St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

88- راعي الخراف الأعظم

 

St-Takla.org Image: The parable of the Good Shepherd, with flocks following. صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الراعي الصالح، مع قطيع يتبعه.

St-Takla.org Image: The parable of the Good Shepherd, with flocks following.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الراعي الصالح، مع قطيع يتبعه.

أكد الرَّب يسوع أنه الراعي الصالح للخراف كقوله: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو 10: 11). وقد أظهر الوحي الإلهي اعتزازًا خاصًا بالرب يسوع المسيح كراعٍ، لرعايته العظيمة لشعبه بقوله: "وَإِلهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ" (عب13: 20). ولكن لماذا شبه الرب يسوع رعايته لشعبه برعاية الخراف بالذات؟!

إن الدارس للكتاب المقدس يعلم أن الرب يسوع قد وُصِفَ بحَمَل الله أو بالخروف في مواضع كثيرة، كقوله: "... مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (أع 8 : 32). وقد تكرر وصف ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالخروف في سفر الرؤيا وحده خمسة وعشرين مرة. وهذا يعني أن الله يقدم لنا المسيح الرب في صورة خروف من أجل وداعته وبذله لنفسه، كما كان شعب إسرائيل معتادًا أن يقدم الذبائح المقبولة من الخراف.

وقد دُعٍيًّ المؤمنون بالمسيح خراف مثله، لأن طبيعتهم تتفق مع طبيعته الوديعة المسالمة اللطيفة. إن الرب يسوع المسيح راعي للحملان فقط، وقد أرسل الرب المؤمنين به للعالم المليء بالذئاب كحملان، كقوله: "اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ" (لو10: 3).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وبالرغم من أن حملان المسيح أي أولاده يعيشون وسط ذئاب كثيرة شريرة، لكن طبيعتهم لا تتغير إلى طبيعة الذئاب، وعندما يواجهون الشر، فهم لا يقاومون الشر بالشر، لأنهم لا يمكنهم أن يتشبهوا بالأشرار في طبائعهم، كقوله: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ.." (رو12: 2).

القارئ العزيز... الضيقة تحدي، وهي تأتي لتغربل الناس، لتُظهر مَن هو لله ومن ليس له؟!

فالذي لله يتمسك به، ويثبت فيه، ويظل أمينًا على عهده. وأما مَن هو ليس له فسريعًا ما ينكشف أمره، ويرتد عن المسيح الرب، لأنه كان أصلًا ذئبًا متخفيًا في ثياب الحملان.

فتشدد يا أخي بالرب وقت الضيق، وهو قادر برعايته لك أن يثبتك للنهاية، مهما كان التحدي الموضوع أمامك. أما الذئاب فلا علاقة له بهم. إن الأرض كلها ستتعجب في النهاية حين يرون أن الغلبة للخروف، ولمن معه وليست للذئاب، كقوله: "هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ" (رؤ17: 14).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/shepherd.html

تقصير الرابط:
tak.la/y3at72c