St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-celsus
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة أوريجانوس والرد على كلسس - القمص مرقس داود

69- الفصل السادس والستون: قبول الضعف قدرة إلهية

 

St-Takla.org Image: Saint Mary and St. Joseph the Carpenter holding two pairs of pigeons to present to the Temple, by Fahmy Eshak. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء مع القديس يوسف النجار ومعهم فرخي حمام لتقديمه إلى الهيكل، رسم الفنان فهمي إسحق.

St-Takla.org Image: Saint Mary and St. Joseph the Carpenter holding two pairs of pigeons to present to the Temple, by Fahmy Eshak.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء مع القديس يوسف النجار ومعهم فرخي حمام لتقديمه إلى الهيكل، رسم الفنان فهمي إسحق.

بعد هذه الملاحظات قال يهودي كلسس ليسوع "ولماذا أيضًا عندما كنت طفلًا أُخذت إلى مصر لئلا تُقتل؟ إنه لا يليق بإله أن يخاف الموت. لكن ملاكًا نزل من السماء وأمرك أنت وأسرتك بالهروب، لئلا تموت إذا بقيت في مكانك. ألم يكن ممكنًا أن الله العظيم، الذي سبق أن أرسل لك ملاكين، يحرسك أنت يا ابنه، في نفس ذلك المكان"؟.

بهذه الكلمات يظن كلسس أنه لا يوجد شيء إلهي في جسد ونفس يسوع، بل حتى يفترض أن جسده له صفات كالتي ذكرتها أساطير هومر. وعلى أي حال فلقد هزأ بدم يسوع الذي سفك على الصليب، وقال إنه لم يكن إيكور(27) ichor "مثل ما يجري في عروق الآلهة المباركين"(28).

على أننا نصدق يسوع نفسه عندما يقول عن اللاهوت الذي فيه "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو14: 6) أو أي قول مماثل، وأيضًا عندما يقول هذا قاصدًا أنه كان في جسد بشري "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ" (يو8: 40). وهكذا نحن نقول إنه جمع في شخصه اللاهوت والناسوت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وبما أنه أتى إلى الحياة البشرية ليعيش كإنسان فقد حق له أن يحرص على أن لا يعرّض حياته للخطر في الوقت غير المناسب. كان يجب أن يهرب به أولئك الذين نشأوه، والذين أرشدهم ملاك الله، وحذرهم في المرة الأولى قائلًا "يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." (مت1: 20) وفي المرة الثانية حذرهم بهذه الكلمات "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ" (مت2: 13) هنا نجد كلمات الكتاب لا يتطرق إليها الشك مطلقًا. ففي كلتا الآيتين قيل إن الملاك أنبأ يوسف بهذه الأمور في حلم. وإن كان أشخاص معينون يؤمرون في حلم بأن يفعلوا أشياء معينة فهذا ما يحدث للكثيرين أيضًا، سواء كان حامل الرسالة للنفس ملاكًا أو أية وسيلة أخرى.

فلماذا يعتبر سخيفًا إذن أنه لما تجسد اُعتني به حتى في حياته البشرية بقصد تجنب الأخطار، ليس لأنه كان مستحيلًا أن يتم بطريقة أخرى، بل لأنه كان يجب استخدام كل الطرق والسبل الممكنة بحرص لنجاة يسوع ؟ إن كان الطفل يسوع قد تجنب مؤامرة هيرودس وهرب مع من كانوا ينشئونه إلى مصر لحين موت ذلك الشخص الذي كان يتآمر ضده، فقد كان هذا أفضل من أن تعرقل العناية الإلهية الحارسة ليسوع إرادة هيرودس الحرة في رغبته أن تقتل الطفل. وأفضل من إحاطة يسوع بما يسميه الشاعر (هومر Homer) "خوذة الجحيم"، أو بأي شيء مماثل، أو أن تضرب العناية الإلهية أولئك الذين تقدموا ليقتلوه كما فعلت بشعب سدوم(29) (تك19: 11).

لو كان قد قُدمت إليه معونة خارقة للعادة لما كانت قد خدمت هدفه، وهو أن يعلّم -كإنسان شهد له الله- بأنه كان هنالك وراء الإنسان المنظور عنصر إلهي، هو الذي يليق به هذا اللقب "ابن الله"، الكلمة الإلهي، قوة الله وحكمة الله، الذي يدعى المسيح. وعلى أي حال فليس هذا هو الوقت المناسب لتفسير الطبيعة المزدوجة، والعنصرين اللذين يتكون منهما يسوع المتجسد، فهذا موضوع يبحثه المؤمنون في مناقشاتهم الخاصة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(27) العصارة الاتيرية التي تجري في عروق الآلهة.

(28) هذا التعبير هو الذي ورد في أساطير هومر.

(29) أي تضربهم بالعمى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/weakness.html

تقصير الرابط:
tak.la/6rnq48f