St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

166- أسماء المؤمنين: تلاميذ - مؤمنين - قديسين - مسيحيين

 

أسماء المؤمنين:

لقد دعا الرب يسوع أولئك الذين تجمعوا حوله "تلاميذًا" ودعا هو ذاته "معلمًا"... ولقب معلم وتلاميذ لم يكن غريبًا عن تلك البيئة. فقد عرف أتباع يوحنا المعمدان باسم "تلاميذ يوحنا"(172). كانت علاقة الرب يسوع بتلاميذه خلال حياته في الجسد، علاقة المعلم بتلاميذه. أما إيمانهم به على أنه المسيا، فقد ظل سرًا غير واضح إلى ما بعد قيامته.

وبعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، وحلول الروح القدس، شهد تلاميذه علانيةً أنه هو المسيا، واستمروا يدعون أنفسهم "تلاميذ"... على أن التسمية "تلاميذ" لم تكن قاصرة على الرسل الاثني عشر، بل أُطلقت على جميع أعضاء الكنيسة الأولى، الذكور والإناث(173). وقد شاعت هذه التسمية على وجه الخصوص بين مسيحيي فلسطين(174).

St-Takla.org Image: Apostles Before Sanhedrin: The apostles are brought before the Sanhedrin for preaching Christ resurrected: (Acts 5) - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: إحضار الآباء الرسل أمام مجمع السنهدرين لتبشيرهم بالمسيح القائم: (أعمال الرسل 5) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Apostles Before Sanhedrin: The apostles are brought before the Sanhedrin for preaching Christ resurrected: (Acts 5) - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: إحضار الآباء الرسل أمام مجمع السنهدرين لتبشيرهم بالمسيح القائم: (أعمال الرسل 5) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

ويتضح لنا من دراسة سفر أعمال الرسل ورسائلهم، أن هناك ثلاث تسميات شاعت في العصر الرسولي وما بعده، دُعي بها المسيحيون... وهذه التسميات هي: مؤمنون وقديسون وإخوة... وهي تعبر عن حياة أولئك المسيحيين الأوائل(175).

* فتسمية "مؤمنين"(176)، كانت تعبر عن إيمانهم الجديد الذي اقتبلوه، وحياة الإيمان التي يحيونها، حية في أشخاصهم وفي سلوكهم...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* أما تسمية "قديسين"، فكانت تعبر عن حياتهم وعلاقتهم بالله... فقد تقدسوا في الله وله بالروح القدس، وكانوا في حياتهم في قداسة حقيقية كشركاء للمجد العتيد. إن كلمة قديسين باليونانية hagios, هي والفعل منها hagiazo ومعناه "يفرز ويكرز لأجل الله"... وهكذا لفظ "قديس" تعني مسيحي فرز ومكرس لأجل الله... لم تكن تسمية "قديسين" مجرد تسمية، لكنها كانت تعبيرًا عن واقع قدسي روحاني يحياه المسيحيون... كانوا يشعرون أنهم للرب وليسوا لسواه، كشيء مكرس ومقدس، لا يُستخدم إلا للشيء الذي كُرس له وقُدس لأجله. وتقابلنا هذه التسمية كثيرًا في سفر الأعمال ورسائل الآباء الرسل(177)...

إن لفظ "قديسين" في مفهومنا الحالي لا يُطلق إلا على من انتقلوا إلى العالم الآخر، وعاشوا حياة القداسة على الأرض. أما في عصر الرسل فكانت تُطلق على أعضاء الكنيسة الأحياء... ظلت هذه التسمية شائعة، يُطلقها المسيحيون على بعضهم بعضًا حتى ما بعد منتصف القرن الثاني، لكن ما لبثت أن اختفت تدريجيًا بعد ذلك، إذ لم يعد للمسيحيين الشجاعة على دعوة أنفسهم "قديسين" بعد أن بدأت تظهر عليهم أعراض الضعف الروحي وبدأت تأثيرات العالم تأخذ طريقها إليهم(178).

 

* وإذا كانت التسمية "مؤمنين وقديسين"، هي تعبير عن علاقتهم بالله، فالتسمية الثالثة "إخوة وأخوات" تعبير عن علاقتهم بعضهم ببعض كأعضاء في جسد المسيح الواحد(179). تلك العلاقة الحبيبة التي كانت تدعو إلى الدهشة والإعجاب، كما أشرنا إلى ذلك قبلًا... إنها تسمية تلائم سلوكهم المسيحي (1بط 2: 17، 5: 9)... وأسفار العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين وبخاصةً كتابات إكليمنضس الروماني وتعاليم الرسل Didache. تكشف لنا عن سمو حياة المسيحيين الأوائل وحياتهم الأخوية...

 

أما التسمية "مسيحيين" الشائعة الآن، فقد بدأت في أنطاكية حينما "دُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا" (أع 11: 26)... ولم يستخدم بولس هذه التسمية في رسائله، ولا نجدها في أي موضع في العهد الجديد كتسمية أطلقها المسيحيون على أنفسهم... فلم تَرِد إلا في موضعين، ويبدو أنها مقتبسة مما تردد على ألسنة خصومهم (1بط 4: 16، أع 26: 28)... ومن ناحية أخرى لا نجد لها أي أثر في كتابات الآباء الرسوليين ما عدا أغناطيوس الأنطاكى الشهيد الذي استخدمها كثيرًا... لقد أُطلقت هذه التسمية للسخرية والاستهزاء بأولئك الذين عبدوا المسيح الإله دون الإمبراطور الروماني. وقد بدأت السلطات الرومانية تستخدمها منذ عهد تراجان (89-117 م.)(180).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(172) انظر (مت 9: 14، لو 11: 1، يو 1: 35، 3: 25).

(173) انظر: (أع 9: 1، 10، 25، 26، 36، 11: 26، 13: 52، 14: 20، 21، 22، 28، 15: 10، 16: 1).

(174) أطلق اليهود في بداية الأمر على مواطنيهم المرتدين (المسيحيين) بعض تسميات مثل "ناصريين" و"جليليين" (أع 1: 11، 2: 7). لكن هذه التسميات لم تنتشر إلا في دوائر ضيقة، واستخدمت غالبًا للتحقير.

(175) Harnack, Mission... pp. 399-404.

(176) انظر: (أع 5: 14، 16: 1، أف 1: 1، كو 1: 2، 1تي 5: 16).

(177) انظر: (أع 9: 13، 32، 41، رو 1: 7، 1كو 1: 2، أف 1: 1، في 4:21).

(178) Harnack, Mission. pp. 405.

(179) انظر: (أع 14: 2، 17: 10، 14، 28: 14، رو 16: 14، 1كو 16: 12، 20، غل 1: 2، في 1: 14، 4: 21، 1تي 4: 6، عب 2: 11، 1يو 3: 14).

(180) Harnack, Mission.., pp. 405-412; Wuest, The Pastoral Epistles, p. 83.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/believers.html

تقصير الرابط:
tak.la/wxw23sc