعينني يا أبي ومن ورائي لا ترجعين، حقًّا إنهُ كما تخون المرأَة قرينها هكذا خنتموني" (إر3: 19، 20). فهو يقارن أورشليم (النفس البشرية) بامرأة زانية تطلب رجلاً. ويقارن محبته لنا برجل يموت في محبة عروسه.

فصلاح الله ومحبته التي يعلنها على الدوام لكل البشر، لا تُغلب إلا بكفنا عن الاهتمام بخلاصنا، وهروبنا من اهتمام الله بنا، كما لو أنها قُهرت بشرورنا، لذلك فإنها لا تُقارن إلا برجل محترق بنيران الحب من أجل امرأته، إذ يذوب من أجل محبته لها قدر ما يراها تستخف مستهينة به. إذن الحماية الإلهية حالة معنا على الدوام بغير انفصال.

عظيم هو حنو الخالق تجاه خليقته، الذي لا يرافقها حنوه فحسب، بل ويتقدمها!... عندما يرى فينا طيفًا خفيفًا من بداية الإرادة الصالحة، للحال يلهبه ويقويه ويتعهده لأجل خلاصنا، فينمي ما قد غرسه فينا أو ما يراه قد نشأ عن جهادنا، إذ يقول: "قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعدُ أنا أسمع" (إش24:65). وأيضًا "يتراءَف عليك عند صوت صراخك" (إش19:30). وفي صلاحه لا يلهمنا بالرغبات المقدسة فحسب، وإنما يخلق لنا فرصًا للحياة وللنتائج الصالحة، ويكشف اتجاه طريق الخلاص للذين ضلوا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-god-is-loving.html

تقصير الرابط:
tak.la/cw85gkx