St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   breath-of-life
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: نفخ في أنفه نسمة حياة - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

5- تفسير الآباء لنسمة الحياة

 

تفسير الآباء لنسمة الحياة:

القديس كليمندس السكندري
العلامة أوريجانوس
القديس كيرلس الكبير
الأسقف بولس البوشي
القديس إيرينيئوس
القديس كيرلس الأورشليمي
القديس باسيليوس الكبير
القديس مار فيلوكسينوس أسقف منبج
القديس ساويرس الأنطاكي
تاتيان المدافع السوري
القديس أفراهاط السرياني والقديس يعقوب السروجي

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس كليمندس السكندري

مدرسة إسكندرية -والتي ننتمي إليها- تبنت بوضوح صريح أن نفخة الله في آدم هي الروح القدس. ونبدأ مع القديس العلامة اكليمندس السكندري الذي يقول بأن الشهيق الذي أخذه الإنسان بسبب نفخة الله يعني أن الله أودع أمرًا خاصًا به في الإنسان. فهو يوضح أن ما أُودع في الإنسان ليس مجرد نَفَس الإنسان بل هناك أيضًا أمرًا خاصًا بالله.

 

ترجمة نص القديس العلامة اكليمندس السكندري في كتابه "المربي"[5]

[الرب يدبر كل صلاح ومعونة، وذلك بحسب كونه بشرًا وإله معًا؛ فكإله هو يغفر خطايانا، وكإنسان فهو يدرّبنا ألا نخطئ. وبهذا، فإن الإنسان عزيزٌ عند الله، لأنه صنعته. فبقية أعمال الخلق صنعها بكلمة أمره فقط، وأما الإنسان فقد شكّله بنفسه عن طريق يديه، ونفخ فيه ما كان خاصًا به (بالله). فهذا إذًا الذي شكّله بنفسه، وعلى مثاله، أيكون مخلوقًا بواسطة الله لكي يكون مرغوبًا فيه من ذاته؟ أم أنه شكّله ليكون مرغوبًا فيه من شيء آخر؟[6] فالإنسان إذًا مطلوبًا لذاته، وهكذا فإن ذاك الذي هو صالح (الله) أحب ما هو صالح (الإنسان)[7]، وهذا الحب العاشق (الساحر) هو داخل حتى في الإنسان، وهذا هو الأمر الذي نسميه شهيق (نفخة) الله.]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

العلامة أوريجانوس

ثم ورث هذا الرأي أيضًا العلامة أوريجانوس، الذي يقول بأن قصد الكتاب من كلمة "نفخ في أنفه" هي أن الله أراد توصيل روحه القدوس للإنسان. فقد كان كلسوس المنتقد جدًا لموسى النبي يستهزئ بالتعبير المكتوب في سفر التكوين حيث كان يفهم المكتوب أن الله صنع شكلًا من طين ثم نفخه -مثلما ننفخ البالونات- فصار حيًا. لكن أوريجانوس وضّح أن المعنى الخفي وراء الكلمات هو أن الله أراد أن يوصّل روحه للإنسان.

 

ترجمة نص العلامة أوريجانوس[8]

[لاحظ أيضًا انتقاد كلسوس الشديد لما يلي. فإن الكتب المقدسة، وهي متكلمة عن جَبْل الإنسان، تقول: "ونفخ الله في وجهه نسمة حياة فصار الإنسان نفسًا حية." ولأن كلسوس، مريدًا أن يُحقر بخبث من "تنفسه (تنفس الله) في وجهه (وجه آدم) نسمة الحياة، وغير فاهم معنى التعبير المُستخدم، يُقر أنهم يؤلفون قصة أن الإنسان جُبِلَ بيدي الله (كعروسة) ثم ملئ بالهواء (كالبلونة inflated) ليصبح هو الحال كما ننفخ الجلد (مثلًا في عملية سلخ الحيوان). إنه يحتقر جملة "نفخ في وجهه نسمة حياة"، وهي الألفاظ التي عبرت رمزيًا (تشبيهيًا) وتتطلب شرحًا لتوضيح أن الله وَصّل للإنسان روحه غير الفاسد، لأنه يقول "روحك غير الفاسد في كل الأشياء[9]]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس كيرلس الكبير

وقد كان أفصح الآباء تعبيرًا عن حلول الروح القدس في آدم الأول هو القديس كيرلس الكبير والذي ذكر هذا الأمر صراحة أكثر من مرة في العديد من كتاباته. ففي تفسيره لإنجيل يوحنا، يسمي القديس كيرلس الافتراض بأن النفخة الإلهية تحولت إلى نفس بشرية بأنه "تعليم زائف". ثم ينطلق القديس كيرلس من مبدأ لاهوتي أساسي وهو أن الله بسيط في تكوينه ولا يتغير ولا يتحول، فيطرح مسألة هامة أمام أولئك الذين لا يعترفون بأن النفخة كانت الروح القدس كما يلي: هل هذه النفخة تحولت في الإنسان إلى نفس بشرية وبذلك ينادي هؤلاء أن طبيعة النفخة تغيرت وتخطت قانون طبيعتها الخاصة- الأمر الذي يُعتبر تجديف في رأي القديس كيرلس؟ أم أن هذه النفخة استمرت كما هي في الإنسان ولم تتحول وبذلك سنواجه مسألة أصعب وهي أن هذه النفخة الصادرة من الله والتي لم تتغير أو تتحول قد صارت مائلة للشر وعُرضة للشهوات؟

 

ثم يُصّرح مُعلم الكنيسة الجامعة ويقول:

[لا يوجد أي إنسان ذو تفكير سليم، يمكن أن يفترض أن النسمة التي صدرت من الجوهر الإلهي صارت نفسًا مخلوقة، بل إنه بعد أن صار للمخلوق نفس، أو بالحري بعد أن بلغ إلى كمال طبيعته بوجود النفس والجسد معًا، فإن الخالق طبع عليه ختم الروح القدس أي ختم طبيعته الخاصة، أي نسمة الحياة، والتي بواسطتها صار المخلوق مُشَكَّلًا بحسب الجمال الأصلي، واكتمل "على صورة ذاك الذي خلقه"، وهكذا وُهبت له الإمكانية لكل شكل من أشكال السمو، بفضل الروح الذي أعطي له ليسكن فيه. ولكن لأنه يملك حريَّة الإرادة ليتصرَّف في أغراضه الخاصة. لأن هذه الحرية هي إحدى عناصر الصورة، مثلما أن الله الذي خلقه له السلطان على أهدافه الخاصة به، ولكن المخلوق تحوَّل وسقط.][10]

 

يؤكد القديس كيرلس نفس الفكرة في موضع آخر:

[إن الإنسان خُلِقَ بحسب صورة الله ومثاله طالما أنه -بحسب طبيعة وجوده الحي- مزود بالجود والبر. لكن، ولأن الإنسان لم يكن ينبغي فقط أن يكون عاقلًا ولديه ميل تجاه الصلاح والبر، بل أن يكون مشاركًا للروح القدس لكي يكون لديه خواص الطبيعة الإلهية الأكثر بهاءً، نفخ الله فيه نسمة حياة. هذا هو الروح القدس الذي بواسطة الابن، مُنِحَ للخليقة العاقلة، وهكذا أخذت شكل النوع الأسمى جدًا، أقصد الإلهي.][11]

 

وأخيرًا يشرح القديس كيرلس الأمر بوضوح شديد في تفسيره للأنبياء الصغار ويقول:

[لقد أُعطي الروح في البدء لآدم، غير أنه لم يستقر في طبيعة الإنسان، لأن آدم غاص في الضلال، وزل في الخطية][12]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

الأسقف بولس البوشي

وعن امتداد التعليم الأرثوذكسي في كنيسة الإسكندرية، نجد منارة تسطع في عصور الظلمات، الأسقف العلامة بولس البوشي أسقف مصر وأعمالها[13]، والذي يُعد أبرز معلمي اللاهوت باللغة العربية. أما عن تعاليمه عن النفخة الإلهية، فيؤكد مرتين في مقاله "ميمر عن عيد الغطاس" أن الروح القدس نُزع من آدم بالمخالفة" فيقول:

{وقال: «من لم يولد من الماء والروح فلا يعاين ملكوت الله» (يو 3: 5). هذا الذي به جدَّدنا وجعلنا بنين للآب في الحياة المؤبدة. كما يقول الرسول: «إنه أحيانا بغُسل الميلاد الثاني وبتجديد موهبة روح القدس» (تي 3: 5)، أعني عن الروح الذي نزعه من آدم عند المخالفة، جدَّده فينا بالمعمودية مجانًا بنعمته. قال: «الذي أفاضه علينا من غناه وفضله بتأييد يسوع المسيح محيينا، لنتبرر بنعمته ونكون وارثين لرجاء الحياة الدائمة (تي 3: 6-7). فلذلك يا أحبائي، كرامة هذا العيد جليلة جدًا، ويجب علينا أن نوقرها لأن فيها استعلن لنا سرُّ الثالوث. اليوم أعطانا الابنُ سلطانًا أن نولد من ذي قبل، ونصير بنين لله الآب بالروح. والروح يشهد لأرواحنا إننا بنون لله (رو 8: 16). اليوم رضّ الربُّ رأس التنين على المياه، كنبوة داود (مز 74: 13). اليوم عَتَقَنَا الابنُ من العبودية المرة، وصيرنا أحرارًا عندما جعل فينا موهبة روح قدسه، ذاك الذي نزعه من أبينا آدم عند أكله من عود المعصية.}[14]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس إيرينيئوس

وأما خارج مدرسة الإسكندرية فنجد شهادات من آباء آخرين مثل القديس إيرينيئوس أسقف ليون والذي سنتوقف عنده برهة لنفهم رؤيته عن الإنسان. فتعريف الإنسان عند إيرينيئوس أو تكوينه الأساسي ينطوي على ثلاث مكونات: الجسد والنفس[15] وروح الله. وبدون المكون الأخير تصبح حياة الكائن الذي أمامنا تُشبه الحيوان ولا يصح أن يُدعى إنسانًا. ومن هذا التعريف انطلق إيرينيئوس في شرحه للخلقة والسقوط والفداء، بل وكان هذا مبدأه في تفسير الكثير من الآيات. فمثلًا في تفسيره لآية " إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ" (1كو 15: 50) والتي نادى بعض الهراطقة بفهم خاطئ لها؛ بأن الإنسان لم يُخلق لكي يرث الملكوت، نجد القديس إيرينيئوس يجدد شرحه للتكوين الثلاثي للإنسان الكامل. فيقول عن هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا ينتظرون مجيئه:

[أولئك إذًا مهما كانوا كثيرين الذين ليس لهم ذلك الذي يُخلّص، ويشكّلنا للحياة الأبدية، سيكونوا وسيُدعون مجرد لحم ودم لأن هؤلاء هم الذين ليس لهم الروح في أنفسهم. لذلك فالناس الذين من هذا النوع يتحدث عنهم الرب على أنهم أموات". لأنه يقول: "دع الموتى يدفنون موتاهم" (لو 9: 6)، لأن ليس عندهم الروح الذي يحيي الإنسان.][16]

ثم يكمل حديثه لكي يؤكد أن ما يقصده الكاتب بالحياة هو وجود روح الله في الإنسان حيث يقول:

[لذلك إن كان الجسد حينما يكون معدمًا من روح الله، هو ميت، وليس له حياة، ولا يستطيع أن يقتني ملكوت الله. فإن الدم يكون غير عاقل، ويسكب كالماء على الأرض. ولذلك يقول: "كما الترابي هكذا الترابيون أيضًا" (1 كو 15: 8). ولكن حيث يوجد روح الآب، يوجد إنسان حي، يوجد الدم العامل محفوظًا من الله، لأجل الانتقام (من الذين سفكوه)، يوجد الجسد الذي يكون مملوكًا للروح، ناسيًا حقًا ما يخصه، ومتبنيًا صفة الروح، إذ يصير مطابقًا لكلمة الله. ولهذا السبب يقول الرسول:" كما لبسنا صورة الترابي، ستلبس أيضًا صورة السمائي" (1 كو 15: 49) أي الروح.][17]

ثم يختم شرحه للآية بملخص واجمال هام لشرح علاقة الروح القدس بالجسد والنفس فيقول:

[ولكيلا نفقد الحياة بفقدان ذلك الروح الذي يمتلكنا، قال الرسول وهو يحضنا على شركة الروح بحسب العقل بهذه الكلمات التي اقتبست حالًا "إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله"، كما يريد أن يقول: "لا تضلوا إن لم يسكن كلمة الله مع روح الآب فيكم، وإن كنتم ستحيون بطياشة وبإهمال، كما لو كنتم هذا فقط؛ أي مجرد لحم ودم، فلا تقدرون أن ترثوا ملكوت الله.][18]

ومن هذا يمكننا أن نفهم -إذا تبنينا إيمان القديس إيرينيئوس- أن الإنسان الكامل في فكر الله هو جسد ونفس وروح قدس. وهكذا يمكننا أيضًا أن ندرك أن خلقة الإنسان الكامل على صورة الله ومثاله تعني بالضرورة خلقته من جسد ونفس ومتحد بروح الله القدوس. لأن الله لم يخلق الإنسان لكي يفنى أو يموت، بل ليرث الحياة الأبدية. وكيف سيرث هذه الحياة إن كان لحمًا ودمًا لا يرثانها؟ إذا فإن الله كان قد أعد آدم كإنسان كامل ليرث الحياة الأبدية عن طريق شركته مع الروح القدس. وقد أدانت الكنيسة في القرن الخامس من انحرف عن هذا الفكر مثل بيلاجيوس الذي ادّعى أن نسل آدم لم يرث منه الموت نتيجة الخطية، بل إنه كان سيموت حتمًا لأنه خُلِقَ هكذا، بل إن آدم نفسه كان سيموت سواءًا أخطأ أم لا.

واختصارًا لفكر القديس إيرينيئوس أبو التقليد الكنسي نجده يقول:

[لأن الإنسان الكامل يتكون من اختلاط واتحاد النفس نائلة روح الآب وامتزاج تلك الطبيعة الجسدية التي شكلّا صورة الله.][19]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس كيرلس الأورشليمي

ننتقل إلى القديس كيرلس الأورشليمي وهو علامة فارقة في التعليم اللاهوتي حيث أنه من أهم الآباء الذين كتبوا عظات محددة في موضوعات إيمانية للذين سيتقدمون للمعمودية، وذلك ليلقنهم الإيمان السليم قبل قبولهم تلك السمة. يصف هذا الأب القديس نفخة ربنا يسوع المسيح في وجه رسله لكي يقبلوا الروح القدس بالنفخة الثانية، وذلك لأن النفخة الأولى كانت قد اُخمدت عن طريق خطية آدم. فبمقارنته للنفختين ووضعهما في نفس المرتبة فإنه يُشير بوضوح أن ما وضعه الله في آدم بالنفخة يتعدى مجرد النفس، بل وأيضًا تعبيره أن النفخة الأولى قد أُخمدت تشير إلى أمر آخر غير النفس المستمرة والتي لم تُخمد بعد الخطية، ولكنها اقتباس صريح من الآية: "لا تطفئوا الروح"[20].

 

ترجمة نص القديس كيرلس الأورشليمي

[فإن صحبة هذا الروح القدس قد أنعم بها (الرب يسوع) على الرسل، لأنه مكتوب: "وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ.[21]" هذه كانت المرة الثانية التي نفخ فيها في الإنسان، لأن نفخته الأولى كانت قد أُخمدت عن طريق خطاياه الإرادية.][22]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس باسيليوس الكبير

أما عن رأس الآباء الكبادوك القديس باسيليوس الكبير، والذي يُعد واحد من أهم من كتبوا مقالات متخصصة عن الروح القدس، فقد قارن هو الآخر بدوره بين النفخة الأولى التي استنشقها آدم، وبين الثانية التي نفخها المسيح في تلاميذه. فيستنتج أن الإنسان الأول كان قد أخذ نعمة بالنفخة الأولى ثم أضاعها، ولكن عندما أتى المسيح ليجدد الإنسان مرة أخرى، نفخ ثانيةً لكي يُعيد النعمة للإنسان مرة آخرى. ويضيف أيضًا أن النفخة الأولى كانت قد أعطت للإنسان نعمة بمقدار معين من المشاركة بين الإنسان والله، وهذا لكي يستطيع الإنسان أن يعرف الأصل الذي خُلِقَ على صورته.

 

ترجمة نص القديس باسيليوس

[وعندما قام من الأموات لم يتركه (الروح القدس)، أي أثناء تجديد الإنسان، ولكي يعطي للإنسان ثانيةً النعمة التي كان قد أخذها من نفخة الله وفقدها، نفخ يسوع في وجه تلاميذه وقال: "اقبلوا الروح القدس من غفرتم لهم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت".][23]

 

ويقول أيضًا القديس باسيليوس الكبير:

[إنه (الله) قد نفخ في وجهه، بمعنى أن درجة معينة من مشاركة نعمته قد أًودعت في الإنسان، حتى أنه من خلال كونه مثال، يُدرِك ما هو مثيل له[24]. وبالإضافة لذلك، ولكونه كُرّمَ بسبب خلقته على صورة الخالق، فإنه كُرّم فوق السماوات، فوق الشمس، فوق مجموعات النجوم. لأنه لأي من الأجرام السماوية قيل إنه تَكَوّن على صورة الله العظيم؟][25]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: Saint Philoxenus of Mabbug (image 2). صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس فيلوكسينوس أسقف منبج (مارفيلوكسينوس المنبجي) (صورة 2).

St-Takla.org Image: Saint Philoxenus of Mabbug (image 2).

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس فيلوكسينوس أسقف منبج (مارفيلوكسينوس المنبجي) (صورة 2).

القديس مار فيلوكسينوس أسقف منبج

أما المدرسة السريانية الشقيقة فنجدها تؤمن نفس الإيمان الأرثوذكسي. فنجد بطل الأرثوذكسية القديس مارفيلوكسينوس أسقف منبج [26] يتبنى فكر إيرينيؤس بأكثر وضوحًا وصراحة، فيقول:

[إن الروح القدس الذي أخذناه من الله هو حياة النفس. لهذا السبب اعطى للرسل ومنهم لنا جميعًا بالنفخة. وصار بالنسبة للكل مثل النفس لأننا قد لبسنا الروح لكي يصبح بالنسبة لنا مثل علاقة النفس بالجسد. والروح الذي أخذه آدم بالنفخة من الله كما هو مكتوب "ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية".[27] وفي العهد الجديد أيضا مكتوب "نفخ يسوع في وجوه تلاميذه وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتموها عليه أمسكت."[28] فكيف يهرب الروح أمام الخطايا وهو الذي قال عنه الرب أنه يغفر الخطايا؟ لذلك ليس من الصواب أن نتكلم عن الروح كهارب منا بسبب خطايانا، بل بالحري إن الخطية هي التي تهرب من حضور الروح. لأن الظلمة لا تدحر النور، وإنما النور هو الذي يشتت الظلمة. وهكذا ليس هو النور الذي يهرب أمام الخطية، وإنما الخطية هي التي تهرب من حضور الروح.

وهكذا إذا كان الروح الذي هو حياة نفسنا، وهو لذلك أعطى لنا بالنفخة مثل الحياة التي أعطيت لآدم الأول بواسطة النفخة، فمن الواضح أنه إذا فارقنا فإن نفوسنا تموت فورًا كما يموت الجسد فور خروج النفس التي تسكنه، وإذا مات الجسد بانفصال النفس عنه، فليس هناك حاجة للدواء لأنه يكون غير قابل للشفاء. فالعين لا يمكن أن تشفى، ولا الرجل المكسورة تفيدها الجبيرة، ولا اليد العاجزة تتشدد قدرتها على الحركة، ويعجز أي عضو فيه عن نوال الشفاء إذا أصابه جرح، لأن الجسد قد حرم من الحياة التي تجعله قادرًا على اقتبال الشفاء. هكذا يحدث للنفس إذا فارقها الروح القدس، إذ تصبح مثل الجثة الميتة غير قادرة على نوال الشفاء من أي خطية حيث لا توجد في النفس قوة حياة الروح القدس. وكيف يمكن استخدام الأربطة والأدوية في شيء فقد قوة الحياة والحركة؟ هل رأيتم قط طبيبًا يعالج جثة ميتة؟ أو يضع ضمادات على عضو مقطوع ومفصول عن الجسد؟ كذلك النفس لا تكون لها فرصة للشفاء، وتكون غير قادرة على صنع توبة عن خطاياها، إذا فارقتها حياة الروح القدس التي نالتها في المعمودية.] [29]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس ساويرس الأنطاكي

هذا وقد عَلّم القديس ساوريوس الإنطاكي أيضًا بنفس ما علّمه مارفيلوكسينوس معتمدًا على أقوال القديس كيرلس السكندري والقديس باسيليوس الكبادوكي. فقد صرّح القديس ساويرس أنه هناك البعض الذين يقولون -بشكل تراتبي- أن الله خلق الجسد وصنعه من الطين ثم بعد ذلك نفخ فيه نسمة الحياة، ولكنه يدعو هذا استنتاجا باردًا أو فاترًا (Cold Supposition) للكلمات المكتوبة في سفر التكوين. ثم ينطق القديس ساويرس كعادته بتعاليم الآباء الذين سبقوه ويستشهد بما قاله القديسان كيرلس وباسيليوس حول النفخة ويؤكد أنه بهذه النفخة قد نال الإنسان حياته باتحاده بالروح الإلهي.

 

ترجمة نص القديس ساويرس الأنطاكي

[لأنه في مواجهة هذا النزاع، يجب علينا أن نجيب بكل نشاط، أنه في (موضوع) خلقة أو جبلة الإنسان، فإن النفس العاقلة في الإنسان لم تُخلَق قبل الجسد، أو الجسد كُون قبل النفس. لماذا تجر (تسحب) تعاليم الآباء القديسين التي تقول بأن النفخة الإلهية هي الروح القدس، قوة فاعلة وعاملة، وهي القوة التي تخلق نفس الإنسان، إلى اعتراض بغيض بقولك هذا، لأن هؤلاء الذين يقولون هذا يتمسكون بكل وضوح بأن الجسد قد خُلق أولًا، وبعد أن اكتمل هذا الخلق (التكوين)، استقبل الإنسان النفس، حيث أن الكتاب المقدس يقول: " وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً"[30]، وكأن الجَبْل (الخلق) يأتي أولًا ثم بعد ذلك تأتي الحيوية طبقًا لرواية الكتاب؟ ولكننا لن نصل لهذا الافتراض الفاتر لو أننا وضعنا في أذهاننا أن الله يخلق ليس كالبشر الضعفاء... ومُتاح لنا أن نقدم بعض الاستشهادات التي تدل على أن النفس قد خُلقت عن طريق النفخة الإلهية، ولكن من الواضح أن القديس كيرلس (السكندري) علمهم في كتاباته، مظهرًا أن نفس الإنسان قد جاءت إلى الحياة عن طريق النفخة الإلهية، هكذا نفهم نحن أن الإنسان وهو مخلوق ويمتلك نفسًا، قد أَدخلت له النفخة فقط عطايا روحية وأنماط من الاتحاد الإلهي. وأيضًا القديس باسيليوس فيما كتب عن الروح القدس، عَلَّم بما يلي: "لأنه عندما خسر آدم النعمة الممنوحة بالنفخة الإلهية، فإن المسيح قد أعطاها مجددًا عندما نفخ في وجه تلاميذه وقال: {أقبلوا الروح القدس}" وقال أيضًا (القديس باسيليوس):"عندما نفخ في العقل، فإنه ليس آخر مختلف عن الذي نفخ في البدء، ولكن هو نفسه الذي أعطى النفخة، والذي كان قد أعطاها مع النفس، ولكن الآن أعطاها للنفس." كل هذه الكلمات كتبناها كتوضيح وافر للكلمات المكتوبة: " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" وأيضًا هذه الكلمات: " وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ."] [31]

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

تاتيان المدافع السوري

وبعد أن ذكرنا تعليم أكبر معلمي اللاهوت في تاريخ الكنيسة السريانية، نرجع تاريخيًا إلى واحد من أوائل المدافعين عن الإيمان المسيحي من سوريا وهو تاتيان[32] الذي قال إن كلمة "روح" يمكن أن تشير إلى أمرين مختلفين: (1) إلى نفس الإنسان soul، وهي مخلوقة، (2) ويمكن أيضًا أن تشير إلى روح الله غير المخلوق. ثم يستطرد ويقول بوضوح أن الإثنين كانا في آدم، لأنه بدون الثاني يصبح آدم فانيًا.

 

ترجمة نص تاتيان المُدافع السوري

[نقدر أن ندرك أن هناك نوعان من الروح: الأول الذي يُدعى نفسًا soul، أما الآخر فهو أعظم من النفس، فهو صورة ومثال الله، والإثنين كانا موجودين في الإنسان الأول، حتى أنه يكون من ناحيةٍ مصنوع من المادة، ومن ناحية أخرى أعظم من المادة.] [33]

 

نص آخر للعلامة تاتيان

[ذاك الذي كان مخلوقًا على صورة الله، وانفصل عن الروح الكثير القوة، يصير فانيًا.][34]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس أفراهاط السرياني والقديس يعقوب السروجي

وقد سارت المدرسة السريانية تقريبًا على نفس النهج، فالقديس أفراهاط السرياني يقول إن الله نفخ روحه في البشر ليسكن فيهم، بل وأيضًا نفخ فيهم ليسكنوا هم فيه. أما مار يعقوب السروجي فينوه في أكثر من موضع أن المجد الذي خلعه آدم بالخطية هو ما نلبسه في المعمودية. وعلى القارئ أن يفهم ما هو هذا المجد. ثم بعد ذلك نذكر قولًا صريحًا له أن الله أعطى روحه للإنسان ليكون صورة منه.

 

ترجمة نص القديس أفراهاط السرياني

[هوذا النعمة والمحبة التي لخالقنا الصالح، لأنه لم يحسد البشر (لم يبخل على البشر) على اسم الألوهة أو اسم التكريم أو اسم المُلك أو اسم السلطة، لأنه هو أب المخلوقات التي على وجه العالم، وهو الذي قد كرّم ورَفَعَ ومَجَّدَ البشر فوق كل المخلوقات. لأنه بيديه المقدستين شكّلهم ومن روحه نفخ فيهم. ومنذ القدم أصبح (الله) لهم موضع سُكنى، فبَقٍيَّ (استراح) فيهم وبينهم مشي. لأنه قال عن طريق النبي: "وأنا أسكن فيهم وأسير بينهم"[35]. بل ويقول أيضًا النبي إرميا: "أنتم هيكل الله، لو أصلحتم طريقكم وأفعالكم"[36]. ومنذ القدم قال داود: "يَا رَبُّ، مَلْجَأً كُنْتَ لَنَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ.[37]] [38]

 

اقتباسات من القديس ماريعقوب السروجي عن المعمودية

[انها المعمودية التي تُعطي حلة المجد لآدم التي سرقتها الحية منه بين الأشجار.][39]

وأيضًا: [ايها المعتمد الذي وجد ذلك المجد الذي شلحه آدم، لا تفقده ايضا بالخطيئة بعدما وجدته.][40]

وأيضًا يقول: [رمزُ القدرة العاملة (يقصد الله) جمع الغبار وألقاه وجبل طينا وخلطه ووحّده في الهواء، واشتغله في النار واعطاه الروح المحيي، فصار صورة يابسة، ورطبة، وباردة، وحارة، خلط العناصر كالألوان ومزجها، ومنها صنع صورة لائقة مليئة جمالا.][41]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[5] Clement of Alexandria, Paedagogus, ANF02. 3.

[6] بمعنى: هل الله خلق الإنسان لمنفعة الإنسان نفسه، أم أن الإنسان مخلوق ليخدم شيء آخر أو لأنه نافع لشيء آخر؟

[7] بمعنى أن الله خلق الإنسان على صورته لأن ما يسُر الله هو صورته. فالإنسان مخلوق لكي يُسَر بالله والله يُسَر به وليس لمنفعة كائن آخر.

[8] Origen, Against Celsus, ANF04, Chapter XXXVII, &for the same idea: Cf. Origen, On First Principles, 6. 3.

[9] إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ رُوحَكَ الَّذِي لاَ فَسَادَ فِيهِ. (حك 12: 1).

[10] القديس كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا، المجلد الثاني، ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، الإصحاح الرابع عشر، ص 214 و215.

[11] القديس كيرلس السكندري، ضد الذين يتصورون أن لله هيئة بشرية، ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، الفصل الثاني، ص 53.

[12] القديس كيرلس السكندري، تفسير سفر يوئيل، 2. 27.

[13] يكتب عنه مثلث الرحمات الأنبا إبيفانيوس: الأنبا بولس البوشي واحدٌ من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر، ومن أشهر أساقفة الكنيسة القبطية في ذلك العصر. يعتبره الكثير من علماء الآبائيات امتدادًا للعصر الذهبي للآباء، لما تميزت كتاباته بالمعرفة اللاهوتية الإسكندرية الرصينة، والتفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس، والكتابات الدفاعية والجدلية ضد الخارجين عن الإيمان القويم، بالإضافة إلى عظاته الروحية وإداراته الحكيمة لشعبه وللكنيسة في تلك الأيام.

[14] مقالات الأسقف بولس البوشي، أسقف مصر وأعمالها، القس منقريوس عوض الله، ميمر عيد الغطاس ص45 و46.

[15] والنفس هنا تعني المُكون غير المادي للإنسان والذي يشمل الروح الإنسانية. فالإنسان يتكون من مكونين: (1) المكون المادي للإنسان وهو الجسد، (2) المكون غير المادي للإنسان وهو ما يقال عنه أحيانًا نفس الإنسان، وأحيانًا آخري روح الإنسان. وهذه النفس تشمل عدة قوى مثل الروح البشرية، عقل الإنسان، قلب الإنسان والنَفَس الذي يعطي الحياة الأرضية للجسد. أحيانًا تُستخدم كلمة نَفْس ككل يشمل أجزاء، وأحيانًا تُستخدم الأجزاء مثل قلب الإنسان لتعبر عن الكل. وقد ناقش بعض الآباء الاختلاف الدقيق بين هذه الألفاظ، إلا أن هذا الأمر ليس موضوع كتابنا.

[16] القديس إيرينيئوس، ضد الهرطقات، ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية. 5. 9. 1.

[17] نفس المرجع السابق، 3.

[18] نفس المرجع السابق، 4.

[19] القديس إيرينيئوس، ضد الهرطقات، ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية. 5. 6. 1.

[20] الكلمة في الآية (1 تس 6: 19) باليونانية τὸ πνεῦμα μὴ σβέννυτε هو: إخماد أو إطفاء. وهي نفس الكلمة التي استخدمها القديس كيرلس الأورشليمي.

[21] (يو 20: 22، 23).

[23] ΕΠΕ 10, 384-386, and also, PG32, 140 A-144A, and also NPNF208, De Spiritu Sancto, 39.

[24] in order that he might recognize likeness through likeness.

[25] PG 29, 449B.

[26] هو أسقف مدينة منبج (هيرابوليس) وهي واحدة من أهم إيبارشيات أنطاكية. ناله إضطهاد النسطوريين في القرن الخامس لتمسكه بإيمان الكنيسة الأرثوذكسية وقد ساند القديس ساويرس الأنطاكي في شرحه للإيمان المستقيم، وهو يُعد من أهم لاهوتيي الكنيسة السريانية الشقيقة وقد تأثر كثيرًا باللاهوت السكندري عمومًا والقديس كيرلس الكبير خصوصًا.

[27] (تك 2: 7).

[28] (يو 20: 22، 23).

[29] القديس مارفيلوكسينوس، لا تطفئوا الروح، ترجمة د.جورج حبيب صفحة 23 و24.

[30] (تك 2: 7).

[31] Severus of Antioch: A collection of letters from numerous Syriac manuscripts (1915). Letter 111. Obtained from Patrologia Orientalis, Edited and Translated to English by E.W.Brooks.

[32] عاش تاتيان في القرن الثاني وقد حاول أن يصنع كتابًا في غاية الأهمية هو دياتيسارون Diatesseron ومعناه "من خلال الأربعة" أو " من الأربعة" وهو كتاب حاول فيه جمع الأناجيل الأربعة لكتابة كتاب واحد يضم كل الأحداث والأمثال والأفكار التي حوتها الأربعة بشائر. للأسف له بعض الإنحرافات ولكنه يبقى من أهم المدافعين في القرن الثاني وشاهد على حقيقة وجود الأربعة الأناجيل بين الكنائس في القرن الثاني.

[33] Tatianus, to Hellenes. 7.

[34] Tatian, the Assyrian's Address to The Greeks, Chapter XII, http://www.aina.org/books/tatian.pdf.

[35] اقتباس غير حرفي (لاويين 26: 11، 12).

[36] اقتباس غير حرفي (إرميا 7: 4-7).

[37] (مز 90: 1، 2). وفي الواقع هذا المزمور هو صلاة لموسى وليس لداود، ولكن جرت العادة أن نبدأ المزامير بقولنا: "مزمور لداود" أو "من مزامير أبينا داود النبي" بالرغم من أن داود لم يكتب كل المزامير.

[38]Aphrahat, NPNF213, Demonstration XVII: 6, pg. 388.

[39] مار يعقوب السروجي، ميمر 9 على المعمودية المقدسة، دائرة المعارف السريانية: 37.

[40] نفس المرجع السابق: 164.

[41] نفس المرجع السابق، ميمر 72: 76-78.

 

الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/breath-of-life/patristic.html

تقصير الرابط:
tak.la/yybwg7h