St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

97- أسعى نحو الهدف

 

St-Takla.org Image: Aiming right, arrow صورة في موقع الأنبا تكلا: إصابة الهدف، سهم

St-Takla.org Image: Aiming right, arrow.

صورة في موقع الأنبا تكلا: إصابة الهدف، سهم.

أكَدَّ معلمنا بولس الرسول أنه يتمنى أن يتمّم سعيه العظيم، ولا يهمه أي خسارة في سبيل ذلك، حتى ولو بذل نفسه. لقد تُرجمت كلمة "سعي" في بعض الترجمات الإنجليزية "بالشوط أو السباق"، وهو ما يعني أن الرسول كان له هدف أو غرض يجاهد على الدوام لتحقيقه، وذلك مثل المتسابقين الرياضيين، الذين يتشوقون لاستكمال سباقهم ليفوزوا بالجائزة.

لقد كشف الرسول بولس عن هدف سعيه الدائم في حياته، بقوله: "وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ" (أع 20: 24). إن سعي الرسول كان لأجل الشهادة لاسم الرب يسوع المسيح، ولإظهار نعمته لكل أحد، وإكرام اسم الرب الذي أحبه.

بكى المؤمنون في أفسس، عندما أخبرهم الرسول أنهم لن يروا وجهه ثانية، لأنه ماضٍ إلى أورشليم وسيربطه اليهود هناك، ولكن القديس أوضح لهم أنه لا يبالي بذلك من أجل تقديم الشهادة لاسم الرب يسوع.

إن كل من يسعى ويجتهد لابد أن يكون لديه هدف يسعى لأجله، فوضوح الهدف هو أهم دافع يشجع الإنسان على السعى والجهاد، وعدم وضوح الهدف يجعله متراخيًا في جهاده غير مبالِ، لأنه ليس لديه دافع للاجتهاد. لقد أقبل الرب يسوع المسيح على آلام الصلب بسرور، لأنه كان يشتهي أن يبذل نفسه عن أحبائه، كقول الكتاب: "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ..." (عب12: 2).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

القارئ العزيز... إن الجهاد والسعي المقدس في الحياة الروحية هو وليد رغبة واهتمام صادق للوصول للهدف الثمين، الذي هو شخص الرب يسوع المسيح. وكل من عرف شخص الرب يسوع الحبيب يمكنه أن يترك أي اهتمامات باطلة، ويسعى ويضحي بسهولة من أجله.

لقد ترك زكا نصف أمواله، ووعد أن يرد أربعة أضعاف عن كل ما سلبه بغير وجه حق من النصف الباقي، إن الحياةَ من أجل الربّ يسوع تستحق أن تكون هدف سام للحياة، كقول الكتاب: "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ" (رو14: 8).

قد يسعى الكثيرون باطلًا، ولكنهم لن يحققوا فائدة من وراء سعيهم، لأنهم يسعون وراء أمور لا قيمة لها. لقد شبه الكتاب المقدس شقاء هؤلاء بالمرأة التي تتعب في حبلها، ثم لا تلد طفلًا، كقوله: "حَبِلْنَا تَلَوَّيْنَا كَأَنَّنَا وَلَدْنَا رِيحًا. لَمْ نَصْنَعْ خَلاَصًا فِي الأَرْضِ..." (إش26: 18). فيا ليتنا نسعى سعيًا حسنًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/follow-aim.html

تقصير الرابط:
tak.la/j4jhbnc