St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

158- الرعاية والتعليم

 

St-Takla.org Image: Reconstruction of the church building - from St. Mary Church, Mahmasha, Sharabia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: ترميم مبنى الكنيسة - من صور كنيسة العذراء مريم، مهمشة، الشرابية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Reconstruction of the church building - from St. Mary Church, Mahmasha, Sharabia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ترميم مبنى الكنيسة - من صور كنيسة العذراء مريم، مهمشة، الشرابية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

كان التعليم يمثل قطًاعا متميزًا في الرعاية في حياة الكنيسة الأولى. فلقد كانت وصية الرب لرسله قبيل صعوده، أن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم، ويعمدونهم ويعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصى به (مت 28: 18-20). وقبل أن يأمرهم بالذهاب والتعليم، أعطاهم سلطانًا "دُفِع إلىَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض"... هذا السلطان هو سلطان التعليم... ليس لكل إنسان أن يُعَلّم، بل للذين أُعْطي لهم. لقد وجد كثير من المعلمين في زمان السيد المسيح، لكنه اختلف عنهم، إذ كان يعلم "كمن له سلطان وليس كالكتبة"... وقد سبق لنا أن تناولنا بالكلام المعلمين في الكنيسة، وموهبة التعليم التي هي إحدى مواهب الروح القدس...

وربما احتاجت الكنيسة الأولى إلى التعليم أكثر من أي زمان آخر... فالمؤمنون الجدد كانوا في حاجة إلى ثبات في الإيمان مقابل أعدائهم الذين كانوا يثيرون عليهم أتعابًا، وكانوا في حاجة إلى معرفة عقلية عقيدية عن هذه الديانة الجديدة، وعن كل ما يتعلق بها... خصوصًا وأن الديانة المسيحية تختلف عن الديانات الأخرى اختلافًا جوهريًا، وهي أنها حياة، وليست مجموعة فرائض وطقوس شكلية خارجية...

لقد وقعت مسئولية التعليم بأكملها على الرسل في بداية الأمر، حيث هم وحدهم الذين جلسوا تحت قدمي الرب يسوع وتلقنوا منه. ونلاحظ أنهم أعطوا التعليم أهمية كبرى عما سواه من المسئوليات... فقد رفضوا أن يتركوا كلمة الله ليخدموا الموائد (أع 6: 2)... وليس أدل على الاهتمام بالتعليم من الشرط الأساسي الذي اشترطوه في الأسقف "أن يكون صالحًا للتعليم"(146). وما لبثت أن ازدادت الحاجة إلى المعلمين والتعليم بانتشار الإيمان المسيحي، واصطدامه باليهودية ممثلة في اليهود واليهود المتنصرين والأبيونيين، وبالوثنية ممثلة في الفلسفات الوثنية المختلفة... وكان لا بُد من علماء مسيحيين قادرين على رد هجمات هؤلاء وأولئك وإلا أصيبت المسيحية بنكسة...

ونستطيع أن نميز في كنيسة الرسل ثلاثة أنواع من التعليم(147). نوع يختص بتبشير غير المؤمنين وهو ما يسمى Kerygma ، ونوع يعني بتعليم الموعوظين قبل العماد، وتعبر عنه الكلمة اليونانية Didache. ثم كان هناك وعظ وتعليم المؤمنين أنفسهم، وكان يهدف إلى الحث على الثبات في الإيمان والفضيلة، وهو ما يعرف باسم Paraklesis (أع 14: 22، 15: 32).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(146) اللفظ اليوناني الذي يقابل "صالح للتعليم" هو didaktikon وهي تعني -إلى جانب القدرة على التعليم- الحذق فيه، والاستعداد الشخصي له - انظر:

Wuest; the Pastoral Epistles, pp. 55, 56.

(147) Danielou, Vol. 1, p. 13.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/education.html

تقصير الرابط:
tak.la/fc9fpcb