St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

119- المسيحية والزواج والأسرة

 

St-Takla.org Image: Ethiopian women painting, a mother and her baby - Addis Abab Museum, from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا:  لوحة سيدات حبشيات، أم وطفلها الرضيع - من ألبوم صور متحف أديس أبابا بالحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

St-Takla.org Image: Ethiopian women painting, a mother and her baby - Addis Abab Museum, from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا:  لوحة سيدات حبشيات، أم وطفلها الرضيع - من ألبوم صور متحف أديس أبابا بالحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

من أجمل وأنبل الأشياء التي خلقتها المسيحية، الأسرة. فالمسيحية بِرَفعها المرأة، لمكانتها وحريتها الحقيقية، غيَّرت وقدَّست حياة الأسرة كلها. فهي تُحرِّم تعدد الزوجات، وتعتبر الزواج الواحد هو الوضع الإلهي السليم... إنَّها تدين نظام المحظيات بكل مظاهر عدم الطهارة والدنس، وتُظهر الواجبات المشتركة للزوج والزوجة، وللآباء والأبناء في صورتها الحقيقية... فالزواج في المسيحية -كما عَلِمتُ عنه- هو عمل إلهي، وليس نتيجة لتطور تدريجي في تاريخ البشر... "الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأنثَى... مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (مت 19: 4-6).

لقد رفعت المسيحية الزواج إلى مرتبة السر المقدس "يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا"، والله -في سرّ الزواج- بروحه هو الذي يقوم بهذه المهمة... وقد أكد القديس بولس هذه الحقيقة، كما أوضح علاقة التعاطف بين الزوج وزوجته. وشبَّه اتحاد الرجل بالمرأة في سرّ الزواج، باتحاد المسيح بكنيسته (أف 5: 28-33)... ولدينا عينة مباركة من العصر الرسولي ، أكيلا وبريسكلا، اللذان عاونا القديس بولس في خدمته الكرازية (أع 26،2:18).

وقد بدأت علاقة الوالدين بأولادهم طورًا جديدًا بواسطة المسيحية... فَحلَّ الحب المسيحي محل قسوة الأب الروماني. فالوالدان عليهم أن يحبوا أولادهم ولا يغيظوهم، وعلى الأولاد أن يطيعوا والديهم... لكنَّها علاقة غير قائمة على الخوف (أف 5: 1-4).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

والقديس بولس يُظهر لنا المثال الحلو للأم المسيحية حينما يقول عنها إنَّها: "سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1تى 15:2)... إنَّه يرى في المرأة المسيحية، حواء التي تلد الذرية المباركة التي تسحق رأس الحية، والتي تنجب للعالم يومًا فيومًا خدامًا لله، ينشرون عمل الخلاص ويُتممونه، هؤلاء الأولاد تُغذيهم الأم بالتعليم المسيحي... وهكذا تكون الأسرة المسيحية.

ويؤكد قدسية الزواج في المسيحية ووضعه الإلهي، عدم الطلاق... وكان الطلاق في العصر الرسولي أمرًا شائعًا وشرعيًا ومألوفًا، سواء بين الوثنيين أو اليهود... والرب يسوع نفسه هو واضع أساس هذه العقيدة... فَلا طلاق إلاَّ لعلة الزنا...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/christianity-family.html

تقصير الرابط:
tak.la/63dbp34