St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

102- روح الله يَفكّ عنك قيودك

 

St-Takla.org Image: Prison cells - Kilmainham Gaol Museum, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, July 1, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: زنزانات في السجن - من صور متحف سجن كيلمينهام، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 يوليو 2017.

St-Takla.org Image: Prison cells - Kilmainham Gaol Museum, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, July 1, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: زنزانات في السجن - من صور متحف سجن كيلمينهام، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 يوليو 2017.

أوصى الحاكم في مدينة فيلبي حافظ السجن أن يشدد قيود الرسول بولس ورفيقه سيلا، فأطاع حافظ السجن، وحبسهما في السجن الداخلي وقيدهما بالمقطرة، وهي آلة تعذيب تحكم الجسد في وضعٍ غير مريح، ولا تترك للسجين فرصة للوقوف أو الجلوس. منعت القيود الرسول من الحركة، لكنها لم تقيد روحه وفكره ومشاعره. لقد امتلأ قلب القديس بمشاعر الحب نحو الرب يسوع، وهامت روحه تسعد بالله في فرحٍ فأخذ يصلي ويسبح الله، كقول الكتاب: "وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا" (أع16: 25). لقد سرت في المكان قوة روحية جبارة نتيجة صلوات القديسين، تزلزلت على إثرها أساسات السجن، وتفككت القيود الحديدية، فانفتحت الأبواب من ذاتها.

إن القيود التي تستطيع أن تقيد روح الإنسان ليست هي الحديدية، وإنما هي الخوف والهمّ، وهي أيضًا الخطايا والشهوات، التي تذل الإنسان، وتتحكم فيه. لقد حذر الرب من خطورة تلك القيود، قائلًا: "فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً" (لو21: 34). نلاحظ في قول الرب التأكيد على خطورة الهموم، وما ينتج عنها من اضطراب وخوف في وقت الشدة، ولكن قوة روح الله القدوس تستطيع أن تحرر النفس من تلك القيود، وتطلقها لتسعد بالله.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

يحرر روح الرب النفس من ضعفها، لأنه روح الحرية، كقوله: "وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ" (2كو3: 17).

وترتبط سعادة الإنسان وفرحه بعمل الروح القدس فيه، لأنه يرفع نير الخطايا والشهوات الثقيل الذي يمنع النفس من معاينة مجد الله. لقد قابل شهداء المسيحية الوحوش المفترسة وهم مسبحين ومرنمين لإلههم. لم تمنعهم القيود من الفرح والتهليل، لأن أرواحهم كانت تتأمل في حب الله وعظمته.

القارئ العزيز... إن أرواحنا تشتاق لله ولمجده، لكن أجسادنا تقاوم كل ما هو روحي، كقول الكتاب: "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ" (غل 5: 17). فلا تدع ضعف جسدك يستعبدك ويكبلك. أغصب نفسك على الجهاد في الصلاة والتأمل في كلمة الله، فتمتلئ من القوة الجبارة التي لروح الله، وتتحرر من الخوفِ والهمِّ والقلقِ، ومن العادات الرديئة، ومن الطباع السيئة المسيطرة عليك، ومن ضعفاتك المتكررة، ومن.. ومن.. فأنك لن تسعد إن لم تتحرر من تلك القيود القاسية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/bonds.html

تقصير الرابط:
tak.la/fp7wvcx