St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

125- المواهب الروحية

 

مُنحت كنيسة الرسل منذ تأسيسها في يوم الخمسين، كل المواهب الروحية(37) التي تحتاجها - لا لِتُبهر الناس بها، بل لأجل نشر الإيمان الجديد، وتجديد العالم روحيًا وأدبيًا... ولقد كانت هذه المواهب بمثابة ثياب عرسها الذي تزينت به، وعدَّتها التي صمدت بها إزاء مقاومات اليهود والوثنيين، وتُعرف هذه المواهب الروحية في اليونانية باسم charismata أو مواهب النعمة، تمييزًا لها عن المواهب الفطرية الطبيعية...

وهذه المواهب الروحية طاقات وظواهر للروح القدس "أنوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ" (1كو 4:12)... أمَّا تنوع المواهب، فلكي تفي بحاجات الكنيسة المتنوعة "وَلكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ" (1كو 7:12)... وهي فائقة للطبيعة من جهة مصدرها، لكنَّها تتمشَّى مع الفضائل الطبيعية... وفي عملها تتبع قدرات الإنسان العقلية والأدبية، وتسمو بها وتُنشطها، وتُقدسها لخدمة المسيح.

St-Takla.org Image: The talents and the one Body of Christ, people صورة في موقع الأنبا تكلا: المواهب و جسد المسيح الواحد، وزنات، أشخاص، ناس

St-Takla.org Image: The talents and the one Body of Christ, people.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المواهب و جسد المسيح الواحد، وزنات، أشخاص، ناس.

وهذه المواهب غيرية، أي أنَّها توهب لأجل خدمة الآخرين... هكذا دعاها القديس بولس في (1كو 12: 5-7) "خدم، أعمال، منفعة"... "أنوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأنوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ"... وهكذا ينبغي ألاَّ يسعى الإنسان وراء هذه المواهب من أجل ذاتها، أو لأجل الاستئثار بها لِفَائدته الشخصية "لَيْسَ أَنِّي أَطْلُبُ الْعَطِيَّةَ، بَلْ أَطْلُبُ الثَّمَرَ الْمُتَكَاثِرَ لِحِسَابِكُمْ" (في 17:4).

على أنَّ تمتع البعض بأنواع من المواهب لا يعني بالضرورة أنَّ هؤلاء الناس قد يحيون في قداسة السيرة، أو أنَّهم ذوو حظوة لدى الله(38)... فقد كشف لنا الرب يسوع عن هذه العينة من الناس، وقال إنَّ كثيرين سيأتون إليه في اليوم الأخير ويقولون له: "بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً"... ومع ذلك يقول لهم الرب: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعلي الإِثْمِ!" (مت 23،22:7).

على أنَّه يجب الإشارة إلى الخطر الذي كان يكمُن في هذه المواهب الروحية... إذ بدأ الشيطان يُحارب البعض بتقليدها وادعائها، إمَّا بقصد الاحتيال أو الكسب المادي، حتى في ذلك الوقت المبكر جدًا من تاريخ الكنيسة... وقد حذر كتاب تعاليم الرسل Didache الكنائس من أمثال هؤلاء الأشخاص المحتالين(39).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

وممكن تقسيم المواهب الروحية بصفة عامة إلى ثلاثة أنواع:

أولًا- مواهب عقلية تختص بالعلم، وهي نظرية وتختص باللاهوت والعقيدة.

ثانيًا- مواهب تتمشَّى مع العاطفة وتختص بالشعور، وتظهر في العبادة المقدسة من أجل بنيان حياة الأفراد والكنيسة.

ثالثًا- مواهب عملية تختص بالإدارة، ويقصد إدارة الكنيسة وتنظيمها وحكمها.

وهذه المواهب غير منفصلة عن بعضها انفصالًا متميزًا تمامًا، لكنَّها تعمل معًا في توافق من أجل الهدف الواحد، ألا وهو بنيان جسد المسيح الذي هو الكنيسة.

وموضوع المواهب الروحية، يكتنفه الغموض، كما يقول القديس يوحنا الذهبي فمه، نظرًا لقلة معلوماتنا عنها، إلاَّ من الإشارات العابرة في رسائل القديس بولس، ولِتَوقُّف وجودها في الكنيسة بالصورة التي كانت عليها في كنيسة الرسل. لكنَّنا نحاول أن نلقي عليها بعض الضوء...

 

126

موهبة الحكمة والعلم

127

موهبة التعليم

128

موهبة النبوة

129

موهبة تمييز الأرواح

130

التكلم بألسنة

131

موهبة الترجمة

132

موهبة الخدمة الجسدية

133

موهبة التدبير

134

موهبة صنع المعجزات

135

ختام عن المواهب الروحية التي خص الله بها كنيسته

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(37) St. John Chrysostom, Homily 29 on 1 Cor. 12; De Pressensé, Vol. 1, pp. 339-344; Schaff, Vol. 1, pp. 436-440.

(38) See: St. Chrysostom, Homily 24 on St. Matthew (N. P. N. F., Vol. 10, p. 167); St. Augustine, Sermon on the Mount, ch. 25 (N. P. N. F., Vol. 6, p. 62); St. Augustine, Homilies on the Gospels, Sermon 87, 88, 92; (N. P. N. F., Vol. 6, pp. 520, 523, 535).

(39) يقول العلامة أوريجينوس في المقالة 27: 11 على سفر العدد (يمكن أن تكون الرؤى سببًا للوقوع في تجارب، لأنَّ الشيطان في بعض الأحيان يُغير شكله إلى شبه ملاك نور. ومن هنا يجب أن تحترسوا حتى ما تُميزوا نوع الرؤيا، على نحو ما فعل يشوع بن نون إذ لمَّا رأى الرؤيا أحس أنَّه تكمُن فيها تجربة، فسأل المنظر الذي رآه، هل أنت معنا، أم مع أعدائنا). انظر:

Haranack, Missions..., pp. 201-203.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/talents.html

تقصير الرابط:
tak.la/5z5fs35