St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   incarnation-of-the-word
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود

34- الفصل الحادي والثلاثون: ضعف الأوثان وعجزها | قوة المسيح الفائقة | قوة علامة الصليب

 

St-Takla.org Image: The Holy Cross, decorated art with white background (image 3) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس، فن مزخرف بخلفية بيضاء (صورة 3) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Cross, decorated art with white background (image 3) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس، فن مزخرف بخلفية بيضاء (صورة 3) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

الفصل الحادي والثلاثون: 1 | 2 | 3 | 4

إن كانت قوة العمل علامة الحياة، فماذا نتعلم من ضعف الأوثان وعجزها، سواء عن فعل الخير أو فِعل الشر؟ وماذا نتعلم من قوة المسيح الفائقة ومن قوة علامة الصليب؟ إذن فقد اتضح من هذا البرهان أن الموت والأرواح الشريرة فقدت سلطانها. اتفاق البرهان السابق المستقَى من بعض الوقائع مع هذا البرهان المُستقَى من شخصية المسيح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- على أن الذين ينكرون القيامة يقدمون حجة قوية ضد أنفسهم. إن كانت الأرواح والآلهة التي يعبدونها، بدلًا من أن تطرد المسيح الذي يدعون بأنه ميت، قد برهن المسيح على العكس بأنها كلها ميتة.

 

2- وإن كان حقًا أن الميت لا يستطيع أن يبذل أي مجهود، في حين أن المُخَلِّص يتمم كل يوم أعمالًا متعددة، جاذبًا البشر إلى الديانة الطاهرة، ومقنعًا إياهم بضرورة التحلي بالفضيلة، ومعلمًا إياهم حقيقة الخلود، وباعثًا فيهم الرغبة في الأمور السماوية. ومعلنًا لهم معرفة الآب، نافثًا فيهم القوة لملاقاة الموت، ومعلنًا ذاته لكل واحد، وملاشيًا فجور العبادة الوثنية، بينما تعجز الآلهة والأرواح التي يعبدها غير المؤمنين أن تفعل شيئًا من تلك الأمور، بل بالعكس تظهر بأنها ميتة في حضرة المسيح، وتبدو عظمتها ضعفًا وباطل الأباطيل، بينما بعلامة الصليب يبطل كل السحر، وتتلاشى كل قوات العرافة، وتهجر كل الأوثان، وتبطل كل الملذات غير المقدسة، وتتحول أنظار الجميع من الأرض إلى السماء - فمن ذا الذي يستحق أن يُدعى ميتًا؟ هل المسيح الذي يتمم أعمالًا كثيرة كهذه ونعلم أن الميت لا يعمل؟ أم هو ذاك الذي لا يبذل أي مجهود مطلقًا، بل هو ملقى عديم الحياة، الأمر الذي ينطبق على الأوثان والأرواح الشريرة لأنها ميتة؟

 

3- لأن ابن الله حي وفعال(87) يعمل كل يوم، ويتمم الخلاص للجميع. أما الموت ففي كل يوم يبرهن أنه فقد كل قوته، والأصنام والأرواح الشريرة تبرهن على موتها، وليس المسيح. لهذا لا يستطيع أي امرئ فيما بعد أن يشك في قيامة جسده.

 

4- أما من لا يصدق قيامة جسد الرب، فيظهر بأنه يجهل قوة كلمة الله وحكمة الله. لأنه إن كان قد اتخذ لنفسه جسدًا، وهيأه بحكمته الفائقة ليكون لائقًا به كما بيننا فيما سبق، فما الذي كان يصنعه الرب بذلك الجسد؟ أو ماذا كان يمكن أن تكون نهاية الجسد إذ حل “الكلمة” فيه؟ لأنه لم يكن ممكنًا إلا أن يموت، إذ هو جسد قابل للموت، ويقدم إلى الموت عن الجميع. ولأجل هذه الغاية صوره المُخَلِّص لنفسه، على أنه كان مستحيلًا أن يبقى مائتًا إذ صار هيكلًا للحياة، لهذا، فإذا مات كجسد مائت، عاد إلى الحياة بفضل “الحياة” التي فيه، وما الأعمال إلا علامة لقيامته.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(87) (عبرانيين 4: 12).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/powerlessness-of-idols.html

تقصير الرابط:
tak.la/sdgcwq4