St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

71- هل كانت الدعوة للتهود مظهرًا لحركة سياسية؟

 

ثمة إشارات في رسائل بولس الرسول التي عالج فيها موضوع التهود، تدل على انتظار هؤلاء اليهود المتنصرين مجيء الرب، الأمر الذي يرتبط بنفس آمال اليهود في مُلك المسيا ومجيئه وتأسيس مملكة أرضية... فهل كانت هناك أيدي يهودية تلعب دورها من أجل أغراض سياسية؟ إننا نعرض هذه الإشارات، ونضع أمامها علامات استفهام.

 

St-Takla.org Image: Jewish fishermen, by the Sea of Galilee - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912. صورة في موقع الأنبا تكلا: صيادين يهود، على شاطئ بحر الجليل - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

St-Takla.org Image: Jewish fishermen, by the Sea of Galilee - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صيادين يهود، على شاطئ بحر الجليل - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

(أ) كتب القديس بولس إلى أهل تسالونيكي حوالي سنة 52 أو 53 يقول: "ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعه إلينا، أن لا تتزعزعوا سريعًا عن ذهنكم، ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا، أي أن يوم المسيح قد حضر. لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولًا... أما تذكرون إني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا" (2تس 2: 1-5)... فمَنْ هم هؤلاء الذين يخدعونهم على طريقة ما؟ إننا نرجح أن الأمر كانت فيه يد يهودية تظهر بالمظهر الديني، يحركها دافع سياسي. وهذا ليس بعيدًا عن اليهود وأساليبهم في الخداع... بل لعله يتفق مع ما يرويه لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي عن اضطرابات يهودية في تلك الفترة(57).

 

(ب) في الرسالة إلى أهل غلاطية، يقول الرسول لهم: "أتحفظون أيامًا وشهورًا وأوقاتًا وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثًا" (غل 4: 10)... وإن كان حفظ الأوقات يتعلّق أساسًا ببعض الأعياد والطقوس اليهودية، لكن الاهتمام بحساب الزمن أصلًا لم يكن إلا تعبير عن انتظار المسيا(58).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

(جـ) ويرى البعض أن فيما دوّنه بولس الرسول إلى أهل رومية، ما يؤيّد هذا الرأي. كتب بولس رسالته هذه حوالي سنة 58 م.، ولم تتبقَ سوى سنوات قليلة على ثورة اليهود العارمة ضد الدولة الرومانية، وحصار أورشليم وخرابها(59). وقبيل ذلك كان القوميون من اليهود يعدّون عدتهم سرًا. وكان تيار القومية اليهودية يسري خفية في أنحاء العالم اليهودي. وإزاء هذه الحركة التي أجسَّها الرسول بولس، كان يختلج نفسه حزن عميق من أجل إسرائيل المسكين، الذي كان يدفع نفسه إلى الهاوية... لذا قال فيهم: "إن لي حزنًا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون" (رو 9: 1-4).

ووجه الخطر في الأمر أن المسيحية حتى ذلك الوقت، كانت في نظر الحكام معتبرة شيعة يهودية، يحل بأتباعها ما يحل باليهود. ولعله السبب الذي كتب الرسول لأجله في هذه الرسالة، موصيًا أن تخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. ومَنْ يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله(60). (رو13: 1، 2).

 

(د) وتظهر التأثيرات اليهودية واضحة غاية الوضوح في موضوع "مُلك المسيح الألفي" Millennial Reign, المذكور بطريقة رمزية، وبمعنى روحي في سفر الرؤيا (رؤ 20: 2، 4، 6). فلقد اعتقد بعض المسيحيين -نتيجة الجهود والتأثيرات اليهودية- أن السيد المسيح سيملك على الأرض في أورشليم ألف سنة مليئة بالخير والسلام، ويملك معه القديسون... وواضح تمامًا أن هذه عينها هي آمال اليهود الخاطئة في المسيا المنتظر(61).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(57) Daniélou, Vol. 1, p. 34.

(58) Daniélou, Vol. 1, 35.

(59) بدأت الثورة سنة 66 م.، وتم سقوط المدينة وخرابها بهيكلها سنة 70 م.

(60) Daniélou, Vol. 1, 35, 84.

(61) Ency. of Religion and Ethics, Vol. 5, pp. 376 - 389; Harnack, History of Dogma, Vol. 1, pp. 168-170; Daniélou, Vol. 1, pp. 79, 84; Austin Farrer, The Revelation, pp. 12, 13, 203, 204.

انظر القس تادرس يعقوب، تفسير سفر الرؤيا عن آباء الكنيسة ص 213.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/jewish-like-politics.html

تقصير الرابط:
tak.la/z8z89p3